لم تكن ليلة أمس ليلة عاديّة في جمهورية القمر المتحدة، بل كادت تغير مسار البلاد إلى الأبد، مع محاولة اغتيال رئيس البلاد عثمان غزالي، الذي نجا، ونجت معه البلاد من منعطف خطير يحمل تحديّات كبرى في السياسة.
ومن موقعها، أدانت المملكة العربية السعودية بشدة محاولة اغتيال رئيس جمهورية القمر المتحدة، وعبرت وزارة الخارجية السعودية عن استنكارها لهذه المحاولة الفاشلة، مؤكدة على تضامنها الكامل مع الجمهورية في مواجهة أي تهديد يمس أمنها واستقرارها.
و أعربت المملكة عن أملها في أن يتماثل الرئيس غزالي للشفاء العاجل، متمنية لجمهورية القمر وشعبها دوام السلام والاستقرار.
اقرأ أيضاً: زيارة وزير الخارجية السعودي لبريطانيا: التعاون الثنائي وجهود السلام في المنطقة
وجاءت هذه الإدانة في إطار العلاقات الوثيقة التي تجمع السعودية وجمهورية القمر المتحدة، إذ أكدت المملكة على موقفها الثابت الداعم للدول الصديقة في مواجهة كافة التحديات الأمنية والسياسية، فيما تأتي استكمالاً لدور السعودية الإقليمي في دعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
يشار إلى أن محاولة اغتيال رئيس جمهورية القمر المتحدة، عثمان غزالي، حدثت في سياق سياسي حساس ومعقد، ووفقاً للتقارير الرسمية، تعرّض الرئيس غزالي لمحاولة اغتيال في 15 أيلول/سبتمبر 2024، وهي محاولة أثارت ردود فعل واسعة النطاق، خاصة من الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، إلّا أن تفاصيل هذه المحاولة ما زالت غير واضحة بشكل كامل، لكن تأكدت نجاة الرئيس من محاولة الاغتيال دون إصابات خطيرة.
ويُعتقد أن محاولة الاغتيال جاءت في إطار اضطرابات سياسية داخلية تعاني منها جمهورية القمر المتحدة في الفترة الأخيرة، حيث تصاعدت التوترات بين الرئيس ومعارضيه السياسيين، وتزامنت هذه التوترات مع تحديات اقتصادية واجتماعية تعاني منها الدولة، مما جعل الوضع السياسي أكثر هشاشة.
اقرأ أيضاً: السعودية ومصر تعززان علاقتهما الثنائية بمواجهة التحديات
ويواجه الرئيس عثمان غزالي، الذي تولى منصب الرئاسة منذ عدّة سنوات، معارضة متزايدة من بعض الأطراف السياسية في البلاد، الذين يتهمونه بالفساد واستغلال السلطة، فيما أدت هذه التوترات إلى تصاعد الاحتجاجات وبعض الأعمال العدائية، والتي ربما قد تكون بلغت ذروتها بمحاولة الاغتيال هذه.
ومن الجدير ذكره، أن جمهورية القمر المتحدة هي دولة صغيرة تقع في المحيط الهندي بالقرب من الساحل الشرقي لأفريقيا، وتتكون من ثلاث جزر رئيسية، وقد حصلت على استقلالها من الحكم الفرنسي في العام 1975 لكنها واجهت العديد من الاضطرابات السياسية والانقلابات منذ ذلك الحين.
وتتبع جمهورية القمر المتحدة نظاماً جمهورياً اتحادياً، حيث تترأس الحكومة السلطة التنفيذية، في حين تُنتخب الرئاسة بشكل دوري بين الجزر الثلاث الرئيسية، وجرت عملية تعديل الدستور عدة مرات في البلاد بهدف ضمان استقرار البلاد وتقليص الفجوة بين القوى السياسية المختلفة.
وجرى آخر تعديل للدستور فيها عام 2018، وأبرز التعديلات التي أقرها الدستور الجديد تتعلق بإلغاء نظام الرئاسة الدورية بين الجزر الثلاث، التعديل الذي سمح للرئيس عثمان غزالي بالترشح لولاية ثانية، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في البلاد، وأدى إلى معارضة قوية من بعض الأطراف السياسية.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن جزر فرسان.. جوهرة جازان ومالديف السعودية؟