أصدرت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، أول ترخيص تشغيلي لمشروع زراعي تجاري، الأول من نوعه في الشرق الأوسط بتقنية “الأيروبونيك”، بطاقة إنتاجية تجارية ستسهم في تغطية احتياجات الأسواق المحلية من المنتجات الزراعية المستهدفة بشكل مستدام.
وسلّم الرخصة وكيل الوزارة للزراعة، أحمد العيادة، بحضور ممثلي تحالف شركات محلية وعالمية يشمل، مجموعة أسواق التميمي (السعودية)، ومجموعة ميتسوي (اليابان)، ومجموعة زيرو (إيطاليا)، السبت.
وسيقدم التحالف عبر شركة الكثبان الخضراء (Green Dunes)، حلولاً زراعية حديثة معتمدة على التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، لتلبية احتياجات المملكة من المنتجات الزراعية، والإسهام في بناء مستقبل زراعي مستدام، تحقيقاً للاستراتيجية الوطنية للزراعة، ومستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأوضحت الوزارة، أن الشركة أنهت المرحلة الأولى بإنشاء مزرعة لإنتاج عدد من أصناف الخضروات، معتمدة على تقنية “الأيروبونيك”، التي تتميز بتوفير 95% من استهلاك المياه مقارنة بطرق الزراعة التقليدية، وتعمل على إنتاجية مستدامة على مدار العام، بجانب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأتمتة في كافة مراحل الإنتاج بنظام مراقبة ومؤشرات أداء.
والأيروبونيك أو الزراعة الهوائية، هي عملية زراعة النباتات في بيئة هوائية أو ضبابية دون استخدام التربة أو الوسط الكلي، وتعتمد هذه الطريقة على بناء أنابيب بلاستيكية رأسية متعددة الطوابق، تفصل الطوابق حلقات، تُعلق عليها النباتات بحيث يتم الاحتفاظ بالجذور في وسط نمو بدون تربة وتغذي الأنظمة الهوائية النباتات عن طريق رش الجذور، حيث يتم ضخ المياه المحملة بالمغذيات بشكل دوري من خلال رشاشات مياه مصممة خصيصاً لهذه الوظيفة.
وقد تطورت تقنية الزراعة الهوائية (الأيروبونيك)، نتيجة أبحاث وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، لأنها التقنية الأفضل للزراعة خارج نظام الأرضي، فالزراعة الهوائية لا تعتمد على الجاذبية للكوكب لتحريك المحلول المغذي حال الزراعة في التربة أو الزراعة المائية، بل إن المحلول يجري بفعل مضخة ضغط، لذا يمكن الزراعة في الفضاء الذي تنعدم فيه الجاذبية.
وهذا النوع من الزراعة يحقق 10 أهداف من إجمالي أهداف التنمية المستدامة البالغة 17 هدفاً، التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة، لمعالجة التحديات الإنمائية في ظل التغيرات المناخية، حيث يقدم نظام “الأيروبونيك” العديد من المزايا والحلول للحد من آثار التغيرات المناخية على الزراعة.
وتعالج تقنية “الأيروبونيك” مشكلات عدم توافر الأراضي الزراعية، وذلك من خلال مضاعفة معدلات الإنتاج وتقليل مدة الدورة الإنتاجية وجودة المنتجات، كما تسهم في توفير المياه بشكل كبير من خلال استخدام دورة مغلقة.
بالإضافة إلى ذلك، توفر فرص عمل في مجال الزراعة وتشجع المزارعين على استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة والري.
اقرأ أيضاً: المؤشرات العالمية تشيد بالاقتصاد السعودي