تبرز المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي في جهود الوساطة والسلام، وتعزز دورها الدبلوماسي في القضايا العالمية عبر استضافة محادثات بين أطراف النزاعات المختلفة. وفي هذا السياق، أعلنت الرياض مؤخراً عن استضافة لقاء مهم بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في مدينة جدة الأسبوع المقبل، في خطوة تسعى إلى تقريب وجهات النظر وتمهيد الطريق نحو حل سياسي للأزمة الأوكرانية.
وأصدرت وزارة الخارجية السعودية يوم الجمعة 6 آذار/مارس بياناً أكدت فيه عزم المملكة على المضي قدماً في جهودها الدبلوماسية لإيجاد حل دائم للأزمة الأوكرانية. وأشارت إلى أن السعودية لم تتوقف خلال السنوات الثلاث الماضية عن لعب دور الوسيط، حيث استضافت عدداً من الاجتماعات التي جمعت الأطراف المعنية بالصراع.
ما الذي سيتم مناقشته؟
وفقاً لما كشفه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، فإن المناقشات المقررة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ستركز على وضع إطار اتفاق سلام لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين. وأوضح ويتكوف أن هذه المحادثات تمثل خطوة حيوية في المساعي الدبلوماسية الجارية، مشيراً إلى أن الاجتماع سيعقد خلال الأسبوع المقبل في السعودية بحضور وفد أوكراني رفيع المستوى.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريح له مؤخراً عزمه زيارة السعودية يوم الاثنين المقبل، حيث سيرافقه فريق من المفاوضين الأوكرانيين الذين سيواصلون العمل مع نظرائهم الأميركيين بعد مغادرته الرياض. وأشار زيلينسكي إلى أن بلاده تسعى للوصول إلى حل سريع ومستدام للنزاع، مؤكداً أن السلام يمثل أولوية قصوى بالنسبة لأوكرانيا.
دعم أميركي للمفاوضات
في سياق متصل، أفاد موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي بأن مسؤولين بارزين من الولايات المتحدة وأوكرانيا سيجتمعون في جدة يوم الأربعاء المقبل لمناقشة سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب مصادر مطلعة، من المتوقع أن يشارك المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو في هذه الاجتماعات، ما يعكس اهتمام واشنطن بتسريع جهود التوصل إلى تسوية دبلوماسية للنزاع.
هذا وكشف وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبها عن إجرائه محادثات هاتفية مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، تناولت الترتيبات الخاصة بالاجتماع المنتظر في السعودية. وأكد سيبها، في منشور على منصة «إكس»، أن أوكرانيا تسعى لإنهاء الحرب، وأن القيادة الأميركية تلعب دوراً محورياً في تحقيق السلام الدائم، مشيراً إلى أن الجانبين ناقشا أيضاً سبل تعزيز التعاون الثنائي بين كييف وواشنطن.