عبَّرت المملكة العربية السعودية عن ترحيبها بإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المزمع تنفيذه بداية الأسبوع القادم، وأثنت المملكة على الجهود التي بذلتها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة في سبيل تحقيق هذا الاتفاق، معربة عن أملها بأن يُمثل خطوة إيجابية نحو إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، أكدت المملكة أهمية الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، مشددة على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقطاع وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية، وإعادة النازحين إلى ديارهم التي أُجبروا على مغادرتها.
وأشارت السعودية إلى أن معالجة جوهر القضية الفلسطينية يجب أن يتم من خلال تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة ضمن حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأبدت المملكة أملها في أن يشكل هذا الاتفاق بداية نهاية للمعاناة الطويلة التي شهدها قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الضحايا خلال العدوان الإسرائيلي أكثر من 45 ألف شهيد، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 100 ألف شخص بجروح متفاوتة الخطورة، كما شددت المملكة على ضرورة البناء على هذا الاتفاق لتعزيز الجهود الدولية الساعية إلى تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة.
اقرأ أيضاً: السعودية تدين حرق مستشفى كمال عدوان في غزة
وفي سياق منفصل، كانت قد أثارت «الخريطة المزعومة» التي نشرتها جهات إسرائيلية رسمية موجة من الغضب والانتقاد، إذ تضمنت الخريطة أراضي عربية تعود لدول الجوار مثل الأردن ولبنان وسوريا، واعتبرت السعودية هذه الخطوة استفزازاً صريحاً يكشف عن نوايا الاحتلال في ترسيخ سيطرته والتوسع على حساب سيادة الدول المجاورة، في انتهاك واضح للقوانين والأعراف الدولية.
وجددت المملكة في بيانها إدانتها لهذه الادعاءات، معتبرة أن هذا السلوك العدواني يُعرض الأمن الإقليمي للخطر، ويُعرقل الجهود المبذولة لتحقيق السلام، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم وواضح تجاه هذه الانتهاكات، مؤكدة على ضرورة احترام سيادة الدول وحدودها المعترف بها دولياً، وأوضحت أن تجاهل هذه المبادئ يُساهم في تفاقم الأزمات القائمة، ويزيد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في المنطقة.
من جانبها، أعربت رابطة العالم الإسلامي عن قلقها إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، مؤكدة أن هذه التصرفات تؤجج التوترات في المنطقة، وتهدد استقرارها وأمنها، وأشارت الرابطة إلى أن استمرار الاحتلال في انتهاك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويضع العالم أمام مسؤولية كبيرة لوقف هذه الممارسات.
وفي تصريح لوزير الإعلام السعودي، شدد سلمان الدوسري على التزام المملكة بدعم الجهود الدولية الرامية إلى وقف النزيف المستمر في قطاع غزة، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وأكد أهمية احترام القانون الدولي الإنساني، محذراً من أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يُهدد الاستقرار الإقليمي ويُقوض جهود السلام.
اقرأ أيضاً: السعودية: أوقفوا النار في غزة وادعموا «الأونروا»
بدوره، أبدى الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، استنكاره للجرائم المستمرة في غزة، مُشيراً إلى أن الصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات يُشجع على استمرارها، وأكد أن استهداف الاحتلال للمدنيين والمنشآت الحيوية يُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية ويُهدد السلام العالمي.
وفي تطور آخر، طالبت حركة حماس بإجراء تحقيق دولي مستقل لكشف حجم الجرائم الإسرائيلية في غزة، ونفت الحركة ادعاءات الاحتلال باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، مؤكدة أن هذه المنشآت تخضع لإشراف المؤسسات الدولية وتعمل ضمن المعايير الإنسانية.
من جهتها، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أسفرت عن مقتل 37 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، وأضافت الوزارة أن إجمالي عدد الضحايا منذ بداية الحرب تجاوز 45 ألفاً، مع تهجير الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.
بهذه التطورات المتسارعة، يتجلى حجم المعاناة التي عاشها، ويعيشها الشعب الفلسطيني، وسط استمرار الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية التي فاقمت الوضع الإنساني في غزة، ويبقى الأمل معقوداً على المجتمع الدولي للتحرك بحزم، وإنهاء هذه الأزمة المستمرة التي تُلقي بظلالها على الأمن والاستقرار في المنطقة.
اقرأ أيضاً: السيسي وبن سلمان: أوقفوا النار في غزة ولبنان