في وقت تزداد فيه الحاجة إلى حلول جذرية ومستدامة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أعلنت المملكة العربية السعودية عن إطلاق تحالف دولي لإقامة الدولة الفلسطينية في مبادرة جديدة تحمل الأمل بطي صفحة من صفحات أطول الصراعات في العصر الحديث.
فعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن عن تحالف يقضي بإقامة دولة فلسطينية عبر تعاون عربي إسلامي وشراكة أوروبية، فهل يمكن لهذا التحالف أن يكون نقطة تحول تنهي سنوات من المعاناة والحرب؟
أعلنت المملكة العربية السعودية، على لسان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، عن تأسيس «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» بالتعاون مع الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين، وجاء ذلك خلال الاجتماع الوزاري الذي عُقد لمناقشة القضية الفلسطينية ومساعي السلام، على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي بداية كلمته، أشار الأمير فيصل بن فرحان إلى المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب على غزة، بالإضافة إلى الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والتهديدات التي تواجه المسجد الأقصى والمقدسات الدينية، مؤكداً أن هذه الأفعال تمثل استمرارية لسياسة الاحتلال والتطرف.
اقرأ أيضاً: غزة تتصدر ملفات اجتماع وزاري سعودي
وأضاف “بن فرحان” أن الدفاع عن النفس لا يبرر ارتكاب جرائم بحق المدنيين، بما في ذلك القتل المنهجي والتدمير القسري، واستخدام التجويع كسلاح، وممارسات التعذيب والجرائم الأخرى التي وثقتها الأمم المتحدة.
وتطرق الوزير أيضاً إلى التصعيد الخطير في المنطقة، محذراً من أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية تهدد استقرار المنطقة والعالم بأسره، بما في ذلك الجمهورية اللبنانية.
كما طالب بوقف فوري للحرب والانتهاكات التي تتعارض مع القانون الدولي، مع ضرورة محاسبة المعرقلين لجهود السلام.
وأكد الأمير فيصل أن تحقيق السلام الدائم يتطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشدداً على أن هذا ليس نتيجة يتم التفاوض عليها، بل حق مشروع يجب أن يتحقق، ودعا المجتمع الدولي للاعتراف بفلسطين، مشيراً إلى أهمية هذا الاعتراف في تحقيق «حل الدولتين الذي يعد الحل الأمثل لإنهاء الصراع وتحقيق الأمن والتعايش في المنطقة».
اقرأ أيضاً: حل الدولتين محور لقاء سعودي إسباني بمدريد
وفي ختام كلمته، أعلن الأمير فيصل بن فرحان إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، داعياً الدول الأخرى للانضمام إلى هذا التحالف من أجل تحقيق سلام شامل وعادل، ومؤكداً على أهمية التعاون الدولي لتحقيق هذا الهدف وحفظ الأمن والاستقرار العالمي.
هذا وتشهد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية لعام 2024 تفاعلاً مكثفاً حول قضايا عالمية ملحة، وسط أجواء مشحونة بالعديد من الأزمات التي تهدد الاستقرار الدولي، وتُعقد هذه الدورة في ظل استمرار الحرب الروسية-الأوكرانية التي تلقي بظلالها على النقاشات الدولية، فضلاً عن التصعيد المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتواصل التوترات في غزة ولبنان على نحو غير مسبوق، ما يجعل القضية الفلسطينية في صدارة أولويات النقاش.
وخلال فعاليات الأسبوع رفيع المستوى من الجمعية العامة، والذي يجمع قادة الدول ووزراء الخارجية حول العالم، برزت العديد من القضايا التي تتعلق بالأمن والسلام الدوليين، بدءاً من التغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية، وصولاً إلى حقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
اقرأ أيضاً: السعودية تؤكد شرطها الحازم لأي تطبيع مع إسرائيل