وسط أمواج البحر الأحمر المتلاطمة، مضت الناقلة البحرية السعودية “أمجاد” إلى مقصدها غير آبهة بصواريخ النار، وأبحرت بثبات في مياهه التي أصبحت مسرحاً ملتهباً لمواجهات حامية منذ حوالي عام تقريباً.
لكن رغم ذلك، حملت الرواية الإعلامية لبعض وكالات الأنباء العالمية، حكاية لم يمتد الزمن كثيراً حتى ثَبُت بطلانها وزيفها، إذْ تداولت هذه الوكالات خبراً مفاده أن “أمجاد” قد استهدفت بنيران صواريخ الحوثيين اليمنية.
وبعد انتشار الخبر الذي تناقلته صحف ومواقع إخبارية عديدة، وبصورة كربونية بعيدة كل البعد عن الدقة والمهنية المطلوبة إعلامياً؛ جاء الخبر الرسمي اليقين من قبل الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري ليدحض ما أشيع ويكشف الحقيقة.
إذ أعلنت الشركة عن تفاصيل الهجوم المزعوم الذي استهدف إحدى ناقلاتها، “أمجاد”، أثناء مرورها في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، ونفت بشكل قاطع تعرّض السفينة لأي أضرار أو إصابات بنتيجة الهجوم الحوثي، وذلك عبر بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية السعودية.
وأكدت الشركة أن الناقلة “أمجاد” لم تكن هدفاً مباشراً للهجوم، وأنها استمرت في رحلتها دون توقف، وتحت إشراف ومتابعة مستمرة من قبل السلطات المختصة في البلاد.
اقرأ أيضاً: البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن: تحفيز التعليم وتطوير المهارات
والهجوم المشار إليه هنا، والذي أعلنت جماعة الحوثيين مسؤوليتها عنه، هو استهداف السفينة “بلو لاغون”، التي ترفع علم بنما، بصواريخ وطائرات مسيرة، وتدميرها بشكل كامل.
وبالرغم من أن الناقلة السعودية “أمجاد” كانت قريبة من موقع الهجوم، إلّا أنها لم تتعرض لأي ضرر مباشر وفق ما أكدت شركة النقل البحري السعودية.
وهذا الهجوم الذي استهدف “بلو لاغون”، يأتي ضمن إطار الهجمات الحوثية التي تعمل على استهداف ما تعتبره الجماعة سفناً مرتبطة بالكيان الإسرائيلي بسياق تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وحركة المقاومة الإسلامية «حماس».
وقد تكرّرت هذه الحوادث لمرات عديدة منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» في غزة، ورفعت درجات التوتر في المنطقة، الأمر الذي أثار قلق المجتمع الدولي وزاد من أهمية تعزيز الأمن البحري في هذا الممر الحيوي والاستراتيجي للسفن والناقلات الدولية.
اقرأ أيضاً: السعودية تدعو لتهدئة الأوضاع في غزة وفلسطين عموماً
هذا وتشهد منطقة البحر الأحمر تصاعداً في الهجمات التي تستهدف السفن التجارية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023 بقيادة جماعة الحوثيين في اليمن، والتي تستخدم فيها الجماعة طائرات مسيرة وصواريخ بالستية.
وحتى الآن، تعرضت أكثر من 70 سفينة لهجمات مختلفة في المنطقة، ومن بين السفن التي استهدفت مؤخراً سفينة “بلو لاغون” التي أشير لها في هذا المقال، والتي أطلق عليها الحوثيون ثلاثة صواريخ باليستية.
فيما أسفرت هذه الهجمات بمجملها عن غرق سفينتين، والاستيلاء على سفينة واحدة، ومقتل 3 بحارة على الأقل، ما يعكس حجم التهديدات الأمنية والتحديات الماثلة حاليّاً في البحر الأحمر ومدى تأثيرها على الملاحة الدولية.
اقرأ أيضاَ: هل ستصبح سواحل البحر الأحمر في السعودية الوجهة السياحية الأولى في العالم؟