تجاوزت أعداد المصابين بمرض الزهايمر في السعودية العشرين 130 ألفاً، الأمر الذي جعل السعودية تواجه الزهايمر بحملة توعية مكثفة حملت عنوان وصيهم علي، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرض الموافق للـ 21 من سبتمبر.
تعتبر الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر الجهة الراعية للحملة، والتي انضمت إليها أكثر من 300 مؤسسة معنية في السعودية، وكان التعاون الأخير مع جامعة أم القرى التي أطلقت الحملة مستهدفة رفع مستوى الوعي بالمرض عند فئات المجتمع المختلفة، لرفع جودة الحياة عند المصابين.
ومن أهم المحاور في الحملة، نشر ثقافة التعامل السليم مع المصابين، والتعرف على أعراضه بما يدعم الكشف المبكر، بناء علاقات شراكة استراتيجية تدعم الاستثمار في المجال بما يعود بالنفع على الجهات المعنية من مرضى وذويهم والجهات مقدمة الرعاية.
لن يغيب عن الحملة الأنشطة اللازمة والتي تأتي بصيغة التكامل، فسوف يتم تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة، والمبادرات التطوعية، والمحاضرات والندوات الفكرية التي تنشر الثقافة والمعرفة اللازمة حول المرض والكشف المبكر، إضافة لحملة إعلامية تثقيفية عبر الوسائل المتاحة، بما يرفع الوعي الصحي والاجتماعي عند أفراد المجتمع السعودي.
ومن المقرر أن تتضمن الحملة محاضرات عن بعد بمعدل محاضرتين في الأسبوع، عبر موقع الجمعية، ويمكن حضورها من مختلف مناطق المملكة، إضافة لورشات العمل الميدانية، بقيادة أطباء مختصين في مناطق المملكة كافة.
أيضاً ستشهد الفنادق والمجمعات التجارية حضوراً مكثفاً لنشطاء الحملة، للتأكيد على حقوق المرضى، وأساليب اللتعامل معهم، ومن بين أدوات الحملة اللجوء للفن التشكيلي، من خلال نشر اللوحات الهادفة في بهو المستشفيات وغرف الانتظار بالعيادات، تضامناً مع المصابين في المرض بيومهم، ولن تغفل كل هذه الأنشطة عن إرشاد المتبرعين إلى سبل تتقديم الدعم من خلال الجمعية السعودية الخيرية لأنها تجعل السعودية تواجه الزهايمر بطريقة حضارية وفعالة.
إقرأ أيضاً: اكتشاف دواء جديد يؤخر أعراض مرض الزهايمر
جانب آخر تعنى به الجمعية، وهو استعراض سبل الوقاية من المرض، عبر استعراض آخر التحديثات في المجال، وتوفير التجهيزات الطبية التي تدعم هذا المسار التثقيفي الصحي، والأدوية اللازمة في حالات التشخيص الصحيح، إذ دأبت الجمعية منذ تأسيسها في العام 2009 على ضبط مسارات التحول والتمكين للعاملين في مجال تشخيص وعلاج المرض، بالتوازي مع تمكين ذوي المصابين وتعريفهم بتكاليف وآليات وآفاق العلاج.
وتعتبر السعودية في طليعة الدول التي تقدم أفضل رعاية صحية لمصابي مرض الزهايمر، وتهيئة بيئة داعمة لهم، وعلى الرغم من ذلك هناك زيادة في أعداد الوفيات بحسب بيانات وزارة الصحة السعودية، فجاءت حملة وصيهم علي للتأكيد على أن السعودية تواجه الزهايمر بالشكل الأمثل.
لاسيما أنّ خطورة المرض تزداد سنوياً، إذ يصاب بمرض الخرف الناجم عن الإصابة بالزهايمر حوالي 10 ملايين إنسان في السنة، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد إلى العشرات بحلول العام 2050 والرقم المتوقع 150 مليون إنساناً مصاباً بالزهايمر المؤكد.
وبهذا جاءت جهود السعودية تحت رؤية المملكة 2030 في رفع جودة الحياة عند المواطن السعودي، والتأكيد على اتباع نمط حياة صحي، يبدأ من الغذاء ولا ينتهي عند المسكن المناسب الداعم للاستدامة، وعلى صعيد المرض بتوفير التوعية اللازمة والعلاج الأمثل بالمبادرات الداعمة ومساندة المصابين وذويهم.
وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن مرض الزهايمر هو عبارة تلف في خلايا الدماغ العصبية، وتكون نتيجتها فقدان الذاكرة والتركيز ومشاكل لغوية وميل للانعزال والانفعال الزائد والتقلبات المزاجية الحادة، في البداية تتأثر العلاقات الاجتماعية للمريض نتيجة النسيان المتكرر، وأغلب المصابين بالمرض الذي يصطلح عليه عادة، الخرف هم من فئة المسنين، ولكن مؤخراً ازدادت الإصابات في فئات الشباب، وارتفع مستوى التحذير عند منظمة الصحة العالمية
يُعرف هذا المرض بفقدان الذاكرة، لأن النسيان واحد من أهم الأعراض الرئيسية للمصابين، بالإضافة لذلك قد يفقد المريض البعض من قدراته العقلية وتتأثر علاقاته الاجتماعية.
ومن أبرز الأعراض التي تصيب المصابين بالزهايمر: كثرة النسيان، وعدم تذكر الأحداث، وعدم إدراك الزمن والمواقيت، وهو ما يجعله يفوت الكثير من المواعيد، مع فقدان التركيز، والتشتت، ومشاكل اللغة، والانطواء، والانفعال، وتقلب المزاج.
ورغم أنه يؤثر بشكل رئيسي على كبار السن، ولكن هذا لا يعني أن جميع الأشخاص سيصابون به مع تقدمهم في العمر، حيث تزايدت مؤخراً التحذيرات حول ألزهايمر المبكر الذي يصيب فئة الشباب، ووضعت لأجل ذلك خطة استجابة بدأت في العام 2017 وتنتهي بحلول العام 2025، ومن ضمن بنود الخطة تغير نمط الحياة واتباع نمط حياة صحي.