يقف المنتخب السعودي على مفترق طرق، هل سيتمكن من التغلب على خيبات البطولات الماضية والعودة إلى قمة كرة القدم الآسيوية، أم أن طموحاته ستنهار تحت شمس صحراء الدوحة؟
كتب عدي حسن
تعود المملكة العربية السعودية، التي كانت ذات يوم قوة مهيمنة في كرة القدم الآسيوية، إلى البطولة القارية سعياً لإعادة المجد الماضي، مدججة بنجوم الدوري السعودي الذي أصبح من أكثر الدوريات شهرة في العالم.
المرشحون للظفر باللقب
يرى محللون ولاعبون سابقون أن المنتخبين الياباني والكوري الجنوبي الأوفر حظاً لبطولة كأس آسيا التي تعود للانطلاق في قطر اليوم الجمعة، تتمتع اليابان بحالة تهديفية مقترناً بأداء جميل منذ الفوز على ألمانيا بنتيجة 4-1 في فولفسبورغ في سبتمبر الماضي، بينما لم تعد كوريا الجنوبية تبدو معتمدةً بشدة على أهداف سون هيونغ مين، مع تألق هوانغ هي تشان لاعب ولفرهامبتون، ووجود مدافع بايرن ميونيخ كيم مين جاي ضمن أفضل لاعبي كرة القدم الأوروبية.
كما ويُنظر إلى المنتخب السعودي المكوّن بالكامل من لاعبين محليين بقيادة الإيطالي روبرتو مانشيني مدرب مانشستر سيتي السابق كحصانٍ أسود في البطولة، ويكمل كل من أستراليا وإيران خماسية المنافسين الرئيسيين.
تاريخ المنتخب السعودي في كأس آسيا
حقق منتخب السعودية لقب كأس أمم آسيا في ثلاث مرات، ويعد ثاني أكثر المنتخبات تحقيقًا للقب بعد حامل الرقم القياسي منتخب اليابان، الذي حقق البطولة في أربع مناسبات، كما سبق للمنتخب السعودي أن وصل إلى نهائي كأس أمم آسيا في ثلاث مناسبات أخرى ولم يكن التوفيق حليفه فيها، ليكون ثاني أكثر منتخب احتل وصافة البطولة بثلاث مرات بعد كوريا الجنوبية (4 مرات)، لكن في آخر ثلاث نسخ، لم يتجاوز الفريق دور الستة عشر، وهذا إنجاز غير مقبول لطموحات دولةٍ تعتبر نفسها من نخبة آسيا.
المنتخب السعودي في كأس آسيا 2023
لا جدال في أن نجم السعودية في سماء كرة القدم يرتفع بسرعة، فمنذ ذلك الفوز الشهير على الأرجنتين سطع اسم المنتخب السعودي أكثر في الحديث الكروي العالمي، كما أثبتت الدوري المحلي قدرته على جذب بعض أكبر نجوم كرة القدم في العالم.
في بطولة كأس آسيا 2023، والتي تنطلق أخيراً بعد تأخير ستة أشهر، يستهل الصقر الأخضر مشواره في المجموعة السادسة بمواجهةٍ أمام عُمان يوم الثلاثاء، تليها مباراتان أمام قرغيزستان وتايلاند.
صحيح أنه من غير المرجح أن تشهد البطولة نفس الإثارة المبكرة التي حدثت في كأس العالم في قطر السنة الماضية، لكن تركيز الصقر الأخضر منصب على رفع الكأس للمرة الأولى منذ القرن الماضي.
الوقوع في فخ دور المجموعات سيكون أمراً لا يغتفر، إذ لا تخرج سوى ثمانية فرق من أصل 24 في المرحلة الأولى، لكن الطموحات داخل المملكة تتخطى ذلك بكثير، فاليابان فقط من تفوق السعودية في عدد مرات الفوز بالبطولة، رغم أن آخر ألقاب الصقر الأخضر الثلاثة كان قبل 28 عاماً، ولم يقدموا أي تحدٍ حقيقي منذ عام 2007.
الآن، يتولى روبرتو مانشيني مهمة قيادة الفريق، المدرب السابق لمانشستر سيتي وإنتر ميلان قاد إيطاليا إلى لقب بطولة الأمم الأوروبية 2021، ويمكن أن يصبح واحداً من القلة القليلة من المدربين الذين يفوزون بلقبين قاريين منفصلين، يملك مانشيني الخبرة التكتيكية، وبعد عدد من المباريات الودية ومؤهلتين لكأس العالم، أصبح يعرف لاعبيه بشكل أفضل بكثير.
نجوم المنتخب السعودي
يجذب الدوري السعودي الآن الأنظار في العالم مع تواجد نجومٍ عالميين مثل كريستيانو رونالدو، ولا شك أن وصول هذه الأسماء الكبيرة قد رفع مستويات دوري المحترفين السعودي، وهو أمرٌ جليٌّ في نتائج أندية المملكة في دوري أبطال آسيا.
لكن الفضل لا يعود فقط للنجوم الأجانب، حيث يبرز هنا اسم سالم الدوسري، أفضل لاعبٍ آسيوي، والذي يتألق بين المواهب العالمية في الدوري ، ولا يمكن أن ينسى عشاق المنتخب هدفه الذهبي في شباك الأرجنتين.
وبنفس الوتيرة، يتألق فراس البريكان الذي يمكن أن يكون أحد نجوم البطولة إذا نقل مستواه المميز في الدوري إلى قطر، فقد احتل مهاجم المنتخب المركز الرابع في قائمة هدافي الدوري الموسم الماضي، بالإضافة إلى نجم الهلال صالح الشهري الذي تألق في تصفيات كأس العالم.
هناك أيضًا نجومٌ آخرون في أفضل حالاتهم مثل سعود عبدالحميد ومحمد كنو وعبدالرحمن غريب الذين تأقلموا ببراعة مع العهد الجديد لدوري المحترفين السعودي. والأكثر من ذلك، يضم تشكيلة الأخضر مواهب شابة تدعو للتفاؤل.
لا شك أن المنتخب السعودي أصبح قوة إقليمية، والدوري يشهد تطوراً ملحوظاً، ومع وجود مانشيني على رأس القيادة، لا يوجد سبب يمنع الصقور الأخضر من تحقيق إنجاز تاريخي في كأس آسيا 2023.