كشفت التصريحات الرسمية السعودية بشأن أزمة البحر الأحمر المتصاعدة والشلل الحاصل في سلسلة التوريدات العالمية، مرة أخرى عن تمايز كبير وشاسع بين الرياض من جهة، ودول تحالف الازدهار الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.
حيث وصفت التصريحات السعودية الصادرة عن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال مشاركته في منتدى دافوس السبب الحقيقي للأزمة الحاصلة في الممرات المائية العالمية، وأنها ليست ناتجة عن سعي القوات اليمنية في صنعاء إلى قطع الطرق العالمية، وإنما جاء موقفها كرد فعل على ما يجري في غزة وضرورة إيقاف الحرب هناك وبالتالي انتهاء الأزمة برمتها.
ولكن ما يجري في البحر الأحمر والممرات المائية الدولية تظهر من جديد أن هناك شيء يطبخ خلف الكواليس يهدف بالمرتبة الأولى إلى جر العربية السعودية إلى صدام إقليمي قد يفجر المنطقة برمتها، ولعل ما قاله الوزير ابن فرحان في منتدى دافوس يأتي في هذا السياق ” أنّ الحرب المستمرة في غزة “تجرّ الإقليم بأكمله إلى مخاطر كبيرة”، وعليه فقد جاءت التصريحات لتؤكد أن عدم مشاركة الرياض في تحالف الإزدهار هو موقف مستند إلى رؤية واضحة وشاملة ومستدامة لكل المنطقة وليس فقط ما يجري في البحر الأحمر..
كما أن الموقف السعودي الواضح، بيّن أن مسارات العمل في المنطقة والمتمثلة في إيقاف الحرب في غزة وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية سيقود حتماً إلى انفراجات كبرى من بوابة السلام والاستقرار والذي سينعكس على كل الأطراف ليس فقط الفلسطينيين، بل سيحدث تغييراً في الجغرافيا السياسية في المنطقة، وستجعل من توقيع السلام مع الرياض بمثابة الجائزة الكبرى لإسرائيل.. فلماذا إذن الذهاب باتجاه التصعيد والحرب في كل المنطقة ولمصلحة من؟.