في عالم يتغير بسرعة ويتجه نحو شراكات استراتيجية جديدة، تُبرز العلاقات الماليزية السعودية نموذجاً حيوياً للتعاون الاقتصادي الطموح، فمع الأفق الواسع لأسواق آسيا والمحيط الهادئ، تتأهب ماليزيا والسعودية لإطلاق استثمارات مشتركة ستغير قواعد اللعبة، مُستفيدة من تاريخ طويل من العلاقات التجارية والثقافية بين البلدين.
ومع التوجه نحو قطاعات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، تتحول ماليزيا إلى بوابة تعبر من خلالها السعودية نحو قارة آسيا، فاتحة أبواباً جديدة للنمو والتوسع الاقتصادي في ظل رؤية استراتيجية شاملة تجمع بين الابتكار والاستدامة.. ما الجديد في هذا الأمر؟
أعلن مسؤول ماليزي عن وجود مفاوضات جارية مع المملكة العربية السعودية تمهيداً لإطلاق استثمارات مشتركة في مشاريع سعودية بارزة، وذلك بهدف التوسع في أسواق آسيا والمحيط الهادئ، كاشفاً أنه جرت الموافقة على 18 مشروعاً منذ منتصف هذا العام بقيمة إجمالية تقدر بـ 1.6 مليار دولار، الأمر الذي سيسهم في خلق 2560 فرصة عمل في ماليزيا.
وفي حديث للسفير الماليزي لدى السعودية، داتوك وان زايدي عبد الله، أوضح أن السعودية تُعد وجهة رئيسية للاستثمارات الأجنبية في ماليزيا، وهي شريك تجاري مهم بين دول الخليج، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 11.07 مليار دولار في عام 2023، مسجلاً زيادة بنسبة 8.5%.
وأضاف “عبد الله” أن النصف الأول من عام 2024 شهد الموافقة على 18 مشروعاً بمشاركة سعودية، بقيمة استثمارية وصلت إلى 1.65 مليار دولار، مؤكداً أن هذه المشاريع ستعزز من فرص العمل في ماليزيا، خصوصاً في قطاعات الحلال، الأدوية، الإلكترونيات، وتصنيع الأغذية.
اقرأ أيضاً: التأشيرة السياحية: السعودية تفتح أبوابها لـ 60 دولة
وذكر أن ماليزيا تُعد بوابة للاستثمارات السعودية الراغبة في دخول سوق آسيا والمحيط الهادئ، مشيراً إلى أن المفاوضات الحالية تشمل مشاريع سعودية رئيسية، وأن الشركات السعودية تُبدي اهتماماً في قطاعات مثل الاقتصاد الرقمي، الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، وذلك ضمن خطط مستقبلية.
هذا وأكد السفير أن هذه الجهود التعاونية بين الجانبين، بقيادة هيئة تنمية الاستثمار الماليزية، تعكس التزاماً مشتركاً لتعزيز مكانة ماليزيا كمركز إقليمي للابتكار والنمو، ووفقاً له، فإن العلاقات الماليزية السعودية تتسم بتاريخ طويل ومصالح مشتركة، وقد تطورت العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين على مدى العقود الستة الماضية.
وقال “عبد الله” إن ماليزيا تلعب دوراً محورياً في سلسلة التوريد العالمية، لا سيما في مجالات الإلكترونيات والطاقة المتجددة، وتسعى للاستثمار في قطاعات جديدة، مثل المواد المتقدمة، المركبات الكهربائية، واحتجاز الكربون وتخزينه، خاصة في ظل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
اقرأ أيضاً: مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية: مستقبل متقدم للمملكة!
وفيما يتعلق بالحضور الماليزي في السعودية، فقد أشار السفير إلى وجود نحو 61 شركة ماليزية تعمل في السعودية في قطاعات مختلفة، مثل البناء، التصنيع، والخدمات، وتوقع زيادة عدد الشركات الماليزية في المملكة مستقبلاً نظراً للفرص الاستثمارية المقدمة من الحكومة السعودية.
ذكر السفير أن رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، قد قام بزيارات متعددة إلى السعودية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، وشدد على أهمية إنشاء مجلس التنسيق السعودي الماليزي لتعزيز التعاون في مجالات التجارة، الاستثمار، والتكنولوجيا.
كما أشار إلى اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين، مثل مذكرة التعاون المتعلقة بشهادات الحلال، التي تهدف إلى ضمان جودة المنتجات في السوقين، مؤكداً التزام ماليزيا بتعزيز العلاقات طويلة الأمد مع السعودية في مختلف المجالات الاقتصادية والدبلوماسية.