تستضيف المملكة العربية السعودية اليوم السبت مؤتمر المانحين لدعم النازحين في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد الذي ستعقده منظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في مقر المنظمة بجدة.
وسيشهد المؤتمر جلسة رفيعة المستوى لمناقشة تحديات الأوضاع الإنسانية في منطقة الساحل وحوض بحيرة التشاد بمشاركة عدد من المتحدثين البارزين، من بينهم الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار في الديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية، المشرف على مركز الملك سلمان، والسيدة جويس موسايا، نائب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق جهود الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة والسيد رؤوف مازو، مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والسيدة زبيدة بكر عمر، المدير العام لوكالة إدارة الطوارئ في نيجيريا، بالإضافة إلى من عن الاتحاد الأوروبي.
ويأتي انعقاد المؤتمر في إطار تنفيذ قرار الدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي، كما من المرتقب أن يلقي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إلى جانب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السيد حسين إبراهيم طه.
ويسعى المؤتمر إلى حشد الموارد للمبادرات الإنسانية والتنموية التي تستهدف السكان المتضررين، بما في ذلك النازحون واللاجئون مع التركيز بشكل خاص على خطط الاستجابة الإنسانية المنسقة للأمم المتحدة بالإضافة لزيادة الوعي بالأزمة متعددة الأوجه ومعالجتها عن طريق بناء شراكات قوية لتعزيز الاستجابة الإنسانية الفعالة ودعم أكبر للحلول طويلة المدى.
وتأتي هذه الاستضافة استمراراً لدور المملكة بدعم المجتمعات المتضررة والمنكوبة في شتى أنحاء العالم؛ والإسهام في التخفيف من معاناتها وتوفير الاحتياجات اللازمة لها، وفي إطار حرصها المعهود على مساندة الحدود الدولية في مجال الاغاثة.
اقرأ أيضاً: الرياض على موعد مع مهرجان الغناء بالفصحى قريباً
وفي العودة إلى إنجازات المملكة لصالح منظمة التعاون الإسلامي، أعلنت المملكة في 26 نوفمبر 2020 عن طريق وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان مبادرة السعودية بالتبرع بقطعة أرض والبدء بتشييد مبنى لائق لمقر منظمة التعاون الإسلامي، كما أعلن مبادرة المملكة بتسديد المساهمات الإلزامية المتأخرة على الدول الأعضاء الأقل نموا في منظمة التعاون الإسلامي حتى نهاية ديسمبر 2019.
كما قامت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي برئاسة السعودية عام2021 بالإعلان عن التبرع السخي للمملكة العربية السعودية رئيسة القمة الإسلامية الرابعة عشرة دولة المقر بقيمة 20 مليون ريال سعودي بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وذلك لدعم مبادرة منظمة التعاون الإسلامي من أجل توفير اللقاحات ضد فيروس كوفيد -19 كورونا المستجد للفئتين العاملين الصحيين وكبار السن في الدول الأعضاء الأقل نموا، والتي يبلغ عددها 22 دولة بما فيها دولة فلسطين.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان تحركت منظمة التعاون الإسلامي برئاسة السعودية في كافة الاتجاهات، لوقف الصراع العسكري، من خلال التنسيق الثلاثي، مع هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى المؤسسات الإقليمية والدولية، والدول الأعضاء في المنظمة، لعقد اجتماع للجنة التنفيذية في جدة، عدا عن أنها قامت بإجلاء رعايا عدد من الدول.
وفي آخر أعمالها ترأس الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، وفد المملكة المشارك في الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي تحت شعار “تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار من أجل التنمية المستدامة”، المنعقد في عاصمة جمهورية جامبيا بنجول، أكد من خلاله أهمية وحدة السودان وسيادته وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة لتتمكّن من ممارسة دورها وحفظ مقدرات الشعب السوداني الشقيق وتجنيبه نزاعات تقوده نحو مستقبل مظلم، وأشار إلى موقف المملكة الثابت من سيادة الصومال ووحدة أراضيه وسلامته الإقليمية بما يتماشى مع القانون الدولي.
والجدير بالذكر أن المنظمة تأسست بقرار صادر عن القمة الإسلامية التاريخية في العاصمة المغربية الرباط في 25 سبتمبر 1969 رداً على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة في ذلك العام، ويبلغ عدد أعضائها 57 دولة، وتم اتخاذ من مدينة جدة مركزاً مؤقتاً لها لحين تحرير فلسطين، إذ أن من المقرر أن المركز الدائم لها هو القدس الشريف، وتعد منظمة التعاون الإسلامي الصوت الموحد للدول الإسلامية في العالم على الرغم من عدم انضمام كل الدول الإسلامية لها، وتحجز المنظمة مقعداً لها في الأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً: الموافقة على البروتوكول المعدل لإنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني