التقى في جدة على مدار الأربعة أيام السابقة نخبة من الخبراء والمختصين لمناقشة الأمراض المزمنة وعلى رأسها السمنة والسكري في مؤتمر الشرق الأوسط للغدد والسكري والسمنة، الذي نظمته الجمعية العلمية السعودية للسكري والسمنة.
واتخذ المؤتمر شعاراً له هو “ما وراء فقدان الوزن”، وتميز المؤتمر بمشاركة المختصين من جميع أنحاء العالم، الذين بحثوا آخر المستجدات والتطورات في تشخيص وعلاج هذه الأمراض المزمنة، مع التطرق إلى الإستراتيجيات الوقائية والعلاجات المبتكرة.
وتصدر جدول أعمال المؤتمر في اليوم الأول محور إدارة وعلاج أمراض الغدد الصم بالإضافة إلى السمنة والسكري وهو ما تم بحثه في عدد من الجلسات العلمية، ومن بين النقاشات الهامة في المؤتمر بحث أحدث التطورات في علاج مرض جريفز وهو أحد الأمراض المناعية الذي يصيب الغدة الدرقية ويجعلها تفرز كميات كبيرة من هرمون الدرق، وكذلك تمت مناقشة إدارة مرض السكري، وعلاج اضطرابات الدهون، بالإضافة إلى دراسة حديثة حول علاقة علاج “جاردينس” (Jardiance) بأمراض الكلى لدى مرضى السكري، نظراً لتأثيراته على خفض الجلوكوز من خلال إفراز الكلى بسبب تأثيره على إدرار البول.
اقرأ أيضاً: مؤتمر الجمعية السعودية لطب الأنف والأذن والحنجرة 2025
وفي السياق تطرق المؤتمر لموضوعات السمنة والسكري والغدد من جانب استعراض طرق وأساليب العلاج، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم استعراض آلية التحول في علاج مرض السكري من النوع الثاني، إلى جانب الإضاءة على آخر التحديثات والتوصيات العلاجية المتصلة بالسمنة والتي تحولت إلى مرض يرخي بظلاله على الصحة والاقتصاد، وخلصت النقاشات إلى أن تغيير نمط الحياة بالنسبة لمن يعانون من السمنة والسكري بالإضافة إلى اعتماد العلاجات الدوائية الحديثة يسهم إلى حد بعيد في إحداث تأثيرات إيجابية على صحة المرضى.
وفي سياق متصل شهد المؤتمر تخصيص جلسة علمية حملت عنوان التقنية الحديثة في علاج مرض السكري، تزود خلالها الممارسون الصحيون بأحدث المعلومات حول معايير رعاية مرضى السكري، كما ناقشت الجلسة إمكانية الصيام في شهر رمضان المبارك عند مرضى السكري من النوع الثاني، وكيفية إدارة حالتهم الصحية أثناء الشهر الكريم.
وفي سياق مواز شهد مؤتمر الشرق الأوسط للغد والسمنة والسكري استعراضاً شاملاً للعلاجات الدوائية والجراحية الحديثة، ومن أمثلتها جراحة السمنة وانعكاساتها في تحسين حالة المرضى وما تحققه من تخفيف للمضاعفات الناتجة عن السمنة.
أيضاً تطرق الحاضرون إلى الجوانب النفسية والاجتماعية للأشخاص المصابين بأمراض السمنة والسكري وكيفية التعامل مع التحديات المرتبطة بالضغوط النفسية التي يواجهها هؤلاء المرضى نتيجة المضاعفات المرتبطة بحالتهم الصحية.
من جانب آخر لم يغفل المشاركون في المؤتمر عن تسليط الضوء على أهمية الوقاية من السمنة والسكري عبر التوعية المجتمعية، وتغيير أنماط الحياة والغذاء، مؤكدين على ضرورة إعطاء أولوية للتحديات المعاصرة في تشخيص وعلاج هذه الأمراض، لا سيما أنها مرتبطة مع أمراض أخرى كأمراض القلب التي تسببها السمنة.
اقرأ أيضاً: مؤتمر الرياض لصمامات القلب RSH Conference) 2025)
وفي ذات السياق قدم المشاركون في المؤتمر نهجاً شاملاً لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى آلية خاصة بإدارة اضطرابات الغدد الصم، مع إبراز دور العلاجات المساعدة في التعامل مع مرض السكري من النوع الأول.
وبينما كانت النقاشات العلمية في مؤتمر الشرق الأوسط للغدد والسمنة والسكري مثمرة، أيضاً شهد المؤتمر توقيع اتفاقيات بين الجمعية العلمية السعودية للسكري والسمنة وعدد من الجهات المختصة والخبراء في مجال السكري والسمنة، وذلك بغرض تعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع المختصين في المنطقة والعالم.
كما شهد المؤتمر استعراض أحدث الأبحاث والتقنيات في تشخيص وعلاج السمنة والسكري مع التركيز على العلاجات المبتكرة والمساعدة.
وفي سياق منفصل ترافق المؤتمر مع معرض لأحدث التجهيزات والأدوات الطبية، والذي شهد إقبالاً لافتاً، مع مشاركة واسعة من قبل الجهات الطبية العارضة، الأمر الذي خلق بيئة موزاية للمؤتمر فتحت المجال للتشبيك والتعارف، ضمن فضاء مشترك لتبادل المعرفة والخبرة والإطلاع على أحدث التطورات التكنولوجية في مجال الرعاية الصحية.
ويأتي المؤتمر في إطار رؤية المملكة 2030 لناحية تعزيز جودة الحياة، وهو ما أكده رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للسكري والسمنة، البروفيسور عبد الرحمن الشيخ، الذي استعرض دور القطاع الصحي في المملكة وما يحظى به من دعم القيادة الرشيدة، مؤكداً أن المؤتمر استطاع أن يحصد مشاركات كبرى من داخل المملكة وخارجها، ما دعم مكانته كمنصة عالمية لتبادل الخبرات والمعرفة.
اقرأ أيضاً: المؤتمر السعودي الدولي لطب الأسنان 2025