لطالما كانت تركيا إحدى الوجهات السياحية المفضلة للعرب، لجهة غناها الحضاري وطبيعتها الخلابة، إلا أن السياحة العربية في تركيا شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة.
عوامل كثيرة تقف وراء هذا التراجع، منها ما هو سياسي ومنها ما هو اقتصادي، وفي هذا المقال سنحاول الوقوف على العوامل التي تقف وراء تراجع السياحة العربية في تركيا، وتأثيرها على الاقتصاد التركي.
يشكل السياح العرب 9% من إجمالي عدد السياح في تركيا، وفي إحصاءات نشرتها وزارة الثقافة والسياحة التركية، استضافت تركيا من كانون الثاني إلى تشرين الثاني من العام الماضي 53 مليون سائح بينهم 4 ملايين عربي.
ومع ارتفاع معدل التضخم في تركيا إلى 75.5% سنوياً في مايو/أيار الماضي تعاني البلاد من غلاء الأسعار، وهو ما دفع بالسياح العرب للتوجه إلى بلدان أخرى أقل تكلفة.
وارتفعت أسعار خدمات الفنادق والمطاعم في تركيا بنسبة تزيد على 5.5% على أساس شهري، حتى أن المواطنين الأتراك أنفسهم بدؤوا بالتوافد إلى الجزر اليونانية لقضاء عطلة الصيف، لأن تكلفتها أرخص من تركيا.
وكشفت دراسة أجرتها مؤسسة “ويتش” البريطانية في بداية العام الجاري ارتفاع تكاليف السياحة في تركيا لتصبح أعلى من اليونان وإسبانيا وإيطاليا، وإلى جانب غلاء الخدمات السياحية، تشهد تركيا حوادث عنصرية ضد العرب
حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر اعتداءات تعرض لها السياح العرب في تركيا، وفي أسباب تراجع السياحة العربية في تركيا تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرجل تركي يحمل سكيناً ويهدد سياحاً سعوديين في أحد المقاهي في إسطنبول.
كما انتشر في وقت سابق فيديو يوثق الاعتداء على سائح كويتي في مدينة طرابزون التركية ليظهره ملقى على الأرض وغائباً عن الوعي وحوله المارة، لذلك أطلق الخليجيون حملات عبر منصة “إكس/ تويتر” للتحذير من السفر إلى تركيا، وتصنيفها كدولة غير آمنة.
كما طالبت المنظمة العربية للسياحة وزير الثقافة والسياحة التركي بمعالجة الاعتداءات التي يتعرض لها السياح العرب في تركيا خلال قضائه رحلتهم السياحية، إلا أن الحكومة التركية أكدت رفضها القاطع لهذه الأعمال التي تعتبر “فردية” ولا تعبر عن الشارع التركي.
وبلغ عدد السائحين العرب الذين زاروا تركيا العام الماضي 4 مليون سائح، حيث تصدر العراقيون قائمة السياح العرب، حيث بلغ عددهم نحو 604 آلاف سائح، تلاهم السعوديون بـ 512 ألفاً، ثم الكويتيون بـ 230 ألف سائح.
كما تراجعت صادرات تركيا إلى الدول العربية بنحو 10 مليار دولار في عام 2023، وهو ما انعكس سلباً على الاقتصاد التركي الذي يشهد تراجعاً في قيمة الليرة التركية، ومحاولات جاهدة لإنعاشه وزيادة موارده الداخلية والخارجية.
اقرأ أيضاً: السياحة السعودية في عام 2023 .. أرقام مذهلة ومشاريع عملاقة