تسعى الشركة السعودية للكهرباء من خلال طرحها الابتكاري الأخير، لدعم الاستدامة، فمع إصدار الصكوك الخضراء والاعتيادية، ضمن الإصدار الدولي للصكوك بشريحة ثنائية، بلغت القيمة الإجمالية للتسعيرة الخاصة بها 2.75 مليار دولار في إطار البرنامج الخاص بالصكوك الدولية لدى الشركة.
الصكوك الخضراء لعشر سنوات
وتتوزع الصكوك الدولية التي أطلقتها الشركة على شريحتين تستمر كل منها لمدة متباينة، الأولى وهي الصكوك الخضراء لمدة عشرة أعوام، وتبلغ قيمتها 1.25 مليار دولار، ويصل هامش الربح في هذه الصكوك (5.489%)، في حين تكون المدة المحددة للصكوك الاعتيادية خمسة أعوام بقيمة 1.5 مليار دولار وهامش الربح (5.225%).
ويشكل طرح الصكوك الحالي نوعاً من الاستثمار الداعم للاستدامة ضمن أحد أهم برامج الشركة السعودية للكهرباء، وتعتبر الشريحة الخضراء الحالية هي رابع الشرائح التي تصدرتها الشركة في إطار الصكوك الخضراء والتي تستخدم عائداتها في تمويل أو إعادة تمويل المشاريع الخضراء، التي تعتمد الطاقات المتجددة والاستخدام الأكفأ للطاقة.
اقرأ أيضاً: الشركة السعودية للتمويل تدعم رواد الأعمال
وتنضم السعودية في إطار رؤية المملكة 2030 إلى ركب الدول المتقدمة، التي تسعى إلى خفض انبعاث الغازات الدفيئة والوصول إلى صفر انبعاثات كربونية.
وحققت الشركة منذ إطلاقها برنامج الصكوك الدولية أرباحاً تجاوزت الـ 3.75 مليار دولار، الأمر الذي أسهم إلى حد بعيد في رفع قدرة الشركة على الوصول إلى هدفها الاستراتيجي وهو الحياد الكربوني في المملكة مع حلول العام 2050، وهو ما يتفق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 بدعم التحول الوطني لاعتماد الطاقة المتجددة في شتى المجالات.
ومن الجدير بالذكر أن مصطلح الحياد الكربوني يشير إلى بلوغ صافي انبعاثات الكربون قيمة الصفر، وهو ما ينتج عن موازنة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مع ما يتم التخلص منه.
وفي السياق ترافق إصدار الصكوك الخضراء في العاشر من فبراير الجاري، مع إقبال كبير من مستثمري آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، حتى بلغت القيمة الكلية عند إغلاق دفتر الطلبات الـ12 مليار دولار، بمعدل تغطية تجاوز الـ 4.3 ضعفاً، وهو ما سرع عملية تسعير الصكوك الخضراء ليتم إنجاز الصفقة في يوم واحد.
اقرأ أيضاً: شركة دار جلوبال العقاري: الشركة الرائدة في عالم التطوير العقاري
وفي سياق منفصل تحتل الشركة السعودية للكهرباء مكانة مرتفعة في التصنيفات الائتمانية العالمية لناحية الاستثمار، وعلى سبيل المثال لا الحصر صنفتها وكالة “موديز” (Moody’s) “إيه إيه 3” (ِِAA3) مع نظرة مستقرة، في حين حصلت على تصنيف “إيه بلاس” (ِA+) من وكالة “فيتش” (Fitch) ومع نظرة مستقرة أيضاً، في حين حصلت على نظرة إيجابية من وكالة “ستاندرد أند بورز” (S&P) مع تصنيف (A).
وتستعد الشركة السعودية للكهرباء لجذب اهتمام كبار المستثمرين الدوليين مع الصكوك الخضراء نظراً لما تتمتع به من تصنيف ائتماني عالٍ، إلى جانب الدور المحوري الذي تلعبه في تقديم حلول الطاقة المستدامة العالية الجودة، الأمر الذي يرسي دعائم التحول القادم في قطاع الطاقة بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030.
وفي ذات السياق أوضح المهندس خالد بن سالم الغامدي، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي المكلف للشركة السعودية للكهرباء، في تصريح لوسائل الإعلام أنّ الشركة تعمل من خلال إصدار الصكوك الخضراء الأخير على تطوير البنية التحتية لشبكة الكهرباء، والعمل على الاندماج مع مصادر الطاقة المتجددة، من خلال تفعيل مجموعة من المبادرات الرقمية المؤتمتة، التي تقدم الخدمات عالية الجودة وتنسجم في الوقت ذاته مع تطلعات العملاء والمساهمين على حد سواء.
وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن الشركة السعودية للكهرباء تتشارك مع الشركات السعودية الأخرى ذات سياسة إصدارات الدين من الصكوك، والتي يتم توجيه عائداتها لتنفيذ المشاريع الضخمة المرتبطة برؤية المملكة 2030، حتى أصبحت السعودية أكبر مصدر للصكوك الدولارية حول العالم.
اقرأ أيضاً: يوم التأسيس السعودي.. تاريخ عريق واحتفالات مميزة تبرز هوية المملكة