في خطوة تعد جزءاً من مساعي بكين لتعزيز علاقاتها مع الرياض في مجالي الاقتصاد وأسواق المال، أعلنت وزارة المالية الصينية، الثلاثاء، نيتها طرح سندات بالدولار في المملكة. وجاء في بيان المالية الصينية، أن الصين ستبيع سندات تصل قيمتها إلى ملياري دولار في الأسبوع الذي يبدأ في 11 نوفمبر في الرياض.
يذكر أن الصين باعت آخر سندات بالدولار في أكتوبر من عام 2021، كما قامت بكين ببيع سندات بقيمة ملياري يورو في باريس في سبتمبر الماضي، وهو أول إصدار سندات مقوّمة باليورو لها منذ ثلاثة أعوام.
وتجدر الإشارة إلى أن الصين اعتادت على إصدار سنداتها السيادية المقومة بالدولار في هونغ كونغ. من جهته، لين سونغ، كبير الاقتصاديين المعني بمنطقة الصين الكبرى لدى “آي إن جي بنك”، أشار إلى أن “هذه الخطوة تحمل أهمية رمزية إلى حد كبير، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين الصين والسعودية في قطاع الخدمات المالية”.
وكان قد أعلن وزير المال الصيني، الشهر الماضي، أن الصين ستصدر قرابة 325 مليار دولار من السندات على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، من أجل إنعاش ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويأتي هذا التطور على رأس سلسلة من الإجراءات التي أعلنت في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة وتوفير السيولة للبنوك. وسترفع بكين أيضاً سقف ديون السلطات المحلية للسماح لها بإنفاق المزيد على البنية التحتية وتعزيز التوظيف.
اقرأ أيضاً: جائزة ملكية للتعاون الثقافي مع الصين
العلاقات السعودية – الصينية
وتشهد العلاقات بين الرياض وبكين تطوراً ملحوظاً، حيث يتطلع البلدان لتوسيع التعاون الثنائي بينهما على كافة الأصعدة.
ومنذ سنوات تم توسيع العلاقات بين السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، والصين أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم أيضاً، ويرى خبراء أن بكين تسعى إلى ترسيخ أسس الصداقة مع المملكة والارتقاء بالعلاقة مما يسمح بفتح أبواب أوسع للصين لتعزيز العلاقة مع دول أخرى في الخليج العربي، وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط.
وتعد الصين الشريك التجاري الأول للمملكة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حتى شهر يونيو 2024 نحو 48 مليار دولار، بلغت منها صادرات المملكة إلى الصين 24 مليار دولار، وصادرات الصين إلى المملكة 24 مليار دولار.
وبدأت العلاقات بين البلدين تتعزز عندما قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة تاريخية إلى المملكة في نهاية 2022، التقى خلالها مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وشارك في 3 قمم سعودية وخليجية وعربية، وبلغت حصيلة الاتفاقيات الاستثمارية التي وُقعت خلال هذه القمم نحو 50 مليار دولار
إلى ذلك، أبدت الصين استعدادها لتعزيز التعاون مع السعودية في 7 قطاعات منها مجالات النفط والغاز، والبتروكيماويات، والبنية التحتية، وفق تصريحات رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، خلال زيارته المملكة في سبتمبر الفائت من العام الجاري.
اقرأ أيضاً: «موبايلي» تعزز مرونة الاتصال بين الشرق الأوسط وأوروبا