تزداد أهمية اللغة الصينية في المملكة العربية السعودية، وذلك في ظل التحولات الاقتصادية العالمية والتوجهات الاستراتيجية الحديثة للمملكة بالإضافة إلى انفتاحها بشكل كبير على التعاون الدولي، وخاصة مع جمهورية الصين الشعبية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية المملكة لعام 2030 وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية مع واحداً من أكبر الاقتصادات العالمية.
كما تعكس التعاون المبتكر والمتميز بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية في العديد من المجالات، مما يجعل من تعلم اللغة الصينية من الأمور الهامة للنهوض بالفهم الثقافي والاقتصادي بين البلدين.
أهمية اللغة الصينية في المملكة العربية السعودية:
تلعب هذه اللغة دوراً كبيراً ملحوظاً في تطوير التبادل الثقافي والتجاري بين المملكة والصين نحو تحقيق التطور والتنمية.
ومع التطور الكبير الذي تشهده المملكة في الاستثمارات الصينية، يصبح تعلم اللغة الصينية أمراً هاماً للتواصل الفعال والمميز وفهم الثقافة الصينية والصعود نحو التعاون وتحقيق أوسع الآفاق.
كما إن تعلمها وإتقانها يسهم في تعزيز فرص الشباب السعودي في العمل لدى الكثير من الشركات الصينية المحلية والدولية، بما يسهم في تحقيق رؤية المملكة للوصول إلى اقتصاد يتميز بالتطور والابتكار.
وتسهم في الاستفادة من الاقتصاد الصيني في العديد من المجالات ولاسيما ريادة الأعمال والسياحة نحو تحقيق التميز والإبداع.
اقرأ أيضًا: أسبوع التجارة الصيني 2024: نحو مستقبل اقتصادي مشترك بين الصين والسعودية
اللغة الصينية في المدارس والجامعات السعودية:
تبنت العديد من المدارس والجامعات السعودية هذه اللغة كمقرراً دراسي ولاسيما بعد زيادة ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لجمهورية الصين الشعبية في عام 2019.
لتبدأ المملكة ممثلة بوزارة التعليم في إدراجها في الكثير من المدارس السعودية التي توزعت بين الرياض وجدة والمنطقة الشرقية في عام 2020.
وشهدت المملكة في عام 2021 ارتفاعاً كبيراً في إدراج هذه اللغة في المدارس والبدء بتعليمها كمقرراً دراسياً ابتداءاً من شهر ديسمبر ليبلغ عدد هذه المدارس ما يزيد عن 700 مدرسة.
ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل على العكس من ذلك، تمكنت هذه اللغة من الدخول إلى الجامعات وذلك من خلال توقيع رئيس جامعة الملك سعود اتفاقاً مع معهد كونفوشيوس الذي يتضمن إقامة قسم في الجامعة لتعليم اللغة الصينية والتوسع في تعلمها وذلك في عام 2019.
كما سعت المملكة إلى جعل اللغة الصينية من اللغات البارزة التي يتقنها الكثير من الشباب السعودي وذلك من خلال توقيع وزارة التعليم لدى البلدين مذكرة تفاهم تتضمن إدخال المزيد من المواد التعليمية الصينية البصرية والسمعية بالإضافة إلى إشراك معلمين صينيين في المدارس العامة السعودية، بما يعكس التزام المملكة بتطوير الشباب السعودية ودفعه نحو التعلم والتميز.
ولم يقف الأمر عند الشباب السعودي فحسب، بل حظي المعلمون السعوديون بفرصة تعلم هذه اللغة المميزة من خلال مجموعة من الخطط المبتكرة التي تهدف إلى تطوير معارفهم وقدراتهم، بالإضافة إلى إحداث اختبار قياسي للغة الصينية في المؤسسات التعليمية.
كما أعلنت المملكة في عام 2023 عن البدء بتوفير خطة انبعاث شاغلي للكثير من المعلمين والمعلمات الحاصلين على شهادة البكالوريوس والعاملين لدى الجهات التعليمية المختلفة للذهاب إلى الصين ومتابعة دراستهم في هذه اللغة والتعمق فيها للحصول على درجة الدبلوم العالي أو الماجستير في اللغة الصينية نحو المزيد من النجاح والتقدم.
واعتمدت جامعة جدة في عام 2024 هذه اللغة كلغة معتمدة إلى جانب العديد من اللغات الأخرى على موقعها الإلكتروني لتسطر اسمها في تعزيز أفق الشباب السعودي نحو التعلم والتميز.
اقرأ أيضًا: لماذا تخطط الخطوط الجوية الصينية لتكثيف رحلاتها إلى السعودية؟
الأعمال والوظائف في اللغة الصينية في السعودية:
تعتبر العلاقات السعودية الصينية من العلاقات الهامة التي تسعى المملكة إلى تطويرها والتقدم بها نحو المزيد من الآفاق على مختلف المستويات ونتيجة لذلك أصبحت اللغة الصينية مصدراً هاماً للتوظيف في الكثير من الشركات السعودية.
كما تعزز من فرص الشباب السعودي بالحصول على العديد من فرص العمل المميزة والمبتكرة، بما في ذلك:
- مجال الاستيراد والتصدير: يساهم تعلم الشباب السعودي لهذه اللغة في تعزيز قدرتهم على التعامل مع رجال الأعمال الصينيين وتوطيد العلاقات معهم وتحسين عمليات الاستيراد والتصدير والحصول على تقنيات تتميز بجودتها العالية.
- مجال السياحة: تمكن هذه اللغة الشباب السعودي من تطوير السياحة في المملكة واستقطاب الكثير من الزوار الصينيين وإبراز أهمية المعالم السياحة وتشجيعهم على أخذ عطلة مذهلة يسودها الكثير من الأنشطة الترفيهية والاسترخاء.
- مجال التعليم: بإمكان المعلمين الذين يجيدون هذه اللغة والمحترفين والحاصلين على شهادة الماجستير أو الدبلوم من جمهورية الصين الشعبية في اللغة الصينية تعليم الكثير من الأطفال في المدارس وإقامة العديد من المحاضرات والدورات التدريبية في الجامعات.
- مجال الدبلوماسية والتجارة الدولية: تتميز هذه اللغة بتوفير العديد من فرص العمل للشباب السعودي ولاسيما في مجال التجارة الدولية وتنظيم العلاقات والتبادلات بين البلدين، والعمل لدى السفارة السعودية والمساهمة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
- مجال الترجمة: تزخر المملكة بالعديد من مكاتب الترجمة المعتمدة التي تؤمن الكثير من فرص العمل للشباب السعودي المتقن لهذه اللغة لترجمة العديد من المستندات والبيانات والمساهمة في الصعود نحو التطور والعالمية.
ليكون الشباب السعودي مشاركاً في عملية التنمية والمضي قدماً نحو تحقيق النجاح والتفوق.
اقرأ أيضًا: الرياضة السعودية تلفت العالم… الصين تقدم عرضاً لاستضافة كأس موسم الرياض
فوائد تعلم اللغة الصينية:
تعتبر هذه اللغة من اللغات الهامة والبارزة على الصعيد المحلي والعالمي وإن تعلمها يساهم في فتح أبواباً من التميز والإبداع.
لتقدم للشباب السعودي الكثير من الفرص المذهلة في عالم الأعمال ودخول عالم المشاريع من أوسع أبوابه ووسيلة تسهم في تعزيز علاقاتهم مع الكثير من رجال الأعمال الصينيين وتبادل المعارف والخبرات وصولاً نحو تحقيق الرؤى المستقبلية.
كما توفر فرصة للذهاب إلى جمهورية الصين الشعبية وبدء تجربة فريدة من التعلم واكتساب المهارات وفهم ثقافتهم، بما يعزز من قدرات الشباب السعودي نحو بلوغ الأفق.
تمثل اللغة الصينية في المملكة العربية السعودية نافذة هامة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين.
ومن خلال جعلها من اللغات الهامة في المدارس والجامعات، تمكن العديد من الشباب السعودي من اكتساب مهارات لغوية تفتح لهم الكثير من الفرص والاستثمارات الواعدة وتسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة لعام 2030.
إن تعلم اللغة الصينية يمثل استثماراً رائعاً في تعزيز قدرة المملكة على المنافسة في الاقتصاد العالمي المتنوع والمتطور.
اقرأ أيضًا: السعودية: وجهة سياحية جديدة تفتح أبوابها لملايين السياح الصينيين