شهد سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار تحسناً ملحوظاً، وذلك بدعم من عودة السوريين إلى البلاد، بالإضافة إلى حرية التعامل بالدولار في الأسواق، وسط مؤشرات على استقرار اقتصادي متزايد في سوريا، مدعوم بالتغيرات السياسية والتوجهات الاقتصادية الجديدة.
وفي حين استقرت حيازة المركزي من الذهب عند 26 طناً خلال الفترة ذاتها، تراجعت الاحتياطيات الأجنبية لدى المركزي السوري من 18.5 مليار دولار في عام 2010 إلى نحو 200 مليون دولار في العام الحالي بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لوكالة “رويترز”.
وسجّل سعر الليرة السورية ارتفاعاً كبيراً خلال الأسابيع الماضية ليصل إلى حوالي 13200 ل.س مقابل الدولار الأمريكي حالياً، فيما كان سعر صرفها 30 ألفاً قبل الاطاحة بنظام الأسد، ما يعني أنها استعادت أكثر من 50% من قيمتها.
الليرة السورية تجذب السعوديين
في السياق، أشار عاملين في قطاع الصرافة إلى أن الأسواق الإقليمية تشهد اقبالاً متزايداً من السعوديين على شراء الليرة السورية مع توجه المستثمرين إلى أسواق مثل الأردن وتركيا للاستفادة من التحسن الملحوظ في سعر صرف هذه العملة مقابل الدولار الأمريكي، بحسب ما نقلته وسائل إعلام سعودية.
ومن جهته، تاجر العملات السعودي محمد العتيبي، أكد أن الليرة السورية أصبحت فرصة استثمارية واعدة، خاصة مع توقعات استمرار تحسن قيمتها مع استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.
وتعد الأردن وتركيا مركزان رئيسيان لتداول الليرة السورية للسعوديين، حيث توفر بعض شبكات الصرافة المحلية في هذه الدول قنوات مرنة للحصول على العملة السورية.
أحمد جابر المستثمر في قطاع الصرافة الأردني، أوضح أن الطلب على الليرة السورية شهد زيادة ملحوظة في الأيام الأخيرة من جانب المستثمرين السعوديين، مشيراً إلى أن السوق الأردنية تؤدي دوراً محورياً كمركز إقليمي لتداول العملات، نظراً لقربه الجغرافي من سوريا.
بدوره، رئيس جمعية الصرافين الأردنيين عبدالسلام السعودي، قال في بيان، إن محال الصرافة الأردنية تشهد زيادة ملحوظة في الطلب على الليرة السورية، مضيفاً أن الطلب شهد ارتفاعاً تحديداً بعد بدء البعض من السوريين بشراء الليرة تجهيزاً للعودة إلى بلادهم، مؤكداً أن هناك شحاً في الليرة السورية في محال الصرافة في ظل ارتفاع الإقبال على شرائها.
ومع دخول سورية مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والانفتاح التجاري، تتجه أنظار المستثمرين إلى الليرة السورية كواحدة من العملات التي قد تحقق مكاسب إضافية في المستقبل القريب.
المستثمر السعودي خالد الشمري، كشف أن الطلب على العملة السورية يرتفع بشكل واضح في تركيا، حيث يراهن عديد من المستثمرين على أن الأوضاع الاقتصادية في سوريا ستتحسن بوتيرة متسارعة، ما يجعل العملة فرصة استثمارية جاذبة.
بينما ينظر إلى الإقبال على العملة السورية كإشارة إلى الثقة الإقليمية المتزايدة في تعافي الاقتصاد السوري، يحذر الخبراء من مخاطر المضاربة التي قد تؤدي إلى تقلبات في الأسواق.
المحللة في أسواق العملات الدولية رؤى الفهد، ترى أن زيادة التدفقات النقدية من مستثمرين إقليميين، بمن فيهم السعوديون، يعزز استقرار العملة السورية، لكنه قد يخلق ضغوطاً على السوق إذا لم يتم تنظيم هذه التدفقات بشكل مدروس، وحذرت الفهد من المضاربة بالعملة السورية، بسبب حالة عدم اليقين حول الليرة السورية.
الاقتصادي والأكاديمي السعودي أحمد الدوسري قال: “هذا الزخم الإقليمي يضع الليرة السورية في موقع فريد كعملة قد تشهد مزيداً من الدعم، خاصة إذا استمرت الإصلاحات الاقتصادية وزاد الانفتاح على الاستثمارات الدولية.
اقرأ أيضاً: توقعات الاقتصاد السعودي في عام 2025