حدث عالمي مهمّ تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستقباله اليوم الأربعاء، حيث يجتمع قادة الفكر والخبراء من مختلف الدول لمناقشة التحديات التي تواجه القوى العاملة في أسواق العمل العالمية، في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية السريعة، إنّه المؤتمر الدولي لسوق العمل GLMC.
يُعقد المؤتمر الدولي لسوق العمل على مدار يومين في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، تحت تنظيم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ويحمل شعار “مستقبل العمل”، ويجمع في رحابه 45 وزيراً للعمل، ورؤساء وممثلين من منظمات دولية معنية بأسواق العمل، إضافة إلى أكثر من 5000 مشارك و200 متحدث من صُنّاع السياسات والخبراء والمختصين من أكثر من 100 دولة.
ويمثل المؤتمر منصة استراتيجية لتبادل الخبرات وبناء توافق دولي حول كيفية التصدي للتحولات الاقتصادية والتكنولوجية السريعة التي تعيد تشكيل أسواق العمل، وخلال هذا الحدث، ستُعقد جلسات نقاشية تتناول قضايا حيوية مثل تطوير المهارات، وتوظيف الشباب، والابتكار التكنولوجي، وتعزيز الاقتصادات الخضراء، من أجل استكشاف حلول مبتكرة تعزز من قدرة المجتمعات على التكيف مع التغيرات المستمرة وتساهم في بناء مستقبل زاهر.
اقرأ أيضاً: سدايا تطلق مؤتمراً لمناقشة حوكمة الذكاء الاصطناعي
ويدور المؤتمر حول مجموعة من المحاور الأساسية، أهمها الابتكار وتمكين الشباب، وخلاله، ستُطلَق برامج تدريبية مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص لتأهيل الشباب وفقاً لاحتياجات السوق العالمية، وهدفها تشجيع ريادة الأعمال وتوفير فرص تمويل للشركات الناشئة التي يقودها الشباب، ما يساهم في بناء مستقبل مزدهر للجميع.
ومن المواضيع المهمة التي ستتناولها أجندة المؤتمر أيضاً، التحول الرقمي وتأثيره العميق على إعادة هيكلة سوق العمل، إذيتطلب هذا التحول رؤية استباقية لتأهيل القوى العاملة الشابة ومنحها المهارات الضرورية لمواجهة التحديات المستقبلية، كما سيُسلط الضوء على استراتيجيات مبتكرة لدمج القوى العاملة المتنقلة.
وقد أفاد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، بأنّ النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل، تأتي برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مؤكداً التزام السعودية الراسخ بدعم الجهود الدولية لمواجهة التحديات المتزايدة في أسواق العمل، ومشيراً إلى هدف المؤتمر إلى جمع أبرز الجهات الفاعلة والمؤثرة عالمياً، من أجل تشكيل رؤية مشتركة تدعم النمو المستدام وتحقق النجاح والازدهار للجميع.
اقرأ أيضاً: السعودية توطن 269 مهنة.. فما هي ؟
وإلى جانب المناقشات، يشمل المؤتمر مجموعة من الفعاليات المصاحبة المميزة، مثل الاجتماع الوزاري لوزراء العمل “الطاولة المستديرة”، حيث يجتمع القادة لمناقشة قضايا العمل المهمة، كما ستُوَّقع اتفاقيات عدة تعزز التعاون، إضافة إلى معرض يبرز أهم المنتجات التي نفذتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والتي حصلت على جوائز محلية وإقليمية وعالمية.
كذلك، ستُنظَّم لقاءات ثنائية تجمع ممثلي القطاع الحكومي والخاص والمنظمات الدولية المهنية، كما ستقام أكثر من 50 جلسة حوارية تخصصية بالشراكة مع منظمات مرموقة مثل منظمة العمل الدولية والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إضافة إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومؤسسة مسك غير الربحية، وكل هذه الأنشطة تضيف طابعاً دولياً وتغني المناقشات، ما يساهم في إثراء التوصيات والنتائج التي ستخرج عن المؤتمر.
ومن الفعاليات المهمة التي تقام أيضاً تحت راية المؤتمر، حفل جائزة العمل بنسخته الرابعة، برعاية معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وتهدف الجائزة إلى تكريم المنشآت المتميزة وتشجيعها على تبني نماذج أعمال تدعم بيئات العمل، ما يعزز تنافسيتها وجاذبيتها للعاملين، كما تهدف إلى تحفيز المنشآت على اعتماد أفضل الممارسات لتحسين بيئات العمل وتطوير مهارات الكوادر الوطنية.
وتتضمن نسخة هذا العام تنافس أكثر من 190 ألف منشأة على 30 جائزة موزعة على أربعة مسارات رئيسة: “مسار التوطين”، “مسار بيئة العمل”، “مسار المهارات والتدريب”، و”مسار الرئيس التنفيذي”، بمشاركة نحو مليون ونصف موظف في استبانة الترشيح للمنشآت المؤهلة.
ومنذ انطلاق النسخة الأولى لجائزة العمل عام 2021، كُرِّمت 69 منشأة متميزة، ويزداد عدد الفائزين كل عام، وهذا يدلّ على التأثير الإيجابي للجائزة في تحفيز القطاع الخاص على تحسين بيئات العمل وتعزيز التميز، فهي تعتمد على مبادئ الشمولية والتنوع، مستهدفة جميع أنواع المنشآت من العملاقة إلى الصغيرة، مع مراعاة الفروق بينها، لتتيح فرصة التنافس والتطور وفقاً لإمكاناتها وأهدافها.
اقرأ أيضاً: قطاع العمل الحر يشهد نمواً مذهلاً في السعودية