المتحف الوطني السعودي واجهة السعودية المميزة، يعكس تاريخ وثقافة المملكة وعراقتها، ويوضح أصالتها وجذورها الممتدة عبر التاريخ. وقد شارك المتحف الوطني السعودي قبل عدة أيام في يوم المتاحف العالمي عبر نشاطات وفعاليات متنوعة.
يضم المتحف مجموعة متنوعة وكبيرة من المعروضات التي تمثل الحضارة القديمة للسعودية إلى جانب التراث الشعبي والفنون التي تمثل ثقافة الشعب السعودي وعراقته، إلى جانب الحرف التقليدية التي تعكس غنى التراث السعودي.
المتحف ليس فقط للعرض، بل لإقامة الفاعليات الثقافية والفنية، ويحضرها مجمل الفئات العمرية وذلك بغية تعزيز التواصل مع الأصالة السعودية والتعرف على هذا التاريخ العريق للمملكة.
المتحف الوطني السعودي وفاعلياته
مرّت 27 سنة على افتتاح المتحف الوطني السعودي، منذ عام 1999 والمتحف السعودي يأخذ زواره عبر أروقته ويجوب بهم من الأرض إلى القمر، ومن عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحالي الحديث.
وقد احتفل المتحف السعودي في شهر مايو الحالي باليوم العالمي للمتاحف عبر العديد من الفعاليات والورش التفاعلية التي سلطت الضوء على التراث والإبداع، لقد سعى المتحف الوطني السعودي في هذا اليوم لأن يقدم تجارب فريده من نوعها بحيث يستطيع الزوار التعلم من الأفكار المطروحة ضمن هذه الفعاليات.
ففي مسرح الظل قدمت فعالية تحاكي كيفيه قدرة المتاحف على قيادة تغييرات المستقبل، رغم انها تكتنز الماضي، إلى جانب وجود VR technology التي تتيح للزائر رؤية الآثار الغير متاحه للزوار بالوقت الحالي، عبر ارتدائه لهذه التقنية وتم إسقاط هذه التجربة على آثار الفاو المكتشفة مؤخراً بالسعودية لكنها غير متاحة للزوار حالياً، ومن خلالها يعيش الزائر التجربة الفعلية وكأنه كان موجوداً فيها بالفعل.
وهناك جانب فني حركي في المتحف يحاكي الرقصات، كرقصات أهالي الجنوب في عسير، ولأنه من الصعب اختزان هذا التراث في متحف وجعله جامد، فتمت إضافته عبر إيقاعات معينة في غرف المتحف تذكر بموسيقى أهل الجنوب وتدل على ثقافتهم وتراثهم.
اقرأ أيضاً: المتحف الوطني السعودي: وجهة سياحية تهديك عبق التاريخ
تصريحات الزوار أثناء فعالية يوم المتاحف العالمي
صرحت إحدى الزائرات للمتحف وأعربت عن ذهولها بالمتحف، ووصفته بالمتحف الرائع، وعلى حد تعبيرها أنه تمثيل رائع للتراث والثقافة في المملكة العربية السعودية، وأضافت أن قسم الممالك القديمة قد جعلها تستلهم الكثير من الأفكار، ووصفت هذا القسم بالمذهل وبالتعبير القوي عن الماضي، وهذه التجربة قد أتاحت لها معرفة التغيرات التاريخية التي طرأت على المملكة من الماضي وحتى اليوم.
ومن اللافت إشادتها بجهود سمو الأمير محمد بن سلمان، التي يبلها لتطوير المجال الثقافي والاستقطاب السياحي الناتج عنه، إلى جانب مختلف التغييرات المذهلة التي يحدثها في البلاد، وبالتالي التي ستنعكس داخل المتحف.
وأضافت زائرة أخرى أنه كان هناك أشياء كثيرة التي لم تحظى برؤيتها من قبل في حياتها قد وجدتها في المتحف، وأضافت أن السعودية بلد مشهور بالبترول والوقود ورؤية كيفية استخراجه من الأمور المثيرة بالنسبة لها، ومازاد من إذهالها أنها قد أتيحت لها فرصة رؤية “نيزك” لأول مرة في حياتها في المتحف الوطني السعودي.
كما نوهت في حديثها بأن الجولة الافتراضية عبر الزمن كانت غريبة ومذهلة للغاية، وفهمت من خلالها كيف تم بناء التاريخ الحضاري بأكمله، وتعرفت على جذور الكتابة العربية وهذا أمر رائع على حد تعبيرها.
اقرأ أيضاً: مسجد القبلي: التراث المعماري النجدي يسطع من جديد!
جهود هيئة المتاحف في المملكة
هيئة المتاحف هي الجهة السعودية المسؤولة عن قطاع المتاحف في المملكة، فترعى الهيئة المتاحف وتلتزم بالحفاظ على التراث وتطوير المتاحف، والسعي لتقديم التجارب الملهمة المطابقة لأفضل الممارسات الدولية بغية استقطاب الزوار من المملكة والعالم، إلى جانب سعيها الدؤوب لجعل الثقافة ومعرفة التراث متاحين للجميع.
رؤية الهيئة المستقبلية لتطوير دور المتاحف تتقاطع مع فكرها في تقديم تجربة تعليمية وتثقيفية مليئة بالابتكار والتجديد، مما يعزز دور المتاحف ويساهم في تشكيل فهم أعمق للتاريخ والتراث السعودي.
وضمن إطار جهودها المبذولة لحفظ الأصالة والتراث أعلنت الهيئة عن تطوير متاحف إقليمية في 11 منطقة بالمملكة وهي: القصيم، الجوف، عسير، تبوك، حائل، نجران، عرعر، الدمام، مكة المكرمة، جازان، الباحة، وستعرض مختلف هذه المتاحف العناصر التي تشكل الهوية الوطنية تحت شعار “روايتنا السعودية”.
ختاماً، المتحف الوطني السعودي يشكل مساحة لطرح العديد من الأسئلة المتنوعة والمهمة والتي تفتح مجالات واسعة لأجوبة غنية لا تعطي المعلومة فقط بل تشرح أصالة وتميز التاريخ والتراث السعودي.
اقرأ أيضاً: متحف عبد الرؤوف خليل فن يسرد تاريخ الحضارة السعودية في جدة