قفزات كبيرة وواثقة تخطوها المرأة السعودية تجعل العالم يقف صامتاً بإعجاب أمامها، لحضورها اللامع محلياً وإقليمياً ودولياً، وهذا الحضور ليس بالمُفاجئ بل هو حضور طبيعي موجود منذ أعوام طويلة وبقوة على المستوى المجتمعي.
و مع سعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى تعظيم فرص توظيف المرأة كجزء من «رؤية 2030» التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة وتمكين المرأة في كافة القطاعات الحكومية والأمنية لتكون شريكة في صناعة التحول الذي تشهده المملكة، وعنصر من عناصر قوتها.
صدر قرار في مارس / آذار عام 2018 بالسماح للمرأة السعودية في الالتحاق بالعمل في السلك العسكري، ولكن عندما ظهرت المرأة في زيها العسكري وإلقائها التحية العسكرية قوبل هذا المشهد بفخر واعتزاز في جميع أوساط المجتمع السعودي، وأضحت تمارس عملها في المرافق العسكرية، حامية للوطن ومعززة هيبة الدولة لحماية المواطن.
مركز تدريب الكادر النسائي للقوات المسلحة السعودية
فاليوم أصبح بإمكان المرأة الالتحاق بالخدمة العسكرية، بعد فتح التجنيد، وشهد شهر سبتمبر من العام الماضي حفلة تخريج أول دفعة من مركز تدريب الكادر النسائي للقوات المسلحة السعودية بمختلف الرتب العسكرية.
ومثلت الخريجات القوات المسلحة السعودية في عدة قطاعات مثل القوات البرية الملكية السعودية، وقوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، والقوات الجوية الملكية السعودية، والقوات البحرية الملكية السعودية، وقوة الصواريخ الاستراتيجية الملكية السعودية، والإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة.
ومن مهمات المركز توفير برامج ومناهج تدريبية متميزة وبيئة تعليمية مثالية وفقاً لمقاييس عالمية للجودة تلبي احتياجات القوات المسلحة من الكادر النسائي بهدف الوصول إلى أداء أفضل.
وتستمر المجالات الأمنية كافة بفتح أوسع أبوابها دعماً للمرأة؛ لتكون عنصراً وشريكاً رئيساً في هذا القطاع، أسوة بشريكها الرجل طالما أنها مؤهلة بالمعرفة والخبرات، حيث استحدثت مجالات جديدة أمامها في قطاع الداخلية، كمجال المرور وأمن الطرق ودوريات الأمن وشرطة المناطق وأمن الحج والعمرة، والأسلحة والمتفجرات، وكذلك التوجيه الفكري والمعنوي، لتنظم بجانب شريكها في مجال الحرس الملكي، ثم تأتي وزارة الدفاع فاتحة أبوابها مُرحبةً بانضمام المرأة السعودية في قطاعات القوات المسلحة بفروعها الأربعة البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي، وأيضاً الصواريخ الاستراتيجية والخدمات الطبية للقوات المسلحة، لتكون الخطوة الأولى من نوعها في المملكة برتب عسكرية وتجنيدها في الجيش السعودي.
الجندية عبير الراشد
و في ذروة موسم حج العام الماضي ظهرت الجندية عبير الراشد بأداء مميز ولغة إبداعية، إذ قدمت المؤتمر الصحفي لقيادات قوات أمن الحج، وبذلك باتت أول امرأة سعودية تقدم هذا المؤتمر.
لقد منحت القيادة الحكيمة المرأة السعودية الكثير من الدعم والتمكين، وعززت من مكانتها وأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والصحية والأمنية، خاصة في ظل رؤية 2030، عبر صدور عدد من الأوامر والقرارات والأنظمة والإصلاحات الحقوقية والتشريعية؛ لتعزيز حقوقها ومشاركاتها في العمل، والاستفادة من قدراتها وخبراتها وتعليمها العالي، ثقة بها وإيماناً بكفاءتها.
وعليه فإن دخول المرأة السعودية لمناطق عمل جديدة أمر طبيعي؛ لأنه امتداداً لرؤية وطنية تؤكد أن المرأة والرجل على حد سواء، والمعيار الكفاءة وليس النوع، فدخولها في أهم وزارة سيادية في المملكة هي خطوة متقدمة بالاتجاه الصحيح لتحقيق أهداف المملكة، فمشاركتها في معظم الوزارة سيجعل المرأة السعودية عنصراً فاعلاً بها، فقد أثبتت المرأة السعودية أنها قادرة ليس في مجال التعليم وغيرها من المجالات الطبية والإدارية فقط بل إنها قادرة وبجدارة على القيام بالعمل الأمني بكفاءة واحترافية.