في ظل رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة البلاد كوجهة عالمية، يلعب المركز الوطني للفعاليات دورًا محوريًا في تطوير قطاع الفعاليات، الذي يُعد رافدًا أساسيًا لتعزيز الهوية الثقافية وتحفيز النمو الاقتصادي.
تأسس المركز الوطني للفعاليات عام 2020 في العاصمة الرياض بقرار من مجلس الوزراء، تحت اسم “مركز الفعاليات”، قبل أن يُعدل اسمه عام 2021 ليصبح “المركز الوطني للفعاليات”، تماشيًا مع دوره المُوسع على المستوى الوطني.
ويتمتع هذا الكيان الحكومي بشخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري، ويرتبط تنظيميًا بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، مما يعكس أهميته في تحقيق أهداف تنويع الاقتصاد وتحسين جودة الحياة.
دور استراتيجي
يُعد المركز الوطني للفعاليات الجهة المسؤولة عن تنظيم وتطوير القطاعات الترفيهية والرياضية والسياحية والثقافية في المملكة، من خلال وضع السياسات واللوائح التي تُسهّل نمو هذا القطاع ودعم مواسم السعودية والفعاليات الكبرى.
ويعتمد المركز على إجراء الدراسات والبحوث المتخصصة، والاستفادة من الخبرات المحلية والدولية، لوضع حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق المحلي.
كما يُركز على تعزيز الشراكات مع الجهات الحكومية والخاصة، سواء داخل المملكة أو خارجها، بهدف تقديم تجارب عالمية المستوى في مجال الفعاليات.
اقرأ أيضاً: الهيئة العامة للترفيه تحصد تكريماً من غينيس للأرقام القياسية
مبادرات نوعية
من أبرز مبادرات المركز الوطني للفعاليات منصة “مطلوب”، التي أُطلقت عام 2021، وتُسهل مشاركة الأفراد والشركات من القطاعين العام والخاص في تنظيم الفعاليات ومواسم السعودية، سواء من خلال طرح الأفكار أو توفير الخدمات اللوجستية أو الاستشارية.
كما أطلق المركز منصة “Enjaz إنجاز“، التي تسهّل إصدار تصاريح الفعاليات بمختلف أنواعها، مثل المعارض والمؤتمرات والأنشطة الثقافية، بالتنسيق مع الجهات الرسمية، حيث يتم إصدار التصاريح خلال 72 ساعة فقط، مما يُقلل العبء الإداري على المُنظّمين ويُشجع على تنظيم المزيد من الفعاليات.
إلى جانب ذلك، تُعد منصة “saudievents فعاليات السعودية” أداة أساسية لنشر المعلومات حول الأحداث الوطنية، مما يُسهّل على الجمهور التعرف على التفاصيل وحضور الفعاليات بسلاسة.
ولا يقتصر دور المركز الوطني للفعاليات على الجوانب التنظيمية، بل يمتد إلى دعم الابتكار والكوادر الشابة، حيث يُقدم برنامج “رواد الفعاليات” فرصًا للخريجين الجدد لبناء مهاراتهم في هذا القطاع، بينما تُركز مبادرة (EventTech) على دمج التكنولوجيا في الفعاليات لتحسين تجربة المشاركين.
كما أعلن المركز عن مشروع “جدة سوبردوم“، الذي يُعد أحد المشاريع الطموحة التي تهدف إلى بناء أكبر قبة بلا أعمدة في العالم، مما سيُعزز مكانة المملكة كوجهة عالمية لاستضافة الفعاليات الكبرى.
اقرأ أيضاً: قطاع الرياضة السعودي يجذب ملايين الدولارات خلال 4 سنوات
قيم أساسية
تُبنى أنشطة المركز الوطني للفعاليات على أربع قيم أساسية: الشغف والنزاهة والابتكار والتعاون.
فالشغف يُترجم في التفاني لإنجاز المهام بجودة عالية، والنزاهة تضمن الالتزام بالمعايير الأخلاقية، والابتكار يدفع نحو ابتكار حلول مبتكرة، والتعاون يُعزز العمل الجماعي بين مختلف الأطراف لضمان النجاح.
ومن خلال هذه القيم، يُساهم المركز في تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية عديدة، مثل تعزيز النمو الاقتصادي من خلال دعم رواد الأعمال وخلق فرص العمل، وتحسين كفاءة الإنفاق في قطاع الفعاليات، وتعزيز التكامل الاجتماعي من خلال إقامة فعاليات تجمع أفراد المجتمع وتعكس ثراء الثقافة السعودية.
ومن المهام الرئيسية للمركز أيضًا، إعداد السياسات واللوائح التي تُنظم عمل قطاع الفعاليات، وإدارة لجنة الفعاليات التي تُعقد اجتماعاتها الدورية كل ثلاثة أشهر، أو عند الحاجة، لاتخاذ القرارات الاستراتيجية.
كما يتولى المركز الإشراف على إنشاء الفروع والمكاتب الإقليمية، واعتماد التقارير الدورية التي تُقيّم سير العمل، مما يضمن الشفافية والفعالية في إدارة الموارد.
ومن خلال هذه الجهود، يعمل المركز على تحويل السعودية إلى وجهة عالمية للفعاليات، مع التركيز على الجودة والابتكار كأولويتين رئيسيتين، مما يُعزز مكانة المملكة كنموذج للتنمية المستدامة في المنطقة.