مع إشراقة شمس أمس الأحد، انطلق المسار البرتقالي آخر مسارات مترو الرياض ليشكل خطوة جديدة في رحلة التحول الحضاري لوسائل النقل العامة في العاصمة، يمتد هذا المسار في مدينة الرياض ليربط بين شرقها وغربها، حيث ينطلق من طريق جدة في الغرب ليصل إلى الطريق الدائري الشرقي الثاني بمحاذاة منطقة خشم العان في الشرق، ويبلغ طوله الإجمالي 41 كيلومتراً.
يحتوي المسار البرتقالي على خمس محطات نشطة حالياً، هي: «محطة طريق جدة»، «محطة طويق»، «محطة الدوح»، «محطة طريق هارون الرشيد»، و«محطة النسيم»، وتعد المحطة الأخيرة نقطة التحويل الرئيسية التي تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي، وبالطبع، تسعى الهيئة الملكية لمدينة الرياض لافتتاح مزيد من المحطات في المستقبل، ليصل العدد الإجمالي إلى 19 محطة.
إلى جانب هذا المسار، أعلنت الهيئة عن بدء تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق – محور طريق العليا البطحاء»، وهي: «محطة المروج»، «محطة بنك البلاد»، و«محطة مكتبة الملك فهد»، في خطوة تؤكد التزام المدينة بتوسيع شبكة النقل العام وتعزيز تجربة التنقل للمواطنين والمقيمين، لتحسين جودة الحياة في المنطقة.
اقرأ أيضاً: أين وصل مشروع الربط الكهربائي السعودي المصري؟
مشروع مترو الرياض ومحطاته
ويعد مشروع مترو الرياض من المشاريع العمرانية المهمة في المدينة، إذ يشتمل على ستة محاور رئيسية تضم 85 محطة، تغطي معظم المناطق السكانية والمرافق الحكومية والسياحية، وترتبط هذه المسارات بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبدالله المالي، إضافة إلى الجامعات الكبرى.
ومن محطاته البارزة نجد محطة قصر الحكم التي تقع عند تقاطع شارع البطحاء وشارع المدينة المنورة، حيث تلتقي فيها مسارات خطي المترو الأزرق والبرتقالي، تتميز المحطة بمساحاتها الواسعة والمفتوحة للمشاة، إضافة إلى مسجد يعكس جمال العمارة الإسلامية، وهيكل فولاذي يميزها كأيقونة فريدة.
أما محطة العليا، فتقع جنوب طريق الملك عبدالله في حي الورود، حيث تلتقي فيها مسارات الخطين الأزرق والأحمر، في حين تقع المحطة الغربية في سوق الخضار المركزي بحي السويدي الغربي، وتحتوي على محطتين للقطارات والحافلات، إضافة إلى مبنى لمواقف السيارات.
ولا يمكن نسيان محطة مركز الملك عبدالله المالي، التي تقع على طريق الملك فهد في الجهة الشرقية من المركز، تلتقي فيها ثلاث مسارات للمترو، وهي الخط الأزرق والبرتقالي والبنفسجي، وقد صُمِّمت هذه المحطة بواسطة المعمارية زها حديد، بتكلفة تبلغ 22.5 مليار دولار، ويتميز تصميمها بالتموجات الكبيرة التي تعكس الحركة اليومية في الرياض، مع أرضيات مكسوة بالرخام وجدران مطلية بماء الذهب، إضافة إلى نظام تكييف هواء طبيعي منعش.
يتضمن المشروع أيضاً 190 قطاراً تحتوي على 452 عربة، إلى جانب 19 موقعاً لمواقف عامة للسيارات تمتد على مختلف مسارات شبكة القطار في المدينة، وتتنوع سعات هذه المواقف ما بين 400 و600 سيارة، ما يسهم في تسهيل الوصول إلى المحطات وتلبية احتياجات الركاب بفاعلية.
اقرأ أيضاً: تدشين مشروع بوابة المدينة في مدينة المعرفة الاقتصادية
مسارات مترو الرياض
تتضمن مسارات مشروع مترو الرياض الستة مجموعة من الطرق الرئيسية في المدينة، حيث يمتد المسار الأزرق من محور العليا مروراً بالبطحاء وصولاً إلى الحاير، بطول 38 كم، بما في ذلك 17.3 كم من الأنفاق تحت الأرض، يحتوي هذا المسار على محطتين رئيسيتين وثلاثة مبانٍ للمواقف العامة تتسع لـ 1800 سيارة، ومركزين للمبيت والصيانة بمساحة 227 ألف م².
أما المسار الأحمر فيركز على طريق الملك عبدالله، بينما يمتد المسار البرتقالي عبر محور طريق المدينة المنورة وطريق الأمير سعد بن عبد الرحمن الأول، يشمل محور طريق الملك عبدالله 13 محطة رئيسية، منها محطة STC ومحطة وزارة التعليم ومحطة الربيع ومحطة الفلاح والوادي، إضافة إلى محطات أخرى حيوية مثل حي النزهة ومركز الملك عبدالله المالي وحي الحمراء.
المسار الأصفر يمتد ليشمل محور طريق مطار الملك خالد الدولي، حيث يتضمن تسع محطات رئيسية منها محطة وزارة التعليم، محطة STC، ومحطة العليا، ومحطات عثمان بن عفان، حي الحمراء، اليرموك، الربيع، مركز المعارض، وغرناطة مول، بينما يركز المسار الأخضر على محور طريق الملك عبد العزيز، الذي يضم عشر محطات رئيسية تشمل محطة مركز الملك عبدالله المالي، ومحطة STC، ومحطة حي النزهة.
أما المسار البنفسجي، فيمتد عبر محور طريق عبد الرحمن بن عوف وطريق الشيخ حسن بن حسين بن علي، ويشمل ست محطات رئيسية، منها محطة الربيع، محطة STC، محطة وزارة التعليم، محطة المتحف الوطني، محطة العليا، ومحطة الفلاح والوادي.
اقرأ أيضاً: مركز الملك عبد الله المالي رؤية مستقبلية للمدن الذكية
جدير بالإشارة أن مترو الرياض يعد من أضخم أنظمة النقل العام على مستوى العالم، إذ يغطي كامل مساحة العاصمة في مرحلة واحدة، وعند اكتمال جميع مراحله، سيصبح مترو الرياض أطول نظام مترو بدون سائق في العالم، وقد أشارت وزارة النقل والخدمات اللوجستية السعودية سابقاً إلى أن خطوط المرحلة الأولى من المترو ستؤمن نقل ما لا يقل عن مليون راكب يومياً.
القطار متاح للمستخدمين يومياً من الساعة 6 صباحاً وحتى منتصف الليل، يمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو مكاتب بيع التذاكر وأجهزة الخدمة الذاتية في المحطات، كما تتوفر وسائل الدفع الرقمية من خلال البطاقات المصرفية والائتمانية، فضلاً عن الهواتف والأجهزة الذكية، وتكلفة التنقل عبر المترو هي الأقل إذا قارنناها بدول «مجموعة العشرين»، إذ تشكل نسبة 0.5% من متوسط دخل الأسرة اليومي البالغ 733 ريالاً (حوالي 195 دولاراً).
إلى جانب ذلك، يتضمن المشروع العديد من المميزات المستدامة، إذ يعزز خيارات النقل الصديقة للبيئة، وذلك باعتماد نظامه على قطارات ومحطات موفرة للطاقة، واستخدام تقنيات مثل الكبح المتجدد لتقليل استهلاك الطاقة، والحصول على الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
ختاماً، يمثل مشروع مترو الرياض خطوة هائلة نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، ويعكس التزام المملكة بتحسين بنيتها التحتية وتوفير وسائل نقل حديثة ومستدامة.
اقرأ أيضاً: السعودية تعزز سوق خدمات المواقف المدفوعة الذكية