حقّقت المملكة العربية السعودية إنجازاً جديداً أُضيف إلى قائمة إنجازاتها في قطاع الطيران المدني، إذ حصدت مطاراتها مراكز متقدمة ضمن تصنيف «سكاي تراكس» العالمي للمطارات 2025، ما يؤكد التزامها بتطوير البنية التحتية والخدمات وفقاً لأعلى المعايير الدولية.
وجاء مطار الملك خالد الدولي بالرياض على رأس قائمة المطارات التي تكرّمت، فقد تم تصنيفه في المرتبة الـ24 عالمياً ضمن قائمة أفضل 100 مطار حول العالم، إلى جانب تصنيفه الثالث عالمياً كأفضل مبنى مطار جديد، والرابع في فئتي المطارات التي تستقبل من 30 إلى 40 مليون مسافر سنوياً، وأفضل مطارات الشرق الأوسط، كما حصل أيضاً على جائزة أفضل موظفي مطار في الشرق الأوسط.
وفي جدة، حصل مطار الملك عبد العزيز الدولي على تصنيف 4 نجوم من «سكاي تراكس»، واحتل المرتبة 44 عالمياً، والمرتبة الخامسة على مستوى مطارات الشرق الأوسط، ما يدل على التطور الكبير في بنيته التحتية ومستوى خدماته التشغيلية.
في المقابل، تُوِّج مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة بلقب أفضل مطار إقليمي في الشرق الأوسط، وجاء في المركز السابع إقليمياً، فيما حلّ مطار الملك فهد الدولي بالدمام في المركز الثاني كأفضل مطار إقليمي، والثامن على مستوى المنطقة.
وتعدّ «سكاي تراكس» من أهم الجهات المتخصصة في تقييم قطاع الطيران بشموليته حول العالم، إذ تستند تصنيفاتها إلى استطلاعات رأي شاملة للمسافرين من مختلف دول العالم، ووجود المطارات السعودية ضمن مراتب متقدمة في تقييمها يعدّ اعترافاً دولياً بجهود المملكة في تطوير قطاع الطيران، وحرصها المستمر على الارتقاء بتجربة المسافر، وتحقيق أعلى معايير التميز التشغيلي والخدمي.
وتأتي هذه النجاحات في إطار جهود شركة مطارات القابضة، التي تلعب دوراً محورياً في إدارة 27 مطاراً في جميع أنحاء المملكة من خلال شركاتها التابعة: مطارات الرياض، مطارات جدة، مطارات الدمام، والمجموعة الثانية، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
اقرأ أيضاً: حديقة الملك سلمان: المعلم الذي سيغيّر وجه الرياض
الطيران السعودي ورؤية 2030
تهدف رؤية السعودية 2030 إلى جعل المملكة مركزاً عالمياً للنقل الجوي والخدمات اللوجستية، وعلى هذا الأساس، يشهد قطاع الطيران المدني تحولات استراتيجية كبيرة، ويحظى بدعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، اللذين يوليان اهتماماً كبيراً بتطوير الطيران المدني باعتباره أحد روافد الاقتصاد الوطني.
وتسعى الجهات المختصة، وعلى رأسها الهيئة العامة للطيران المدني، إلى تنفيذ خارطة طريق طموحة ترتكز على الابتكار والاستدامة وتعزيز الربط المحلي والدولي.
وحتى العام الماضي 2024، حققت «الخطوط الجوية السعودية» تقدماً استراتيجياً بتوسيع شبكتها الدولية لتشمل وجهات جديدة في آسيا مثل «ميدان» في إندونيسيا و«بوكيت» في تايلاند، فضلاً عن إطلاق خطوط مباشرة مثل الدمام – بكين، ما زاد من حركة الركاب بنسبة 16.2% مقارنة بعام 2023.
كما عززت «السعودية» شراكاتها مع شركات طيران عالمية بارزة عبر اتفاقيات «الرمز المشترك»، مثل خطوط دلتا الأمريكية، طيران فيرجن أتلانتيك، وطيران ITA الإيطالي، ما حسّن من تجربة المسافرين من حيث الربط وسهولة الحجز والخدمات المقدمة على متن الطائرات.
وعلى صعيد تحسين تجربة العملاء، أطلقت «السعودية» مزايا حصرية لعملاء برنامج الفرسان، شملت أميالاً إضافية ومكافآت وخدمات تفضيلية بالتعاون مع بنوك وشركات اتصالات وفنادق وشركات تأجير السيارات، بهدف تعزيز تجربة السفر الشاملة.
ومن المتوقع أن يشهد قطاع الطيران السعودي خلال السنوات المقبلة نهضة غير مسبوقة، من خلال دعم المطارات بتقنيات الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس التي ستعيد تشكيل تجربة السفر بالكامل، من خلال نقاط تفتيش ذكية وخدمات أمنية دون تلامس، وبيئة مريحة خالية من الطوابير والإجراءات المملة.
وبهذا، ستتحول الطموحات إلى واقع، وستخطو المملكة بثقة نحو تحقيق رؤيتها الهادفة لاستقطاب 150 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2030، وخدمة 30 مليون حاج ومعتمر سنوياً، لتصبح لاعباً رئيسياً في مستقبل صناعة الطيران والسياحة في الشرق الأوسط والعالم.
اقرأ أيضاً: مطار الملك سلمان الدولي: معايير عالمية وخدمات استثنائية للمسافرين