في عالمٍ يتسارع فيه الإيقاع نحو مستقبلٍ قائم على التكنولوجيا والتحول الطاقي، تتزايد أهمية المعادن الحرجة كنبضٍ خفي يدعم الصناعات المتقدمة ويدفع عجلة الابتكار، ولهذا تلاقت الأيدي السعودية والبريطانية لتنسج خيوط تعاونٍ جديد بهذه المجالات، وانبثق من قلب هذا اللقاء طموحٌ يسعى لرسم آفاق جديدة للمستقبل استناداً إلى الثروات الطبيعية والابتكار عبر إطار واسع من الطموح والشراكة بين البلدين.
إذ بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، ووزير الدولة البريطاني للأعمال والتجارة، جوناثان رينولدز، سبل تعزيز التعاون في مجال المعادن الحرجة وآفاق توسيعه في المستقبل، خصوصاً في ظل الأهمية المتزايدة لهذه المعادن في التحول نحو الطاقة المتجددة والصناعات المتقدمة، مثل الطيران، السيارات الكهربائية، والصناعات الطبية.
اقرأ أيضاً: جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: ريادة في التعليم والبحث العلمي على مستوى عالمي
وخلال لقاء، ناقش الخريف ورينولدز، الذي يقوم بزيارة حالية إلى السعودية، فرص تطوير التعاون الصناعي والتعديني بين البلدين، إضافة إلى تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة التي يمكن أن تستفيد منها الشركات البريطانية في هذه القطاعات، وحضر الاجتماع نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد المديفر.
تركز النقاش حول تعزيز الشراكة الاقتصادية بين المملكة المتحدة والسعودية في قطاعي الصناعة والتعدين، وتشجيع المستثمرين البريطانيين على الاستفادة من الفرص النوعية والمزايا التنافسية التي توفرها السعودية، بما في ذلك الموارد الطبيعية الغنية، البنية التحتية المتقدمة، ومصادر الطاقة المتنوعة، في بيئة استثمارية محفزة.
اقرأ أيضاً: شركة طيران الرياض: مزايا للمسافرين بين السعودية وبريطانيا
يشار إلى أنه كلا البلدين كانا قد أشادا بحجم التجارة بينهما في أيار/مايو من العام الجاري 2024، والذي وصل إلى 21.7 مليار دولار، وأعربتا عن طموح زيادة هذا الرقم ليصل إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030.
ومنذ عام 2017، بلغت الاستثمارات السعودية في بريطانيا 21 مليار دولار، بينما وصل حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة إلى 13 مليار دولار في عام 2023.
اقرأ أيضاً: بمساحة بريطانيا وفرنسا معاً.. السعودية تطلق المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة
ومن الجدير بالذكر أن المعادن الحرجة هي عناصر طبيعية ضرورية في العديد من الصناعات المتقدمة والتكنولوجيات الحديثة، مثل الطاقة المتجددة، والبطاريات، والإلكترونيات، والطيران، والسيارات الكهربائية، وما يجعل هذه المعادن “حرجة” هو ندرتها وصعوبة الحصول عليها، بالإضافة إلى الاعتماد الكبير عليها في التطبيقات الصناعية المهمة، ومن الأمثلة على المعادن الحرجة: الليثيوم، الكوبالت، النيوديميوم، والبلاديوم وغيرها.
اقرأ أيضاً: منتدى (BMG) الاقتصادي في لندن: منصة مثالية لاكتشاف فرص الاستثمار الواعدة في السعودية