تعتزم بريطانيا توقيع شراكة للتعاون في مجال المعادن مع السعودية، من شأنها تعزيز سلاسل الإمداد وتوفير فرص للشركات البريطانية وجذب الاستثمارات إلى المملكة المتحدة، بحسب “رويترز”.
وعلى هامش الاجتماع الوزاري الدولي الرابع للوزراء المعنيين بقطاع التعدين على هامش مؤتمر التعدين الدولي 2025 في الرياض، قالت وزيرة الدولة البريطانية للصناعة وأمن الطاقة والكربون الصفري والأعمال والتجارة سارة جونز، إن المعادن الحيوية ضرورية لمجموعة واسعة من العناصر اليومية من السيارات إلى الهواتف الذكية، مشيرة إلى أنه بحلول عام 2040، ستحتاج المملكة المتحدة إلى أربعة أضعاف ما نحتاج إليه اليوم.
وكشفت الوزيرة البريطانية: “لهذا السبب، أقود بعثة تجارية مكونة من 16 شركة بريطانية لعرض خبراتها على المسرح العالمي هنا في الرياض، حيث ستلتقي شركاء وربما عملاء جدد من جميع أنحاء العالم”.
اقرأ أيضاً: المعادن الحرجة محور لقاء سعودي بريطاني في الرياض
وحول فرص التعاون بين المملكتين في مجال المعادن الحيوية، قالت جونز: “إن مؤتمر التعدين الدولي ليس فقط الحدث الأهم في مجال المعادن المهمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل أعتبره فرصة ثمينة لتعزيز علاقتنا مع المملكة العربية السعودية بعد زيارة رئيس الوزراء كير ستارمر في ديسمبر الماضي”.
وكشفت الوزيرة البريطانية، عن أنها ستوقّع مذكرة تفاهم مع السعودية لـتعزيز التعاون بين البلدين، مشددة على أهمية المعادن المهمة لأمن بريطانيا القومي، ما يعود بالنفع على نموها الاقتصادي الذي يعدّ الأولوية الأولى للحكومة، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وقالت: “يمكننا تعزيز النمو بشكل أكبر من خلال زيادة الإنتاج المحلي من خلال التعدين والمعالجة المتوسطة، ومن خلال إعادة تدوير المعادن الحيوية، والبناء على الابتكارات الرائدة عالمياً والخبرة الفنية في قطاعي المواد الكيميائية والمعادن لدينا”.
وأشارت إلى أنه “من خلال تطوير العلاقة الاقتصادية مع السعودية، من المهم أن نتمكن من تلبية احتياجاتنا، والمساعدة في تنويع سلاسل توريد المعادن المهمة لدينا”.
وأوضحت: “ستوفر لنا مذكرة التفاهم إطاراً لتعميق التعاون، ونتطلع إلى العمل مع السعودية لتطوير هذا التعاون إلى مشاريع جديدة”.
وستلتقي جونز رجال أعمال سعوديين وشركات دولية ومجموعة من أصحاب المصلحة، مع انفتاحها على الأعمال التجارية، إذ قالت: “مصممون على تقديم الاستثمار في البنية التحتية وسلاسل التوريد لدينا لتحقيق النمو الاقتصادي الذي نحتاج إليه في كل جزء من المملكة المتحدة”.
وأشارت إلى أنه “مع الخطط السعودية الطموحة للمعادن الحيوية في إطار رؤية 2030، واستراتيجية المعادن الحرجة الجديدة في المملكة المتحدة التي ستأتي في وقت لاحق من هذا العام، يمكننا إقامة علاقات أوثق ودعم طموحات بعضنا بعضاً من خلال الاستثمار في تعدين الليثيوم والقصدير والتنغستن في المملكة المتحدة، وكذلك في معالجة منتصف الطريق للأتربة النادرة”.
وشددت على أن هناك الكثير من الفرص الأخرى للمملكة المتحدة والسعودية، للعمل معاً لتأمين سلاسل التوريد الخاصة بالمملكة، بما في ذلك من خلال مراكز التميز البريطانية، ومشاريع المعادن الحيوية المشتركة، والاستثمار في سلسلة توريد المعادن الحيوية.
الجدير بالذكر، أن بريطانيا بحاجة إلى إمدادات آمنة وطويلة الأمد من المعادن الحيوية، مثل النحاس والليثيوم والنيكل، التي تُستخدم في صناعة الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية كما أنها ضرورية لإنشاء مراكز البيانات التي تساعد في تطوير نظم الذكاء الاصطناعي.
من جانبها، تسعى السعودية، التي تُقدر قيمة مواردها المعدنية غير المستغلة عند 2.5 تريليون دولار، لأن تصبح مركزاً عالمياً رئيسياً لتجارة المعادن الحيوية.
في السياق، أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن المملكة تعمل عن كثب مع جميع الدول العربية، لا سيما تلك التي تمتلك تجارب في قطاع التعدين مثل المغرب والأردن ومصر.
وأوضح أن قطاع التعدين يشكل جزءاً حيوياً من رؤية المملكة، خاصة في ظل توجهات العالم نحو حلول الطاقة المستدامة والتقنيات الحديثة التي تتطلب كميات كبيرة من المعادن.
وأشار إلى أن 16 دولة من “مجموعة العشرين” تشارك في المؤتمر، معرباً عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات ونتائج قابلة للتنفيذ في العام المقبل.
يشار إلى أن مؤتمر التعدين الدولي 2025، يقام بنسخته الرابعة من 14 إلى 16 يناير الحالي، في الرياض، لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه قطاع المعادن، مع تقديم رؤى وحلول مبتكرة تدعم مستقبل الصناعة وتعزز استدامتها.
اقرأ أيضاً: وزير الطاقة السعودي: نخطط لتخصيب اليورانيوم وبيعه