في خطوة تهدف إلى حماية صحة الطلاب، تعمل وزارة التعليم السعودية بالتعاون مع وزارة الصحة على تقليل الأضرار الناتجة عن تناول بعض المأكولات الضارة، وتؤكد الوزارتان على ضرورة الالتزام باللوائح الصحية المتعلقة بالتغذية في المقاصف المدرسية.
ومن هذا المنطلق، قررت وزارة التعليم منع بيع أكثر من 30 صنفاً غذائياً في المقاصف المدرسية، وشملت القائمة أصنافاً عديدة تشكل خطراً على صحة الطلاب، ومن أبرزها المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والمشروبات الرياضية، إضافة إلى الآيس تي والعصائر التي تحتوي على ألوان صناعية.
ويُمنَع أيضاً بيع المرتديلا، الآيس كريم، البسكويت المغطى بالشوكولاتة، الفول السوداني، والحليب المضاف له نكهات مثل الشوكولاتة، فضلاً عن الكرواسون والشيبس، إلى جانب الحلويات ورقائق البطاطس، وتشمل قائمة المحظورات كذلك بيع اللحوم والدواجن، والأسماك المكسوة بفتات الخبز، والسندويتشات المحشوة بالكاسترد والشوكولاتة والتوفي والفانيلا، وأيضاً الآيس كريم، والعلكة، والمايونيز والمخللات.
هذا وطالبت وزارة التعليم بتشغيل المقاصف المدرسية وفقاً للاشتراطات الصحية المعتمدة من قبل «تطوير»، والمواصفات الخليجية المتعلقة بصلاحية المنتجات، وقد جاء ذلك في تعميم أصدرته الوزارة إلى إداراتها، والذي أكدت فيه على ضرورة تنظيم عملية البيع في المقاصف المدرسية من خلال شركات ومؤسسات معتمدة تلتزم بالشروط الصحية.
اقرأ أيضاً: الشركة السعودية للنظم الصحية
وتهدف هذه الإجراءات إلى ضمان توفير بيئة صحية وآمنة لجميع الطلاب في المدارس، وتعزيز الوعي بأهمية التغذية السليمة، كما تسعى الوزارة إلى تقديم خيارات غذائية صحية ومتوازنة في المقاصف المدرسية، مع التأكيد على الالتزام باللوائح الصحية في إعداد وتقديم الوجبات.
وفي هذا الصدد، وجه وكيل وزارة التعليم للشؤون المدرسية، الدكتور محمد الهران، خطاباً إلى إدارات التعليم يتضمن خطة لتشغيل المقاصف المدرسية، موضحاً أن شركة تطوير التعليم القابضة تمكنت من تشغيل مقاصف لعدد 59 مكتباً للتعليم، معظمها في مدارس للبنات.
وطالب الدكتور الهران ضرورة تشغيل بقية المقاصف المدرسية التابعة لمكاتب التعليم الأخرى، مشدداً على التعاقد لمدة عام واحد فقط، ولافتاً إلى أهمية الالتزام بالاشتراطات الصحية المعتمدة من قبل الشركة، والتي تشمل التقيد بالمواصفات الخليجية المتعلقة بصلاحية المنتجات الغذائية وجودة تعبئتها، وشروط النقل والتخزين للأغذية المبردة والمجمدة، إضافة إلى إعداد الطعام في نفس يوم البيع، مع ضرورة وجود رخصة مخصصة وسجل تجاري وشهادة زكاة ودخل.
اقرأ أيضاً: أفضل مطاعم سلطات في الرياض 2024: صحية ولذيذة
من جهة أخرى، حددت الوزارة الأطعمة المسموح ببيعها في المقاصف المدرسية، والتي تشمل الساندويتشات والمعجنات الطازجة والمغلفة من المطاعم المرخصة، إضافة إلى البسكويت السادة بأنواعه، والكعك المغلف آلياً، ورقائق الشيبس الطبيعية، والذرة المغلفة آلياً، كما يُسمح ببيع المكسرات المغلفة آلياً، والتمور الصغيرة المغلفة، والفواكه والخضروات الطازجة، وأي مواد يتم الموافقة عليها من قبل وزير الصحة.
يشار إلى أن إجراءات منع بعض الأطعمة في المقاصف المدرسية تأتي في سياق اتباع أفضل التجارب والممارسات الصحية العالمية، بهدف تعزيز السلوكيات الصحية المتعلقة بالغذاء داخل أسوار المدرسة، وتهدف هذه الخطوات إلى إكساب الطلبة عادات غذائية سليمة من حيث النوعية والكمية، ما يسهم بشكل إيجابي في خلق سلوك غذائي صحي يستمر معهم طوال حياتهم.
إذ يعد تعزيز هذه العادات ضرورياً للوقاية من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، مثل السمنة، والنحافة، وفقر الدم، وغيرها من الأمراض المزمنة، لذا من المهم جداً أن يبتعد الطلبة عن تناول الأصناف الممنوعة بتشجيع من أولياء الأمور والمدرسة، كما يُنصح بعدم إحضار أطعمة غير مسموح بها إلى المدرسة، لضمان تحقيق بيئة غذائية آمنة وصحية تعزز من صحة الطلبة ورفاهيتهم.
إلى جانب ذلك، يجب الحرص على تشجيع الطلاب لتناول وجبة الإفطار في المنزل قبل الذهاب إلى المدرسة، لأن هذه الوجبة تساعد الطلبة على التركيز الذهني وتحسين التحصيل الدراسي، وتحسين عمل الذاكرة والقدرات الإدراكية كالفهم والاستيعاب، والوقاية من السمنة والسكري من النوع الثاني، كما تساعد أجهزة الجسم على العمل بطريقة سليمة ومنظمة خلال اليوم الدراسي.
اقرأ أيضاً: الجمعية السعودية للسكر تنظم المؤتمر الدولي لمستجدات السكري
عموماً، تؤثر الوجبات السريعة والمصنعة بشكل كبير على صحة الأفراد، خاصةً بين الشباب والأطفال، فهضم هذه الأطعمة غير الصحية يتطلب طاقة كبيرة، إذ تحتوي الوجبات السريعة على كميات مرتفعة من الملح والفلفل ومكونات غير صحية أخرى، يصعب على الجسم الصغير هضمها، ما يؤدي إلى تراكمها في الجسم، وبالتالي إعاقة امتصاص العناصر الغذائية الأساسية، ما يؤثر سلباً على الجهاز المناعي.
وتسفر هذه العادات الغذائية الضارة عن ظهور أمراض عديدة خطيرة مرتبطة بالقرن الحادي والعشرين بين الجيل الجديد، ومن ضمن المشاكل الصحية التي قد تنتج عن تناول الوجبات السريعة مشاكل القلب، اختلال توازن الهرمونات، ارتفاع ضغط الدم، وضعف جهاز المناعة، إضافة إلى مشكلات في الكبد والكلى والمعدة.
لذا، فإنّ الوعي بأهمية التغذية الصحية يعد خطوة أساسية نحو تعزيز صحة الأجيال الحالية والقادمة وتفادي المخاطر الصحية المرتبطة بالوجبات السريعة والمصنعة، وهذا ما تسعى إليه المملكة العربية السعودية من خلال وزارة التعليم ووزارة الصحة.
اقرأ أيضاً: تجربة طعام لا مثيل لها: إليك أفضل المطاعم الصحية في الرياض لعام 2024