وافق مجلس الوزراء السعودي على البروتوكول المعدل لمحضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني، وجاء ذلك خلال ترأس الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، أمس، في الرياض.
ويذكر أنه في أبريل 2016، أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز والملك عبدالله الثاني ملك الأردن، بياناً مشتركاً أُعلن فيه عن إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني.
ويهدف المجلس لتنمية العلاقات الاستراتيجية بين السعودية والأردن، وتعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، بالإضافة إلى التشاور والتنسيق السياسي في مختلف القضايا، ويعقد المجلس اجتماعاته بشكل دوري بالتناوب بين البلدين، ويرأس الجانب السعودي في المجلس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حين يرأس الجانب الأردني رئيس الوزراء في مملكة الأردن.
وعقب ذلك، وفي عام 2016 استقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي آنذاك، بقصر اليمامة، وعقدا الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الأردني.
وانطلقت اجتماعات مجلس التنسيق برئاسة بن سلمان، وعمل الطرفان على تطوير العلاقات، ما أسفر عن التوقيع على مذكرة تفاهم بين صندوق الاستثمارات العامة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لإقامة مشروع استثماري تنموي في العقبة.
وتعزيزاً للشراكة عقد الطرفان اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل بين البلدين، ومذكرة التفاهم للتعاون الصناعي بين المملكتين والبرنامج التنفيذي للتعاون بين هيئة الإذاعة والتلفزيون في السعودية ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون في الأردن.
وفي عام 2020 وقعت السعودية والأردن مذكرة تفاهم، نتج منها دراسة جدوى اقتصادية وفنية، تفيد بأن البلدين يمكن أن يتبادلا الطاقة الكهربائية على مرحلتين، بواقع 500 ميغاوات لكل مرحلة، على أن يتم إنشاء الشبكة عبر مسار القريات من الجانب السعودي مع شرق عمان مروراً بالزرقاء بالجانب الأردني.
وتجمع المملكتين علاقة تاريخية، تضرب بجذورها لقرابة 90 عاماً، واتسمت العلاقة بينهما دوماً بالتكامل، وهو ما انعكس على الاتفاقات التي عقدتها الدولتان على مدار التاريخ ما بين تبادل تجاري، ودعم سياسي، وتحالف للتأثير في القضايا الإقليمية.
وبدأت المعاهدات السعودية – الأردنية في عام 1933 حينما تواصل كل من الملك عبدالعزيز آل سعود والأمير عبدالله بن الحسين عبر برقيتين، أبديا فيهما الرغبة في بناء علاقات تعاونية وشراكة مبنية على الاعتراف المتبادل.
وسرعان ما تواصلت المملكتان، وعقدتا معاهدة تعزيز صداقة وحسن جوار وتنظيم للحدود، أعقبها تعميق كبير للعلاقات، عبر زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد إلى شرق الأردن عام 1935، وتفقد خلالها مختلف مناطق شرق الأردن.
وامتد التعاون السعودي – الأردني أيضاً إلى دعم القضايا الإقليمية، كما تشاركتا في توقيع تأسيس الجامعة العربية.
وتوالت الزيارات المتبادلة بين المملكتين حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إذ زار الأردن في عام 2017، وجرى خلالها بحضور الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك الأردن، توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية وعقود بين حكومتي البلدين.
اقرأ أيضاً: الشراكة السعودية البريطانية تثمر عن 79 مبادرة اقتصادية