في قلب الرياض، تتحد الدول العربية والإسلامية في قمة استثنائية، رافعةً راية التضامن في مواجهة تصاعد العدوان على غزة ولبنان، فبدعوة من المملكة، يجتمع قادة العالم الإسلامي لتوحيد المواقف ودعم الشعب الفلسطيني، تأكيداً على أن صوت الحق لا يهدأ، وأن النضال من أجل السلام العادل مستمر..
انطلق اليوم الأحد 10 تشرين الثاني/نوفمبر، الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية – الإسلامية الاستثنائية المقرر عقدها في الرياض، بدعوة من المملكة العربية السعودية، لمناقشة تواصل العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، واستعراض تطورات الأوضاع في المنطقة، بهدف تنسيق المواقف بين الدول الأعضاء.
وفي حديثه حول ذلك، أوضح حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، لصحيفة «الشرق الأوسط» أن انعقاد هذه القمة يحمل أهمية استراتيجية كبيرة؛ حيث تبرز التزام السعودية، بصفتها الدولة المستضيفة، إلى جانب دعم كافة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لدعم الشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضاً: بن فرحان: لن نتوانى عن وقف النار بغزة ولبنان
وأشار الأمين العام إلى أن اللجنة الوزارية العربية – الإسلامية المشتركة المنبثقة عن القمة السابقة، نجحت في تحقيق تقدم في المحافل الدولية، إذ جرى توسيع الاعتراف بدولة فلسطين، والضغط لاستصدار قرارات من مجلس الأمن والجمعية العامة لإدانة العدوان الإسرائيلي والمطالبة بوقفه، محذراً من خطر تحول المنطقة إلى حرب شاملة مع استمرار العدوان الإسرائيلي وتوسيع الصراع ليشمل الأراضي اللبنانية وأماكن أخرى، مؤكداً أهمية دعم القمة للسلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على أن القمة الاستثنائية في الرياض تسلط الضوء على أهمية التضامن الإسلامي، وتعزز التنسيق بين الدول الأعضاء لإيصال صوتها الموحد في المحافل الدولية، وحث المجتمع الدولي على التصدي للعدوان الإسرائيلي المتواصل، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومساءلة الاحتلال ودعم حل الدولتين.
وخلال كلامه، أضاف طه أن اللجنة الوزارية المشتركة، التي تأسست عقب قمة الرياض السابقة، تمكنت من توسيع الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، مؤكداً استمرار الجهود لحشد التأييد لوقف العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن المنظمة تبذل جهوداً سياسية، قانونية، إنسانية، وإعلامية في إطار تنفيذ القرارات الصادرة عن القمة العربية – الإسلامية السابقة بشأن العدوان الإسرائيلي، وقد عُقدت اجتماعات عدة لتنسيق المواقف واتخاذ إجراءات عملية.
اقرأ أيضاً: الدور المهم الذي قامت به السعودية لوقف الحرب ودعم غزة
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أوضح طه أن الدول الأعضاء قدمت دعماً مالياً وطبيّاً وإنسانيّاً لقطاع غزة، ودعمت ميزانية وكالة «الأونروا» وحكومة دولة فلسطين لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد القانوني، ذكر الأمين العام أن جهود المنظمة مستمرة أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه، والضغط من أجل إنهاء العدوان والاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، مضيفاً أن المرصد القانوني، الذي أُنشئ بتوصية من القمة السابقة، يواصل توثيق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لاستخدامها في قضايا قانونية مستقبلاً.
وفي الجانب الإعلامي، تقوم المنظمة بتوثيق ونشر الانتهاكات الإسرائيلية من خلال مرصدها الإعلامي، الذي يعمل على كشف الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين بإشراف الأمانة العامة ووفقاً لقرارات القمة السابقة.
يشار إلى أن الخطوات المتوقعة من القمة التي ستنطلق يوم غد الاثنين 11 تشرين الثاني/نوفمبر، تهدف إلى متابعة نتائج القمة السابقة وتنسيق المواقف، لاتخاذ إجراءات تحث المجتمع الدولي على وضع حد للجرائم المستمرة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وضمان التزام الكيان الإسرائيلي بالقانون الدولي، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك الفتوى الأخيرة لمحكمة العدل الدولية.
هذا وحذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي من خطورة المحاولات الإسرائيلية لتوسيع الصراع إلى حرب شاملة، مشيراً إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، مسؤولياته في تنفيذ قراراته ذات الصلة، ودعم مسار سياسي يعزز السلام والاستقرار في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
اقرأ أيضاً: أول اجتماعات التحالف الدولي لحل الدولتين باستضافة السعودية