تستعد الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) يوم غد لإطلاق المرحلة النهائية من منافسات تحدي علام بمشاركة 200 فريق متنافس تضم 800 متسابق من 17 دولة حول العالم.
وتأتي المسابقة بالتعاون بين الهيئة والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرون، لبناء وتطوير القدرات الوطنية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام في فندق الكراون بلازا بالمدينة الرقمية بالرياض، بمشاركة أكثر من 50 مرشداً وأكثر من 40 محكّماً من خبراء ومتخصصي الذكاء الاصطناعي واللغة العربية، لتقييم المشاريع المشاركة وتحويلها لمشاريع قائمة على الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية في مختلف المجالات.
وكانت سدايا أطلقت في شهر يوليو الماضي تحدي علام الذي يهدف لخدمة اللغة العربية من خلال تطوير وتحسين النماذج اللغوية الكبيرة LLM باستخدام نموذج علاّم في تطوير: نموذج لكتابة وفهم الشعر العربي، نموذج ذكاء اصطناعي لإعراب الجمل العربية، نموذج يساعد الأطفال على تعلم اللغة العربية، ونموذج ذكاء اصطناعي لمحاكاة وعمل حوار مع شخصية عربية أو محاكاة أسلوب الكتابة لهذه الشخصية.
الهيئة حددت شروط التقدم للمسابقة بأن تكون الفكرة قابلة للتطبيق في النماذج اللغوية الكبيرة، وألا تقل أعمار المشاركين عن 18 سنة، وألا يقل الفريق عن شخصين ولا يزيد عن 4 أشخاص، على أن تكون جائزة المركز الأول 500 ألف ريال سعودي، والمركز الثاني 300 ألف، وفي حين تبلغ جائزة المركز الثالث 200 ألف ريال سعودي.
ويمكن التحدي المتسابقين من الاستفادة من فرص التدريب وورش العمل التي يجريها خبراء في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي والمختصين في مجال الأدب والشعر.
اقرأ أيضاً: سدايا تطلق المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي
ونموذج علام هو نموذج وطني يمكن المستخدمين من كتابة النصوص أو تسجيل الاستفسار بشكل صوتي، ويقوم بمعالجة المدخلات والإجابة عن الاستفسارات بشكل نصي أو صوتي، وتم إدراجه ضمن منصة watsonx التابعة لشركةIBM، كأحد أبرز النماذج اللغوية للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يفيد الناطقين باللغة العربية، وذلك بتوظيف من خبرات 400 متخصص في مختلف المجالات، مع أكثر من 160 جهة حكومية شاركت في بناء أكبر مجموعة بيانات عربية في العالم شملت أكثر من 500 مليار وحدة نصية عربية.
وسدايا هي الجهة المختصة في المملكة بالبيانات والذكاء الاصطناعي، والمرجع الوطني لكل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل، وتهدف إلى حوكمة البيانات والذكاء الاصطناعي، وتوفير الإمكانات المتعلقة بهما وتعزيزها بالابتكار المتواصل، بما يسهم بالارتقاء بالمملكة في الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء.
وفازت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة لعام 2024 عن فئة المؤسسات، لإسهاماتها في خدمة اللغة العربية من خلال تطوير نماذج لغوية في المملكة، والتي كان أبرزها إطلاق مؤشر بلسم لتقييم وقياس نماذج اللغة العربية في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي، وإعداد معجم البيانات والذكاء الاصطناعي لجمع أهم المصطلحات التقنية المتعلقة بالبيانات والذكاء الاصطناعي باللغتين العربية والإنجليزية.
إضافة إلى تحدي علام، أطلقت الهيئة نظام صوتك الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحويل الكلام إلى نصوص باللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية، إضافة إلى نشر مجموعة تقارير ودراسات تغني المحتوى العربي بمفاهيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
اقرأ أيضاً: نموذج MiniGPT-Med من سدايا وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للمساعدة في التشخيص الإشعاعي
كما قدمت سدايا برامج مخصصة للمعلمين والمعلمات في التعليم العام، تهدف لتطوير معرفتهم تجاه تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي وتزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من توريث هذه المعرفة للطلاب والطالبات، إذ تم تدريب أكثر من 11 ألف معلم ومعلمة على هذه التقنيات.
أما برنامج (مبرمجي ذكاء المستقبل) فقد كان لتدريب ألفي معلم ومعلمة من معلمي الحاسب الآلي على مبادئ الذكاء الاصطناعي، من خلال أكثر من 50 ألف ساعة تدريب، وأكثر من 10 آلاف ساعة تجربة بإشراف مختصين في البيانات والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى برنامج (ساعة الذكاء الاصطناعي) الموجه لتدريب الطلاب والطالبات حول مفاهيم الذكاء الاصطناعي، إذ بلغ عدد المستفيدين منه 575 ألف طالب وطالبة، بمشاركة 9700 معلم ومعلمة، وذلك لتحضير الطلاب للالتحاق بأولمبياد “أذكى”.
يذكر أن المملكة العربية السعودية حققت المركز 14عالمياً والأولى عربياً في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي المعتمد من منظمة الأمم المتحدة، إضافة إلى تصدر المركز الأول عالمياً في معيار الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، والسابع عالمياً في معيار التجارة بالذكاء الاصطناعي.