انطلقت منافسة سباق الهجن للراكب البشري للرجال والنساء، في مدينة الطائف ضمن فعاليات مهرجان ولي العهد للهجن، في نسخته السادسة من خلال ستة أشواط بمشاركة 123 هجاناً، و13 دولة، بجوائز تصل قيمتها إلى 930 ألف ريال.
وفي تصريح للمتحدث الرسمي لسباقات الهجن مرضي الخمعلي، أكد أن هناك إقبال كبير على سباق الهجن هذا العام، وخاصة لرؤية سيارة راكب الهجن الذي أعاده الاتحاد السعودي للهجن بطريقة أكثر تنظيم.
كما أشار أن أعداد المشاركين هذا العام تزايد في سباق الهجن، إذ وصل عدد السيدات المشاركات إلى 20 مشاركة، بينما لم يتجاوز عددهنّ السنة الماضية ثلاثة، إضافةً إلى مشاركة عدد من السيدات من دول الخليج والدول الأوروبية.
وفي ظل حديثه عن القوانين المطبقة على الراكب الآلي في سباق الهجن، أكد الخمعلي أنه يجب أن يتجاوز المشارك سن 18، وأن يتجاوز الدورات التدريبية التي يحصل بعد تجاوزها على بطاقة الهجان، إضافةً إلى الكشف الطبي الذي يعتبر نقطة أساسية في الدخول في سباق الهجن.
كما أشار إلى ضرورة أن يكون الهجن المشارك من نوع هجن السباقات، وأن يكون لديه سجل رسمي في الاتحاد السعودي من خلال الشريحة التي توضع فيها التي تحمل اسم الهجن واسم المالك ونوعها.
ولفت النظر أن سباق الهجن انطلق منذ زمن إلا أنه اليوم أكثر تنظيماً، ويتم في جميع المهرجانات، مثل مهرجان سمو ولي العهد الذي يعد نقطة انطلاق الموسم، ومهرجان خادم الحرمين الشريفين، والسباقات التي يقيمها الاتحاد السعودي للهجن مثل كأس وزارة الرياضة، وكأس اللجنة الأولمبية، بالإضافةً إلى سباق الألعاب الأولمبية السنوي.
اقرأ أيضاً: انطلاق مهرجان ولي العهد للهجن في الطائف بنسخته السادسة
ويتم تقسيم المبلغ المرصود للجوائز ابتداءً من المركز الأول الذي يحصل على 50 ألف ريال، وتتدرج الجوائز حتى المركز العاشر.
ويتميز الهجن المشارك في السباق بأنها أصيلة، من السلالات العربية المؤصلة، التي تتصف بالجري السريع، إذ تصل سرعة الإبل إلى 65 كيلومتر في الساعة، كما تتصف بأنها ذات سنام واحد، ورقبة طويلة، وأرجل وأكتاف قوية، كما يجب أن يصل وزنها بين 500 إلى 600 كيلو، إضافةً إلى تميزها بنحافة الجسم وخفة الحركة والاستجابة للتدريب، كما يدعى راكب الهجن الرائض أو الفارس، أو القّيّاس أو المقّاوس.
ويتم تدريب الهجن بطريقة خاصة، فتدريبها يحتاج إلى الصبر والخبرة الكبيرة في فهم الطبيعة الخاصة بها وبالسباق، إذ يتم اختيار الهجن المناسب الذي يتمتع بشروط الصحة العامة للهجن، ويتم تغذيته بالكمية والنوعية المناسبة له، كما يوجد برنامج تدريب منوع يتضمن الركض والمشي، إضافةً إلى التدريب على مضمار السباق، وتطوير المهارات الرياضية للهجن، والتعرف على البيئة السباقية، والتدريب على الالتزام بالقواعد العامة للصحة، والتعامل الإيجابي مع الهجن.
انطلاقاً من الاهتمام الكبير برياضة الهجن، قامت المملكة العربية السعودية بإطلاق منصة إلكترونية بعنوان “وثقّها” تهدف إلى حفظ سلالات الإبل وتوثيقها، عبر الاستعانة بالحمض النووي لها ومنحها بكاقة شخصية.
كما دخلت السعودية لأول مرة كتاب غينيس منذ خمس سنوات بأكبر عدد من الإبل المنافسة، التي زاد عددها على الثلاثة عشر ألفاً.
يستخدم في سباق الهجن رجال آليون بدلاً من الأطفال، إذ كان يُفرض على الأطفال نظاماً غذائياً قاسياً حتى لا يزيد وزنهم وبالتالي يؤثر على حركة الإبل، إلا أنه التغت هذه العادة بعد التحرك من قبل منظمة حقوق الطفل للحفاظ على صحة الأطفال ونموهم الفكري والبدني.
ويندرج سباق الهجن ضمن التراث العربي الأصيل، فهي رياضة موجوة منذ عصر الجاهلية، ومنتشرة في مصر وشبه الجزيرة العربية، كما كانت الجمال لا تشتهر فقط كوسيلة نقل فقط قديماً، إنما كانت وسيلة لإظهار رفاهية الشعوب، وأصبحت الآن وسيلة لجذب السياح، إضافةً إلى أنها هواية محببة لدى أهل تلك المناطق.
اقرأ أيضاً: كنوز السعودية في مهرجان البندقية