استضافت إسبانيا اجتماعاً رفيع المستوى، الجمعة، بمشاركة عدد من الدول الإسلامية والأوروبية لبحث سبل إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة.
ودعا الاجتماع الوزاري حول القضية الفلسطينية، الذي انعقد بمدينة مدريد، جميع الأطراف وأعضاء الأمم المتحدة للانضمام إلى الاجتماع الموسع حول “الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كمسار لتحقيق السلام العادل والشامل”، وذلك على هامش الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر الحالي.
وطالب البيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع، بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية المحتلة من غزة ومن بينها محور فيلادلفيا، وإعادة السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وبقية الحدود.
وطالب البيان بضرورة الالتزام المشترك بتنفيذ حل الدولتين، كونه السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين، واستنكر التصعيد الخطير في الضفة الغربية وطالب بوقف فوري للهجمات العسكرية ضد الفلسطينيين، كما استنكر الإجراءات الإسرائيلية الأحادية غير القانونية، والمستوطنات وعمليات التهجير القسري وعدها تقويضاً للسلم والأمن الدوليين.
وطالب بتحقيق سلام عادل ودائم يلبي حقوق الشعب الفلسطيني ويعزز الاستقرار والأمن والسلام والتعاون، كما طالب بالتنفيذ الموثوق وغير القابل للتراجع لحل الدولتين، وفقاً للقانون الدولي والمعايير المتفق عليها ومن بينها مبادرة السلام العربية.
ووصل الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الخميس، إلى العاصمة الإسبانية مدريد، للمشاركة في الاجتماع الوزاري للتنسيق حول أوضاع غزة، وخطوات تنفيذ حل الدولتين، والتحضير للحدث رفيع المستوى بهذا الشأن، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الــ79.
وبالإضافة إلى وفد اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن التطورات في قطاع غزة، برئاسة الأمير فيصل بن فرحان، وبحضور رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية الدكتور محمد مصطفى، و نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، ووزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبد العاطي، ووزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، ووزير الدولة بوزارة خارجية دولة قطر الدكتور محمد الخليفي، شارك في الاجتماع بشأن تطورات غزة، وزيرا خارجية النرويج وسلوفينيا، ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وفي وقت سابق الجمعة، دعت إسبانيا المجتمع الدولي إلى وضع جدول زمني واضح لتنفيذ حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، للصحافيين: “نجتمع من أجل بذل جهد آخر لإنهاء الحرب في غزة، وإيجاد مخرج من دوامة العنف التي لا تنتهي بين الفلسطينيين والإسرائيليين… إن المسار واضح. تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد”.
وذكر ألباريس أن هناك “استعداداً واضحاً” بين المشاركين، الذين لا يشملون إسرائيل، “للانتقال من مرحلة الأقوال إلى الأفعال والتقدم نحو جدول زمني واضح للتنفيذ الفعلي” لحل الدولتين بدءاً بانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة.
وقال ألباريس إنه لم تتم دعوة إسرائيل لأنها ليست جزءاً من مجموعة الاتصال، مضيفاً: “سنكون سعداء برؤية إسرائيل على أي طاولة تتم عليها مناقشة السلام وحل الدولتين”.
واعترفت إسبانيا والنرويج وآيرلندا رسمياً في 28 مايو بدولة فلسطينية موحدة تحكمها السلطة الفلسطينية، وتضم قطاع غزة والضفة الغربية، وتكون عاصمتها القدس الشرقية، وبتلك الاعترافات أصبح عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تعترف بالدولة الفلسطينية 146 دولة من إجمالي 193 دولة.
ووصف رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيث، مراراً التعايش بين دولتين تتمتعان بالسيادة على أراضي فلسطين، بمسار السلام الوحيد القابل للتطبيق في المنطقة.
وجدير بالذكر، أنه جرى طرح حل الدولتين في مؤتمر مدريد 1991 واتفاقيات أوسلو في 1993 و1995، لكن عملية السلام متوقفة منذ سنوات.
وبعد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، اكتسب البحث عن حل سلمي أهمية من جديد في حلقة هي الأكثر دموية في الصراع، فضلاً عن تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة.
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ حرب عام 1967، وزاد التوسع في بناء المستوطنات اليهودية في المنطقة منذ ذلك الحين من تعقيد القضية، وضمت إسرائيل القدس الشرقية عام 1980 في خطوة لم تحظ باعتراف دولي.
اقرأ أيضاً: لقاء سعودي ألماني لبحث ملف غزة والأوضاع الإقليمية