في قلب المشهد الإقليمي المليء بالتحديات، تتصدر السعودية المشهد كوسيط فاعل يُسهم في صياغة حلول تعزز الأمن والاستقرار، فلقاء الأمير خالد بن سلمان بقائد الجيش اللبناني ليس مجرد اجتماع ثنائي، بل حلقة جديدة في سلسلة جهود دؤوبة تهدف إلى تعزيز السلام في لبنان والمنطقة بأسرها.. إليكم التفاصيل!
ناقش الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، مع العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني، آخر مستجدات الأوضاع في لبنان والجهود المبذولة لمعالجتها.
وخلال اجتماعهما في الرياض، استعرض الطرفان العلاقات الثنائية بين المملكة ولبنان، خاصةً في المجالين العسكري والدفاعي، وشهد اللقاء حضور الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، مستشار وزير الخارجية السعودي للشأن اللبناني، وهشام بن سيف، مدير عام مكتب وزير الدفاع. ومن الجانب اللبناني، شارك العميد الركن عماد خريش، مدير مكتب قائد الجيش.
وفي وقت سابق، كانت قد رحبت المملكة العربية السعودية بقرار وقف إطلاق النار في لبنان، وأشادت عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية بالجهود الدولية التي ساهمت في تحقيق هذا التوقف، كما أعربت المملكة عن أملها في أن يسهم هذا القرار في تنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، مما يعزز سيادة لبنان وأمنه واستقراره، ويدعم عودة النازحين إلى ديارهم بسلام وأمان.
اقرأ أيضاً: السعودية ترحّب بوقف إطلاق النار في لبنان وهذه بنود الاتفاق
من جهتها، أكدت منظمة التعاون الإسلامي أهمية التزام جميع الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، مشددة على ضرورة التنفيذ الكامل لجميع بنود قرار مجلس الأمن رقم 1701، وفي هذا الإطار، أعرب الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، عن دعم المنظمة لاستقرار لبنان وسيادته على أراضيه، داعياً إلى تقديم المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات المتضررين، وتسهيل عودة النازحين، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
كما عبر طه عن أمله في أن يكون هذا الاتفاق خطوة نحو إنهاء العدوان على قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعياً إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بما يضمن تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
اقرا أيضاً: بن فرحان: لن نتوانى عن وقف النار بغزة ولبنان
وفي لبنان، تلقى رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي جو بايدن، تناول التطورات الأخيرة وقرار وقف إطلاق النار، وخلال المكالمة، أعرب ميقاتي عن شكره للولايات المتحدة على دعمها المستمر للبنان، مشيداً بجهود الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين التي أسهمت في تحقيق الاتفاق.
وأكد ميقاتي أن الاتفاق يمثل خطوة مهمة نحو استعادة الهدوء والاستقرار في لبنان، وتسريع عودة النازحين إلى مناطقهم. كما شدد على التزام الحكومة اللبنانية بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، وتعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب، داعياً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، ومطالباً الكيان الإسرائيلي بالالتزام التام بوقف إطلاق النار والانسحاب من جميع الأراضي المحتلة.
وفي وقت لاحق، أعلنت فرنسا والولايات المتحدة، في بيان مشترك، التزامهما بدعم الجهود الدولية لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، وتقديم الدعم الاقتصادي للبنان بهدف تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
أمّا بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار، فقد نشرت وسائل الإعلام بنوده التي تضمنت 13 نقطة رئيسية، وتشمل هذه النقاط التزام «حزب الله» والجماعات المسلحة بعدم تنفيذ أي أعمال هجومية ضد الكيان الإسرائيلي، وفي المقابل التزام الكيان الإسرائيلي بعدم القيام بعمليات عسكرية ضد لبنان، إضافةً إلى تدابير أخرى تهدف لضمان تنفيذ القرار وتعزيز الاستقرار على الحدود.
اقرأ أيضاً: بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله.. أي دور ينتظر السعودية في لبنان؟