بجدول أعمال مزدحم وقضايا لا تحتمل التأجيل، حطّ وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان رحاله في نيويورك مستعداً لطرح رؤية المملكة حول أبرز التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
ومن بين القضايا العديدة التي ستطرح، يبرز الملف الفلسطيني كأحد أبرز الملفات لدى الجانب السعودي، إذ تسعى السعودية لتحقيق حل دائم وشامل يعيد الحقوق ويؤسس لسلام مستقر في المنطقة استناداً إلى مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الشأن.
اقرأ أيضاً: حل الدولتين محور لقاء سعودي إسباني بمدريد
وفي التفاصيل، وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله يوم أمس الجمعة 20 أيلول/سبتمبر إلى نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على رأس وفد المملكة المشارك في الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين، والتي ستتناول أبرز القضايا الدولية والإقليمية.
يضم الوفد الرسمي السعودي، الأميرة ريما بنت بندر، وهي السفيرة السعودية في الولايات المتحدة، وعادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية والمبعوث الخاص للمناخ، والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة، والمهندس عبد الله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، وفيصل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط، والدكتور عبد الله الربيعة مستشار الديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، والدكتور عبد الرحمن الرسي وكيل وزارة الخارجية للشؤون المتعددة الأطراف، إلى جانب الدكتور عبد العزيز الواصل المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يشارك الأمير فيصل وأعضاء الوفد في سلسلة من الاجتماعات الرسمية التي تركز على تعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف، ومناقشة المستجدات الإقليمية والدولية، ومواصلة الجهود لترسيخ الأمن والسلم العالميين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما سيجري الوفد لقاءات ثنائية مع ممثلي الدول ومسؤولي المنظمات الدولية.
اقرأ أيضاً: حل الدولتين يعود للواجهة
وقبل حوالي أسبوع، كان قد أكّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس عزمهما على المشاركة في الاجتماع رفيع المستوى المقرر عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة لمتابعة تنفيذ خطوات «حل الدولتين»، مشدّدين على أهمية إيجاد حلول سياسية لوقف التصعيد وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وعلى هامش اجتماع وزاري في مدريد، بحث الوزيران تطورات الوضع في غزة، وتمحور اللقاء حول تنسيق الجهود المشتركة لدعم «حل الدولتين» كإطار لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وهو ما تدعمه كل من السعودية وإسبانيا ضمن جهود المجتمع الدولي.
فيما اختُتم الاجتماع الوزاري في مدريد بالدعوة إلى اجتماع موسع حول «الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين» بالتزامن مع انعقاد الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 أيلول/سبتمبر الحالي.
وفي بيان مشترك صدر عقب الاجتماع، أكّد المجتمعون على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وتسليم السلطة الفلسطينية السيطرة على معبر رفح وحدود غزة، وشدّد البيان أيضاً على الالتزام بـ «حل الدولتين» كسبيل لتحقيق سلام مستدام، وأدان التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، مطالباً بوقف الهجمات العسكرية ضد الفلسطينيين، واعتبار الاستيطان وعمليات التهجير تهديدات للأمن والسلم الدوليين.
اقرأ أيضاً: غزة تتصدر ملفات اجتماع وزاري سعودي
لاحقاً لذلك، رحّبت المملكة باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بشأن «إنهاء الاحتلال غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، والذي صَوّت عليه خلال الدورة الاستثنائية الطارئة.
كما أكدت وزارة الخارجية السعودية على أهمية اتخاذ خطوات عملية تضمن الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، استناداً إلى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن للشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ختاماً، يأمل المراقبون لمجمل هذا النشاط السياسي المرتبط بالأوضاع في غزّة وبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بأن يثمر وينهي دوامة الحرب والدم المستمرة منذ حوالي عام في طورها الأخير، والممتدة بالأصل لعقود مضت، فيما يأتي هذا النشاط بظل أوضاع متوترة على الجبهة اللبنانية إثر العمليات الإسرائيلية ضدّ عناصر «حزب الله» في الجنوب اللبناني، والتي قام الكيان خلالها بتفجير أجهزة لاسلكية من فئات متنوعة بعناصر من الحزب، والتي جرح فيها الآلاف، وراح ضحيتها العشرات.
اقرأ أيضاً: بمشاركة السعودية اجتماع مدريد يبحث إنهاء الحرب في غزة