أفادت مصادر مطلعة أن بورصة لندن للمعادن تتجه إلى إدراج ميناء جدة الإسلامي كمركز جديد لتسليم الألمنيوم، لينضم إلى مراكز تسليم أخرى موجودة في نيويورك وشنغهاي ولندن.
وكشفت المصادر أن هذا التوجه من قبل بورصات عالمية، في مقدمتها بورصة لندن للمعادن لإدراج ميناء جدة كمركز لتسليم الألمنيوم، يعزز من جاذبية السعودية كوجهة استثمارية للبورصات العالمية ويضع الميناء ضمن المنصات العالمية الخاصة بتخزين المعادن التي يتم تداولها عالمياً ويجعله مركز توزيع عالمي.
ونقلت الصحيفة عن محمود الديلمي الأمين العام للمجلس الخليجي للألمنيوم قوله: إن اعتماد مركز جديد لتسليم الألمنيوم الخام في ميناء سعودي أو خليجي أمر وارد في حال كان من وراء الخطوة جدوى اقتصادية وتجارية للشركات التي تقوم بتأجير مخازن أنشئت لتخزين الألمنيوم كمواد خام أولية، على الشركات المؤجر لها بغرض التخزين قبل المتاجرة بالمعدن في بورصة لندن.
وأشار لوجود شركات ومؤسسات مالية عالمية تقوم بتخزين الألمنيوم كمواد خام أولية في عدد من مراكز التسليم المتعمدة من بورصة لندن للمعادن.
وكشف الديلمي أن أغلب شركات الخليج تنتج الألمنيوم لاستخدامات محددة ولعدد من العملاء الدوليين، حسب طلبات متفق عليها وفق مدد زمنية محددة للتسليم المباشر، لذا فالشركات غير مضطرة لتخزين إنتاجها كمادة خام أولية في مخازن معدة في مراكز التسليم لهذه الغرض.
كما أوضح أن شركات الألمنيوم الخليجية تتعامل مع عملاء من دول الشرق الأقصى مثل الهند وتركيا، مستفيدة من قربها من أسواق هذه الدول، لذا فهي، ليست بحاجة إلى تخزين منتجاتها من الألمنيوم.
ويشكل إنتاج دول الخليج من الألمنيوم 10 % من حجم الإنتاج العالمي البالغ 64 مليون طن سنوياً، حيث تصدر الشركات الخليجية 3.8 مليون طن سنوياً، أي 60 % من إنتاجها الإجمالي من الألمنيوم البالغ 6.3 مليون طن متري.
وتستثمر الشركات الخليجية 58 مليار دولار في قطاع الألمنيوم، فيما تقدر صادرات دول الخليج من الألمنيوم إلى أوروبا ما بين 600 و650 ألف طن متري سنوياً، وتعد من أكبر المصدرين للأسواق الأوروبية.
وأشار الديلمي إلى استفادة شركات روسية وأوروبية وأمريكية وبقية شركات عالمية أخرى من الخطوة في حال الإعلان عنها رسمياً.
وأوضح أن مخازن الألمنيوم عادة ما تكون مملوكة لشركات عالمية موزعة في مراكز عالمية معتمدة لتسليم الألمنيوم كمادة خام أولية من ثم التعامل تجارياً كمنتج نقي يتم يتداوله في بورصة لندن.
وذكر أن المصارف والمؤسسات المالية العالمية تلجأ لتخزين الألمنيوم كمادة خام عند انخفاض سعره عالمياً، وتداوله تجارياً في التعاملات اليومية عند تحسن أسعاره، ما يحقق لها عوائد وأرباح مجزية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الشركات المؤجرة للمخازن.
وبحسب المصادر، تعزز الخطوة في حال الإعلان عنها رسمياً، مكانة السعودية في سلسلة توريد المعادن العالمية وجذب مزيد من المستثمرين في قطاع التعدين، للاستفادة من خفض تكاليف النقل والتخزين للمعادن.
وكانت بورصة لندن للمعادن قد اعتمدت نهاية يوليو الماضي، ميناء جدة كنقطة تسليم وتخزين للنحاس والزنك.
وفي فبراير الماضي، كشف وزير الصناعة السعودي بندر الخريف، عن اتفاق مع بورصة لندن للمعادن (London Metal Exchange) لإقامة مستودعات للمعادن لها في المملكة، لتكون السعودية أحد أهم مناطق تسليم تجارة المعادن.
وتخطط السعودية لبرنامج طموح للتنمية الصناعية واللوجستية، ضمن رؤية 2030 الإصلاحية الأوسع نطاقاً، التي تستهدف جعل السعودية كياناً عالمياً رئيساً في قطاعات الطاقة والتعدين والخدمات اللوجستية والصناعة.
وتعد بورصة لندن واحدة من أكبر وأقدم بورصات تداول المعادن بالعالم، وتشكل المركز العالمي لتجارة المعادن، التي من بينها النحاس والزنك والألمنيوم وغيرها من المعادن الصناعية الأخرى.
وعادة تقع المستودعات المسجلة في بورصة لندن للمعادن في مناطق الاستهلاك الصافي للمعادن أو مراكز النقل الرئيسة مثل روتردام.
اقرأ أيضاً: السعودية ثاني أفضل وجهة للعمالة الوافدة في 2024