بين الأصالة والعصرية.. كيف صمّمت «طيران الرياض» مقصوراتها الجديدة؟

كشفت شركة طيران الرياض، الناقل الجوي الجديد للمملكة وإحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، عن التصاميم المبتكرة لمقصورة أسطول طائراتها من طراز بوينج 787-9 دريملاينر، والتي تستعد للانطلاق في أواخر العالم الحالي 2025، في خطوة تعكس طموح المملكة نحو الريادة في عالم الطيران.

طيران الرياض.. رفاهية بلا حدود

تمثل التصاميم الجديدة، التي تم الكشف عنها لأول مرة يوم السبت الماضي، نقلة نوعية في تجربة السفر الجوي، إذ تجمع بين الفخامة والراحة والتكنولوجيا الحديثة في آنٍ واحد.

وقد أوضح الرئيس التنفيذي لطيران الرياض، توني دوغلاس، أن تصميم المقصورات تم بعناية فائقة لتوفير أعلى درجات الراحة والمتعة، وقال: «من الأقمشة الفاخرة التي تغلّف المقاعد إلى أنظمة الترفيه المتطورة، كل تفصيلة اختيرت بعناية لتجعل من كل رحلة تجربة فريدة من نوعها».

وفي لقاء خاص مع منصة Skift عُقد في الرياض، كشف دوغلاس، عن كواليس العمل على التصميم الداخلي لطائرات الشركة، إذ بيّن أن الكشف الرسمي عن هذه التصاميم لم يكن وليد اللحظة، بل جاء ثمرة عمل سرّي امتدّ على مدار 18 شهراً، بالتعاون مع وكالة التصميم البريطانية الرائدة PriestmanGoode.

وأفاد بأن المقصورة الجديدة للطائرة ستضم أربعة أنواع من المقاعد التي تلبّي تطلعات المسافرين المتنوعة، وتشمل: نخبة رجال الأعمال «إيليت»، درجة رجال الأعمال، الدرجة الاقتصادية، الدرجة الاقتصادية الممتازة.

اقرأ أيضاً: مطار ملهم يدخل خدمة الطيران العام في السعودية مواكباً لرؤية 2030

• نخبة رجال الأعمال ودرجة رجال الأعمال

تتربع مقاعد «Safran Unity» الفاخرة في مقدمة الطائرة، ضمن درجتي نخبة رجال الأعمال «إيليت» ودرجة رجال الأعمال، بتوزيع ذكي على شكل 1-2-1، وتوفر أسرّة مسطحة بالكامل بطول 78 بوصة وعرض 22.5 بوصة، مع جدران تحيط كل مقعد بارتفاع 52 بوصة وأبواب منزلقة تمنح المسافرين خصوصيتهم الكاملة.

ولنخبة رجال الأعمال تصميم حصري يضمّ أربعة مقاعد فقط، بينها مقاعد الصف الأمامي الأوسط التي تتحول إلى سرير مزدوج، بينما تضمّ درجة رجال الأعمال 24 مقعداً، وتقدّم خيار فواصل خصوصية قابلة للتعديل للمقاعد الوسطى، لتناسب الأفراد أو الأزواج.

• الدرجة الاقتصادية الممتازة

تضمّ هذه المقصورة 39 مقعداً بتوزيع 2-3-2، وتوفر للركاب مساحة واسعة بين المقاعد تبلغ 38 بوصة، مع عرض مريح يصل إلى 19.2 بوصة، والمقاعد هنا من طراز Recaro PL3530، نفس الطراز المستخدم لدى طيران الإمارات، لكن مع تحسينات خاصة في المواد والتفاصيل، إذ تتميز بأجنحة رأسية للخصوصية، مساحة تخزين إضافية، طاولة جانبية قابلة للتوسيع، ومسند للساق.

وتعليقاً على ذلك يقول دوغلاس: «سألنا أنفسنا: كيف نجعل الدرجة الاقتصادية الممتازة لدينا أفضل من درجة رجال الأعمال في أمريكا الشمالية وأوروبا؟ فكان الجواب في الطاولة، المواد، اللمسات الذهبية، والإحساس العام بالفخامة».

• الدرجة الاقتصادية

أما مقصورة الدرجة الاقتصادية، فتضمّ 223 مقعداُ بتوزيع 3-3-3، بمسافة 31 بوصة بين المقاعد وعرض 17.2 بوصة، لكنها ليست مقاعد عادية، فقد وقع الاختيار على طراز Recaro R3 المتميز، لتقديم تجربة تتجاوز ما تقدمه بعض شركات الطيران في الدرجة الاقتصادية الممتازة.

ومن مزايا المقاعد أنها مزوّدة بمساند رأس قابلة للتعديل في ستة اتجاهات، لتمنح المسافر راحة كبيرة في رحلات طويلة.

وعلّق دوغلاس: «أردنا أن نأخذ المقعد الأكثر راحة في السوق، ونصممه بشكل يشعر الراكب أنه في مستوى أعلى من الدرجة الاقتصادية المميزة”.

اقرأ أيضاً: المطارات السعودية تحلّق عالمياً في تصنيف «سكاي تراكس» 2025

تصميم سعودي ينبض بالعصرية

وفي تعليقه على التصميم الداخلي المميز لطائراتها، أكد الرئيس التنفيذي لشركة طيران الرياض أن المقصورات الجديدة تدمج بين الهوية السعودية الأصيلة والعصرية، لتمنح المسافرين تجربة تعبق بالأناقة والخصوصية.

إذ يزيّن لون الخزامى مقاعد الدرجة الاقتصادية، ويضيف لمسة من الهدوء والرقي، بينما تتلألأ درجات رجال الأعمال والنخبة بلمسات من الذهبي الموكا المعدني، ما يمنحها فخامة راقية تنبض بالذوق الرفيع.

تجربة رقمية راقية

أما بالنسبة للتجهيزات التكنولوجية داخل مقصورات طائراتها، كشفت شركة طيران الرياض عن تفاصيلها المذهلة التي تضمن لكل راكب تجربة رائعة، مهما كانت درجته.

سيكون هناك شاشات ترفيهية بدقة 4K وتقنية OLED في كل مقعد على متن الطائرة، وفي مقصورة نخبة رجال الأعمال «إيليت»، يحظى المسافرون بشاشات عملاقة بقياس 32 بوصة، أما درجة رجال الأعمال فتأتي بشاشات بحجم 22 بوصة، وتُجهّز الدرجة الاقتصادية الممتازة بشاشات قياس 15.6 بوصة، في حين يحصل ركاب الدرجة الاقتصادية على شاشات بقياس 13.4 بوصة.

إلى جانب ذلك، تعاونت «طيران الرياض» مع العلامة الفرنسية الفاخرة «ديفياليه» لتقديم تجربة صوتية وإضاءة مميزة، تشمل هذه التجربة إضاءة مدمجة داخل الأجنحة، إضافة إلى مكبرات صوت مدمجة داخل مساند الرأس في كل من درجتي رجال الأعمال ونخبة رجال الأعمال، ليقضي المسافرون أوقاتاً مميزة في بيئة تجمع بين الخصوصية والنقاء الصوتي.

ولم تكتفِ الشركة بذلك، بل تعاونت أيضاً مع «باناسونيك» لتقديم منصة تفاعلية ذكية ومرنة، تتيح للمسافر تخصيص تجربته حسب رغبته، بدءاً من المحتوى الترفيهي وحتى إعدادات المقعد والإضاءة، أما الاتصال بالإنترنت، فسيكون مجانياً وعالي السرعة لأعضاء برنامج الولاء في جميع الدرجات، ما يتيح البقاء على اتصال دائم حتى فوق السحاب.

ستكون تجربة الشحن والتوصيل رائعة أيضاً، فجميع مقاعد درجة رجال الأعمال ونخبة رجال الأعمال مزوّدة بمقابس كهربائية، ومنفذي USB-C، ومنفذ USB-A، أما مقاعد الدرجة الاقتصادية الممتازة فتضم أربعة منافذ USB-C، بينما تحتوي مقاعد الدرجة الاقتصادية على منفذين USB-C.

اقرأ أيضاً: مطارات جدة تنوي إطلاق ثلاث مبادرات تكنولوجية

ماذا عن الدرجة الأولى؟

على الرغم من تسليط الضوء في الوقت الحالي على مقصورة نخبة رجال الأعمال باعتبارها قمة الفخامة على متن طائراتها، لم تكشف «طيران الرياض» بعد عن تفاصيل الخدمات الإضافية مثل قوائم الطعام أو الصالات الخاصة، إلا أن الرئيس التنفيذي أشار إلى أن الشركة تدرس إمكانية تقديم درجة أولى حقيقية مستقبلاً على طائراتها من طراز A350 و777X.

وكان قد صرّح بشيء مشابه عام 2023، حين قال إنّ الدرجة الأولى لن تكون جزءاً من طيران الرياض، وأن مقاعد درجة رجال الأعمال ستحلّ محلها، لكن يبدو أن طموحات الشركة لا تتوقف، ومع توسّع أسطولها وتنوّع طائراتها، تعيد النظر في الخيارات المتاحة لتقديم أعلى مستويات الرفاهية.

طيران الرياض انطلاقة نحو المستقبل

وتستعد شركة طيران الرياض للكشف عن شبكتها العالمية وتاريخ أولى رحلاتها خلال الأشهر المقبلة، بعد أن حصلت مؤخراً على شهادة المشغّل الجوي من الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، وتسلّمت أول طائرة تُستخدم لأغراض احتياطية وفنية.

وتطمح الشركة إلى أن تصبح عنصراً محورياً في رؤية السعودية 2030، من خلال تقديم تجربة سفر ذكية، مرنة، وفارهة، تربط المملكة بأكثر من 100 وجهة حول العالم بحلول نهاية العقد.

ويأتي هذا الطموح في سياق خطة أوسع تقودها المملكة، والتي تستهدف تحويل السعودية إلى إحدى أهم الوجهات السياحية عالمياً، عبر استثمار ضخم يصل إلى 800 مليار دولار في قطاع السياحة، واستقطاب 150 مليون زائر سنوياً بحلول 2030.

اقرأ أيضاً: ما هو برنامج «فرسان السعودية»؟ وكيف يمكن الانضمام إليه؟