يأتي معرض واحة الأمن الذي تقيمه وزارة الداخلية السعودية، ضمن إطار فعاليات مهرجان الملك عبد العزيز للإبل، ليستعرض عدداً من المفاهيم الخاصة بحفظ الأمن بالسعودية، ومن بين الأشياء اللافتة في المعرض المقارنة بين الهجانة والسيارات الكهربائية، في إطار رؤية موضوعية للتاريخ والمستقبل.
وبالنسبة لهذه العناصر سعت وزارة الداخلية، من خلال تقديمها للمفهومين في إطار تثقيفي شامل، يروي قصصاً من التاريخ، وكيف تطور مفهوم الأمن والحماية بالمملكة، بالاستناد إلى عنصري الهجانة والسيارات الكهربائية من نوع لوسيد.
ولأن الحاضر غالباً ما يمتلك قوته في طرح نفسه، برزت التقنية بوصفها أحد العناصر المكملة لمقومات الدولة الحديثة، وهو أحد المفاهيم الآخذة بالتوسع في مجال التطبيق، ومن بين هذه المجالات، قطاع الأمن والذي استغل التقنيات الحديثة من خلال تسيير دوريات الأمن الكهربائية.
وهي عبارة عن انتقال بين الهجانة والسيارات العادية نحو اعتماد أساطيل من سيارات لوسيد الكهربائية ذات الإمكانات المميزة، وتوظيف كوادر بشرية قادرة على التعاطي معها بسهولة.
ومن المميزات الأساسية في سيارات الأمن الكهربائية الجديدة، اعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تضمن مستوى عال من السلامة العامة، سواءاً كان ذلك على الطرقات أو في المدن عموماً والتجمعات السكانية، من جانب آخر يقدم أسطول الأمن الكهربائي في السعودية خدمة صديقة للبيئة، من خلال دعم الاستدامة والابتعاد عن الانبعاثات الكربونية للسيارات العادية، ما يضمن تعزيز الجهود الرامية إلى حماية البيئة، وهي واحدة من مستهدفات رؤية المملكة 2030.
اقرأ أيضاً: عام الإبل 2024 ما هي أبرز المحطات؟
وفي سياق منفصل، كانت شركة لوسيد موتورز، افتتحت مصنعاً لها في السعودية، في إطار خطة المملكة لتكون واحدة من أضخم الدول المنتجة والمصدرة للسيارات الكهربائية في المنطقة والعالم.
وافتتحت شركة لوسيد موتورز مصنعها داخل السعودية، ضمن جهود المملكة لتصبح ضمن أكبر 5 دول منتجة ومصدرة للسيارات الكهربائية في العالم.
فيما تتسلط الأضواء في الآونة الأخيرة على جهود المملكة الرامية لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط والتزامها بالخطة العالمية لتقليل الانبعاثات الكربونية، الأمر الذي دفعها إلى توطين عدد من الصناعات غير النفطية على رأسها قطاع صناعة السيارات الكهربائية.
وكشف تقرير لصحيفة “Financial Times” أن السعودية تسعى لإنتاج 500 ألف سيارة كهربائية سنوياً بحلول عام 2030.لافتاً إلى أن المملكة ستعمل على تعزيز قدرتها في هذه الصناعة لتصبح ضمن أكبر خمس دول منتجة ومصدرة لهذا النوع من السيارات في
الهجانة دوراً مميزاً في إرساء قواعد الحكم عند نشأة الدولة السعودية من خلال المحافظة على أمن الحدود وتأمينها، ويعود تاريخ الهجانة في المملكة إلى أكثر من 90 عاماً، إذ تم تأسيسها في عهد الملك عبد العزيز وتحديداً في عام 1352هـ، وهي أبرز محطات حرس الحدود السعودي وكانت تعنى بمراقبة الحدود وتأمينها.
وافتخاراً بهذا الموروث الحضاري المميز وتخليداً له وبمبادرة وعرض من نادي الإبل جاء الأمر السامي الكريم رقم (49414) بتاريخ 23 شعبان 1441هـ القاضي بتأسيس الهجانة الملكية والتي ستقوم بأربع مهام رئيسية وهي المشاركة في مراسم الاستقبالات الرسمية لضيوف خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، والمشاركة في المهرجانات الوطنية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وتقديم العروض التراثية السعودية الخاصة بالهجانة، إضافة إلى تمثيل المملكة في مهرجانات الإبل والهجن المحلية والدولية متى ما طلب منها ذلك.
ويهدف إنشاء الهجانة الملكية إلى ترسيخ الموروث الثقافي الخاص بالهجانة والتعريف به، إلى جانب المساهمة في تعزيز وتأصيل الموروث الثقافي للإبل والهجن من خلال المشاركات المحلية والدولية وهو ما يعكس العمق الحضاري للمملكة العربية السعودية.
وذاع صيت الهجانة في البلاد، بعد أن اكتسبوا من وسيلة مواصلتهم الأولى «الهجن» مسماهم، التي كانت تشاركهم حماية السعوديين من جنوب الربع الخالي حتى النفود شمالاً.
وكان من أولويات الملك المؤسس توفير الأمن وحماية حدود الوطن، وجاء حرس الحدود كأول القطاعات العسكرية التي تم استحداثها، فعندما استرد الملك المؤسس الأحساء أمر بتسيير دوريات بحرية وبرية من أجل إحكام السيطرة الأمنية على حدود المنطقة، وكانت الدوريات البرية عبارة عن دوريات من راكبي الإبل وتم تشكيل قطاع عسكري آنذاك عرف باسم الهجانة، واشتق هذا الاسم من وسيلة مواصلاتهم وهي الهجن.
وأوردت موازنات مصلحة خفر السواحل مخصصات لـ«دوريات الهجانة»، التي كانت من ضمن وظائف سلاح الحدود باسم «قائد دوريات الهجانة»، التي كانت بعض دورياتها تعمل في المنطقة الجنوبية إلى عهد ليس بالبعيد، في الوقت الذي لا تزال ذكرى «الهجانة» محفورة في ذاكرة حرس الحدود منذ بدايات التأسيس.
يذكر أن نادي الإبل السعودي برئاسة الشيخ فهد بن حثلين بذل جهوداً كبيرة ولعب دوراً مهماً في إحياء هذا الموروث الثقافي للهجن والإبل، بالرفع عنه للمقام السامي الكريم على أن يتولى نادي الإبل الإشراف والتنظيم بالشراكة مع رئاسة الحرس الملكي التي ستعمل على تنفيذ الأمر السامي الكريم