في 21 مارس 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن منح شركة بوينغ (Boeing) عقداً بقيمة 20 مليار دولار لتطوير وإنتاج مقاتلة الجيل السادس “إف-47” (F-47)، والتي ستُعَدّ الأكثر تطوراً في سلاح الجو الأمريكي. وتهدف هذه الخطوة إلى استبدال المقاتلة “إف-22 رابتور” (F-22 Raptor) من إنتاج شركة لوكهيد مارتن (Lockheed Martin)، الأمر الذي عُدّ نقلة نوعية في مجال الطيران الحربي.
من المتوقع أن يكون لهذا العقد تأثيرات ملموسة على منطقة الخليج العربي، حيث تسعى دول المنطقة، بما فيها المملكة العربية السعودية، إلى تحديث وتعزيز قدراتها الدفاعية. وقد يؤدي تطوير مقاتلات الجيل السادس إلى زيادة الطلب على التقنيات العسكرية المتقدمة، الأمر الذي يعزز التعاون بين دول الخليج والشركات المصنعة لهذه التقنيات.
أعمال شركة بوينغ عالمياً وفي منطقة الخليج
تُعَدّ بوينغ من أكبر شركات صناعة الطائرات في العالم، وتتنوع منتجاتها بين الطائرات التجارية والعسكرية والأنظمة الفضائية. وفي منطقة الخليج، تتمتع بوينغ بحضور قوي، حيث تُزوّد العديد من شركات الطيران بطائراتها التجارية، وتُقدّم الدعم الفني والخدمات اللوجستية. على سبيل المثال، أعلنت شركة “طيران الإمارات” (Emirates) في نوفمبر 2023 عن صفقة لشراء 95 طائرة بوينغ بقيمة 52 مليار دولار.
اقرأ أيضاً: السعودية تسعى إلى توطين صناعة طائرات الدرون والسيارات
أسطول بوينغ المدني في السعودية
تُعَدّ المملكة العربية السعودية من أبرز عملاء بوينغ في المنطقة. وفقاً لتصريحات رئيس شركة بوينغ السعودية، أسعد الجموعي، تسلّمت المملكة أكثر من 400 طائرة دفاعية و200 طائرة تجارية من بوينغ على مدار العقود الماضية. في آذار/مارس 2023، أعلنت الخطوط الجوية السعودية وشركة “طيران الرياض” عن صفقة لشراء ما يصل إلى 121 طائرة من طراز “787 دريملاينر” (787 Dreamliner).
وعلى الصعيد العسكري، بدأت علاقة بوينغ مع القوات الجوية الملكية السعودية في عام 1978 مع اختيار المملكة لطائرات “إف-15” (F-15C/D). ومنذ ذلك الحين، توسعت الشراكة لتشمل طائرات ومروحيات متقدمة مثل “إف-15 إس إيه” (F-15SA) و”أباتشي” (AH-64 Apache). في عام 2022، أُسِّسَ مشروع مشترك بين بوينغ والشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) لتقديم خدمات الصيانة والدعم للطائرات العمودية العسكرية، وهذا ما عزز القدرات المحلية للسعودية في هذا المجال.
اقرأ أيضاً: لوسيديا.. الريادة السعودية في تحليل تجربة العملاء وتمكين التحول الرقمي
أهمية هذه التطورات للمملكة
تُشير هذه التطورات إلى التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز قدراتها في مجالي الطيران المدني والعسكري، حيث تُساهم الشراكات مع شركات رائدة مثل بوينغ في نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعات، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. وبلا شك، فإن تحديث الأسطول الجوي المدني والعسكري يعزز من مكانة المملكة كلاعب رئيسي في المنطقة، ويُحسّن من قدراتها الدفاعية واللوجستية.
اقرأ أيضاً: السعودية تحصل على أسلحة ليزرية.. ما تفاصيل الصفقة؟