حين يكون الحديث عن دونالد ترامب، فلا مكان للتوقعات المعتادة أو الخطوات المألوفة، فالرئيس الأمريكي المعروف بخروجه عن النصوص التقليدية، يثير مرة أخرى الجدل والتساؤلات حول قراراته الدبلوماسية.
هذه المرة، يكشف ترامب عن نية غير مسبوقة لزيارة المملكة العربية السعودية كأولى محطاته الخارجية، في خطوة تعكس مزيجاً من المصالح الاقتصادية والرؤى السياسية، فهل تشكل هذه الخطوة بداية جديدة لعلاقات أعمق بين واشنطن والرياض؟ أم أنها انعكاس لرؤية ترامب الخاصة للسلام في الشرق الأوسط؟ في هذا المقال، نلقي الضوء على تصريحات ترامب الأخيرة التي حملت ملامح الجدل، والمديح، وربما الوعود الكبيرة.
كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن زيارته الخارجية الأولى، بعد توليه منصب الرئاسة الأمريكية قبل أيام، قد تكون إلى المملكة العربية السعودية.
وخلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»، أوضح ترامب أن السعودية قد تكون وجهته الأولى، رغم أن التقاليد عادةً ما تقتضي أن تكون بريطانيا الوجهة الأولى للرؤساء الأمريكيين.
وذكر ترامب أنه زار السعودية في السابق بعدما وافقت المملكة على شراء منتجات أمريكية بمليارات الدولارات، مضيفاً: «إذا كان العرض مغرياً، فلن أتردد في القيام بذلك مجدداً».
وفي حديث له سبق توليه منصب الرئاسة، كان قد وعد الرئيس الأميركي، أن «السلام سيعود إلى الشرق الأوسط في حال فوزه مجدداً بالرئاسة»، وأشار إلى احترامه الكبير للملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وخلال مقابلة خاصة مع قناة «العربية»، أضاف ترامب أنه في حال توليه الرئاسة مرة أخرى، سيسعى لتحقيق السلام مع الأمير محمد بن سلمان، مشيداً برؤية ولي العهد وإنجازاته التي «فاقت التوقعات وحظيت بتقدير عالمي» حسب تعبيره.
وتحدث ترامب عن العلاقات الأميركية السعودية خلال فترة رئاسته، واصفاً إياها بأنها كانت «ممتازة»، معتبراً أن الوضع الحالي للعلاقات «جيد» لكنه أشار إلى أنها لن تكون «رائعة» مجدداً في ظل إدارة الرئيس جو بايدن أو منافسته، نائبة الرئيس كامالا هاريس.
اقرأ أيضاً: هاريس ومستقبل العلاقات السعودية مع البيت الأبيض.. سؤال المرحلة!
وجدد ترامب تأكيده أنه لو كان رئيساً للولايات المتحدة لما اندلعت النزاعات الحالية ما بين الكيان الإسرائيلي وغزة ولبنان، ولما وقعت كل هذه الخسائر والدمار، كما شدد على أنه «لم تكن روسيا لتغزو أوكرانيا».
وأكد المرشح الأمريكي رفضه لامتلاك إيران أسلحة نووية، قائلاً: «أتطلع لرؤية سلام دائم في الشرق الأوسط، وأثق بأن هذا سيحدث قريباً. نريد سلاماً دائماً لا تتكرر فيه الحروب كل بضعة أعوام».
وفيما يتعلق برد فعله إذا طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه في ضرب إيران، قال ترامب: «أعتقد أن نتنياهو سيفعل ما يتوجب عليه فعله، وعليه أن يفعل ذلك»، وعن مدى تأثير ترامب في منع الحروب، أكد الأخير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يستمع إليه بالفعل، مشيراً إلى ثقته في تأثيره وقدرته على تحقيق ذلك.
وزعم ترامب أن إيران ربما كانت ستنضم للاتفاقيات الإبراهيمية بسبب معاناتها المالية، إلا أن إدارة بايدن أتاحت لهم الحصول على مبلغ يتراوح بين 300 و350 مليار دولار، معبراً عن رأيه بأن إيران كانت وراء «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
اقرأ أيضاً: كيف استفادت السعودية من خفض أمريكا لأسعار الفائدة؟
وعن خططه لتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية في حال عودته للرئاسة، أشار ترامب إلى رغبته في ضم دول جديدة، مضيفاً أنه كان بالإمكان ضم ما يصل إلى 12 أو 15 دولة خلال عام واحد، ومؤكداً أنه في حال فوزه سيضم المزيد منها.
وفي سياق حديثه عن هجمات «الحوثيين» في اليمن على السفن البرحية، قال ترامب: «يجب على جهة ما وقف هذه الهجمات الصاروخية، فهي تعيق حركة الملاحة، ويجب أن يتولى أحد منع حدوثها».
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد قال قبل أيام إن روسيا تعتبر السعودية «بلداً صديقاً» مشيراً إلى علاقته «الطيبة» مع الملك سلمان وولي العهد، وفي الحديث حول أوكرانيا، قال بوتين: «أنا واثق من صدق نوايا السعودية في الوساطة مع أوكرانيا، وإذا ما عُقد مؤتمر للتفاوض في السعودية، فالمكان سيكون مريحاً بالنسبة لنا».
اقرأ أيضاً: دول عربية منعت أمريكا استخدام قواعدها ضد إيران