أشار متحدث باسم وزارة الخارجية الفلسطينية، في 19 سبتمبر، إلى أن “ثمة ترحيب واسع في فلسطين بكلمة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان”، وأكدت الخارجية الفلسطينية أن “الموقف السعودي ثابت تجاه القضية الفلسطينية”، وقالت إن “كلمة ولي العهد السعودي أعطتنا دفعة قوية دولياً”.
وفي المقابل، لقي الخطاب الملكي السعودي الذي أدلى بمضامينه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشتملاً “القضية الفلسطينية” ترحيب الرئاسة الفلسطينية خاصة في ظل الظروف الراهنة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، قال في تصريحات صحافية، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يدعم بشكل مطلق القضية الفلسطينية، ولفت إلى أن السعودية تقف مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الموقف السعودي يعد موقفاً رائداً وقائداً لمعظم دول العالم العربي والإسلامي الرافضة لأي علاقات مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية وقبل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة الثابتة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وشدد ولي العهد السعودي، الأربعاء، على أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية، مديناً الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة المحاصر.
وأعلن الأمير محمد بن سلمان، لدى افتتاحه أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، أن القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام بلاده.
كما جدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة للجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن إسرائيل تتجاهل القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة.
وبرز في إطار “الخطاب الملكي” الذي قوبل بترحيب فلسطيني لافت، الموقف التاريخي السعودي من قضية فلسطين، بصفتها ضمن هرم أولويات السياسة السعودية الخارجية، إذ شدد الأمير محمد بن سلمان على أن السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل من دون ذلك، مقدماً شكره للدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، حاثاً البقية على القيام بخطوات مماثلة.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بذلت السعودية جهدها في إطار حشد دعم الدول الكبرى والمؤثرة للوقف الفوري لإطلاق النار، كما استضافت قمة عربية إسلامية استثنائية مشتركة لأول مرة في التاريخ من أجل توحيد الصف الإسلامي والعربي، وفي الوقت نفسه عززت وتيرة اتصالاتها الدولية وخاصة مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ودعت إلى الإسراع في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الأمر الذي يؤكد اهتمام السعودية بقضية فلسطين.
وتؤكد مصادر سياسية فلسطينية على الدور السعودي في دعم حق الشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية، موضحة أن دلالات الموقف السعودي الذي تضمنه الخطاب الملكي يعد تأكيداً راسخاً تجاه محورية حقوق الشعب الفلسطيني.
بدوره، منيف عماش الحربي، الباحث السياسي السعودي، يؤكد أن القضية الفلسطينية تعد الأولوية الأولى للسياسة الخارجية السعودية، قائلاً: قدمت السعودية الدعم السياسي والمالي الكبير لـ قضية فلسطين عبر قرابة ثمانية عقود، والسعودية تسعى بجهد عظيم نحو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن موقف السعودية الذي جدد ولي العهد تأكيده بآلا علاقة دبلوماسية تجمع السعودية بإسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية، جاء نتيجة رصيد المواقف الذي تتكئ الرياض عليه، إذ يعد رصيد ضخم ديني وعروبي وأخلاقي وإنساني وسياسي، وفقاً لما ذكر.
وفي السياق ذاته، أشار منيف عماش الحربي، إلى أن السعودية تقدم مقاربة إقليمية ودولية جديدة عبر انتهاجها للحياد الإيجابي في سياستها الخارجية لتتجاوز سياسة المحاور والاصطفافات، وتعمل بفاعلية وتأثير من أجل تحقيق السلم والأمن الإقليمي والدولي، مشدداً على أن الموقف السعودي المتجذر دائماً يدعو إلى حل الصراعات والخلافات بالطرق السليمة وتفعيل ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
من جهته،الباحث السياسي الدكتور سالم اليامي، يشير إلى أنه في إطار ما تضمنه الخطاب الملكي الأخير بأنه شهد حضوراً لافتاً لـ القضية الفلسطينية، ما يؤكد على الموقف الثابت للسعودية من ناحية نظرتها في التعامل مع القضية التي تؤكد أنها حجر الزاوية في العمل السياسي الخارجي السعودي.
اقرأ أيضاً: السعودية تؤكد شرطها الحازم لأي تطبيع مع إسرائيل