وسط أجواء مشحونة بالتحليلات والتأويلات، جاءت تصريحات السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، لتسلط الضوء على متانة العلاقات بين مصر وكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في ظل محاولات تستهدف زعزعة هذا الترابط الوثيق، لكن هذه العلاقات التي تعتبر ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة العربية، لا تزال تواجه محاولات مستمرة للإيقاع بين شعوبها وقياداتها… إليكم التفاصيل!
خلال مداخلة هاتفية على قناة «الحدث اليوم» ضمن برنامج «حضرة المواطن»، أشار السفير خلاف إلى أن العلاقات المصرية مع السعودية والإمارات تتسم بالعمق والتعاون المثمر على كافة المستويات، سواء كانت سياسية، اقتصادية، تجارية أو استثمارية، وأكد أن هذه الروابط الراسخة لا يمكن أن تتأثر بتعليقات سطحية أو محاولات مغرضة على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء ذلك في إطار رده وتفاعله على ما يشاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول تحذيرات من الوقيعة بين مصر والسعودية والإمارات، ومحاولات الاصطياد في الماء العكر.
وأشار السفير إلى أن العلاقات بين القيادات السياسية في البلدان الثلاثة تعكس قوة هذه الروابط، فضلاً عن العلاقات الشعبية التي تمتد لسنوات طويلة، مشيراً إلى أن التحالف المصري السعودي الإماراتي يمر بأفضل مراحله، وأن أي محاولات للإضرار بهذا التحالف ستبوء بالفشل.
اقرأ أيضاً: «مجلس تنسيق أعلى» ما بين السعودية ومصر
وفي سياق متصل، أطلق رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية، تركي آل الشيخ، تحذيراً عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً) من وجود حسابات تسعى للإيقاع بين السعوديين وأشقائهم في الإمارات ومصر، وأوضح أن هذه الحسابات، التي تستخدم صور معرفات سعودية أو إماراتية أو مصرية، تُدار من الخارج بهدف زرع الفتنة وإثارة الشكوك، وأكد آل الشيخ أنه تحقق من وجود بعضها، داعياً الجميع إلى توخي الحذر من هذه المحاولات الخبيثة.
تفاعل عدد من الشخصيات البارزة مع هذا التحذير، من بينهم المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، الذي وصف تصريح آل الشيخ بأنه «تحذير مهم وفي توقيته»، وأضاف قرقاش أن التغيرات الاستراتيجية في المنطقة تتطلب يقظة وحذراً، مؤكداً أن العلاقات التاريخية بين السعودية والإمارات تعد ركيزة أساسية للحفاظ على الأمن والازدهار، ومشدداً على ضرورة الانتباه للمتربصين الذين يحاولون إشعال الفتن.
كما شارك العديد من المستخدمين العاديين في هذا النقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأشار أحدهم إلى أن هذه الحسابات الوهمية تحمل أجندات أجنبية تهدف إلى هدم العلاقات بين السعودية ودول الجوار، واعتبرها مكشوفة أمام المغردين السعوديين، بينما رأى آخرون أن بعض هذه الحسابات قد تكون حقيقية وتسيء للسعوديين، مما يستدعي اتخاذ إجراءات لمحاسبة المسؤولين عنها.
اقرأ أيضاً: أين وصل مشروع الربط الكهربائي السعودي المصري؟
وفي الوقت الذي أقر فيه بعض المعلقين بوجود أخطاء من جميع الأطراف، شدد آخرون على أهمية التثبت من صحة المعلومات وعدم الانجرار وراء الشائعات، وهذه المواقف تعكس مدى تعقيد القضية، حيث تتداخل الحقائق مع الافتراضات في محاولة لفهم السياق الحقيقي وراء هذه التحركات المشبوهة.
وتأتي هذه التصريحات والتحذيرات في وقت حساس يتطلب من شعوب المنطقة وقياداتها المزيد من التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات المشتركة، وبينما تسعى أطراف خارجية إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الفتنة، يبقى الوعي واليقظة أهم الأسلحة للحفاظ على وحدة الصف وضمان استمرار العلاقات الوثيقة بين مصر، السعودية، والإمارات.
وكانت قد أعلنت السعودية ومصر عن تأسيس «مجلس التنسيق الأعلى السعودي المصري» في خطوة استراتيجية نحو تعزيز العلاقات بينهما، وأوضح وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن هناك جهوداً متواصلة لتأسيس الهيكل التنظيمي لهذا المجلس، مؤكداً على أهمية هذا التعاون في دعم الاستقرار وتحقيق التنمية.
وأشار عبد العاطي، في تصريحات تلفزيونية، إلى أن العلاقات بين مصر والسعودية تتميز بعمقها الاستراتيجي وتعاونها المستمر في مختلف الملفات الإقليمية والدولية.
اقرأ أيضاً: السعودية والإمارات تتصدران مشهد العملات الرقمية في المنطقة