بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض، الأربعاء، وقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان، و”التعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية”، بالإضافة إلى “مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن ناقش مع ولي العهد السعودي، أهمية إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة “حماس”.
وقالت الوزارة: “أكد الوزير على ضرورة إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن وتمكين سكان غزة من إعادة بناء حياتهم من دون (حماس)”، كما ناقش بلينكن والأمير محمد بن سلمان أيضاً التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان وإنهاء الصراع في السودان.
ووصل بلينكن، الأربعاء، إلى السعودية، ضمن جولة إقليمية يسعى من خلالها إلى البحث في وقف إطلاق النار بقطاع غزة، و”احتواء التصعيد العسكري” في المنطقة.
ونقلت مصادر إعلامية سعودية عن الخارجية الأميركية، قولها إن زيارة الوزير بلينكن تهدف “إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة”، وذكرت الوزارة على لسان المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، سامويل وربيرغ، أن ولي العهد السعودي والوزير بلينكن “ناقشا الجهود المشتركة لإنهاء النزاعات، بما في ذلك العمل على إنهاء الحرب في غزة وحماية المدنيين، كما تم التركيز على تعزيز الاستقرار في لبنان والسعي نحو حلول دبلوماسية تتيح للأطراف العودة إلى منازلهم بأمان”.
اقرأ أيضاً: فيصل بن فرحان يناقش تطورات لبنان مع بلينكن وبارو
وأوضح وربيرغ أن “الولايات المتحدة تقدر دور السعودية الرائد في تعزيز الاستقرار والسلم الإقليمي، خاصة جهودها الحيوية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة ولبنان”، معتبراً “السعودية شريكاً رئيسياً في تعزيز الأمن الإقليمي، ودورها في تعزيز التعاون بين دول المنطقة محوري لتحقيق مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للجميع”.
ووصف بيان عن الخارجية الأميركية اللقاء بأنه جاء “لمناقشة الجهود المشتركة لإنهاء الصراعات في المنطقة وإحلال قدر أكبر من السلام والأمن”. وذكر البيان أن بلينكن “شدد على ضرورة إنهاء الحرب في غزة وكذلك تحرير الرهائن وتمكين سكان غزة من إعادة بناء حياتهم وهم متحررون من حماس”.
كما تحدث البيان عن نقاش بلينكن مع ولي العهد حول الجهود الرامية إلى التوصل لحل دبلوماسي في لبنان يسمح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق بالعودة إلى ديارهم.
كما واصلا المناقشات بشأن الحاجة إلى إرساء استقرار إقليمي دائم، بما في ذلك زيادة الاندماج بين دول المنطقة، وأضاف البيان أن الجانبين “ناقشا أهمية إنهاء الصراع في السودان وحماية المدنيين وكذلك المضي قدماً في عملية الانتقال السياسي إلى حكومة مدنية”.
اقرأ أيضاً: جسر جوي سعودي إلى لبنان بدءاً من اليوم
وقبل لقاء ولي العهد، استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان نظيره الأميركي، ظهر الأربعاء، وناقشا المستجدات الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في غزة ولبنان والجهود المبذولة بشأنها، كما تم استعراض العلاقات بين البلدين.
ويذكر أن الرياض تلقي بثقلها في إطار التخفيف من حدة الأوضاع على الساحة الإقليمية، فيما تكثف الجهود الدولية المبذولة بشأن إنهاء الأزمات وتصفير المشكلات، وكان مجلس الوزراء السعودي قد ثمن أخيراً ما حظي به مقترح السعودية من أجل عقد قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة في مدينة الرياض، وتطلع إلى خروج القمة بقرارات تسهم في وقف العدوان الإسرائيلي، وحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأكدت السعودية أن قيام دولة فلسطين تعد أولوية للمملكة، وتشدد الرياض بصفة دائمة على أن دائرة العنف في المنطقة يجب أن تتوقف، وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان إن التصعيد الخارج عن السيطرة يعد منطلق لحرب أوسع نطاقاً، جاء ذلك في إطار مقالة صحافية كتبها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.
وشدد الوزير في مقالته على أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطين، وذكر أيضاً أن المملكة ستعمل بلا كلل لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، موضحاً أن المملكة أدانت مراراً جرائم إسرائيل وانتهاكها القانون الدولي، إذ تتمتع السعودية بالتزام طويل من أجل التوصل إلى حل للنزاع.
اقرأ أيضاً: السعودية تؤكد ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين والاستقرار في لبنان
بلينكن: السعودية لاعب مهم في المنطقة
وقبيل مغادرته إسرائيل متوجهاً إلى العاصمة الرياض، ضمن جولته الحالية، وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المملكة العربية السعودية بأنها “لاعب مهم” في المنطقة، مشدداً على أنه “حان الوقت” لإنهاء حرب غزة.
وقبل أن يصعد الطائرة في طريقه إلى الرياض، قال بلينكن لصحافيين في مطار بن غوريون قرب تل أبيب: “رغم كل ما حدث، لا تزال هناك فرصة عظيمة في هذه المنطقة للتحرك في اتجاه مختلف تماماً”.
وبعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كباراً، قال الوزير الأميركي إن “الوقت قد حان لإنهاء الحرب في غزة”، وحث على اقتناص “فرصة سانحة” لإنهاء الحرب، بعد مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، وتفكيك أغلب قدراتها على مدار أكثر من عام من الحرب في قطاع غزة.
ويرى الوزير الأميركي أن إسرائيل نجحت في ضمان عدم تكرار هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي بدأت على أثره حملتها العسكرية على قطاع غزة، وينبغي أن تسعى إلى تحرير 101 رهينة من الإسرائيليين والأجانب وإنهاء القتال.
وأضاف: “حان وقت تحويل هذه النجاحات إلى نجاح استراتيجي مستدام… التركيز يجب أن يكون على إعادة الرهائن وإنهاء هذه الحرب، ووجود خطة واضحة بشأن ما سيلي ذلك”.
وشدد بلينكن على أن إسرائيل بحاجة إلى بذل المزيد لإتاحة وصول إمدادات إنسانية كافية لمن يعيشون في ظروف مزرية. ولم تضع حكومة نتنياهو أي رؤية واضحة بشأن ما بعد الحرب في قطاع غزة، بخلاف الإعلان صراحة عن الحاجة إلى التفكيك الكامل للقدرات العسكرية لحركة “حماس”، وكذلك قدرتها على إدارة القطاع.
ويزور بلينكن المنطقة للمرة الـ11 منذ بدء الحرب في غزة، وحول جهود وقف إطلاق النار فيها، وتجزم واشنطن بأنها “تعمل بجهد مكثف لوقف الحرب في غزة عبر القنوات الدبلوماسية”، وأعرب وربيرغ عن التزام واشنطن بتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية للمدنيين في غزة.
كذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن “الوزير بلينكن شدد خلال زيارته على أهمية السعي نحو حل دبلوماسي دائم يُمكّن شعب غزة من إعادة بناء حياتهم بعيداً عن تهديدات حماس، ونحن نواصل العمل مع شركائنا في المنطقة، بما في ذلك السعودية، للوصول إلى حلول تحقق السلام وتضمن استقراراً طويل الأمد”، ملقياً في الوقت ذاته باللائمة على أطراف الحرب: “للأسف حتى الآن لم نر إرادة حقيقية من الطرفين للتوصل إلى اتفاق، وعندما كانت هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق، حماس هي التي رفضت، ولكن من جانبنا ما زلنا نعمل بشكل دائم لإنهاء هذا الصراع”، بحسب تعبيره
وهناك قلق واسع النطاق بين الفلسطينيين من أن إسرائيل تنوي إجبار الفلسطينيين على النزوح من مناطق واسعة في قطاع غزة، بما يتيح سيطرة إسرائيل بشكل أكبر على هذه المنطقة، والسماح لمستوطنين يهود بالعودة للقطاع الذي انسحبوا منه في عام 2005.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة رفضت أي احتلال إسرائيلي لقطاع غزة، وقال إنه تلقى تأكيدات من نتنياهو بأن إسرائيل ليس لديها مثل تلك الخطط، على الرغم من ضغوط يمارسها كثير من أعضاء حزبه للسماح للمستوطنين بالعودة. وقال بلينكن: “هذه سياسة الولايات المتحدة، وستظل كذلك، وهي أيضاً على حد فهمي سياسة الحكومة الإسرائيلية، وهذا ما سمعته من رئيس الوزراء الذي يملك القول الفصل في هذه الأمور”.
ويجتمع وزير الخارجية الأميركي بنظرائه من دول عربية في لندن، الجمعة، للبحث في حربَي غزة ولبنان، حسبما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء. ويلتقي بلينكن وزراء الخارجية العرب في العاصمة البريطانية بعد محادثات، الخميس، في قطر، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، لصحافيين في الطائرة التي أقلت بلينكن من إسرائيل إلى السعودية. ولم تحدد وزارة الخارجية مَن مِن الوزراء العرب سيحضر اللقاء في لندن.
اقرأ أيضاً: أحداث وتفاصيل القمة السعودية الأردنية في الرياض