في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في مؤسساتها الحكومية والخاصة، صدر مؤخراً النظام الجديد لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد.
يعكس هذا النظام تطوراً هاماً في جهود المملكة لتحقيق رؤية 2030، التي تركز على بناء مجتمع مزدهر ومستدام يعتمد على أسس النزاهة والشفافية في جميع القطاعات.
أبرز ملامح نظام مكافحة الفساد الجديد
يتضمن النظام الجديد لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد سلسلة من الإجراءات والتعديلات التي تهدف إلى تعزيز دور الهيئة في مراقبة ومكافحة الفساد بكل أشكاله، ومن أهم هذه الملامح:
1. تعزيز استقلالية الهيئة:
يضمن النظام الجديد لمكافحة الفساد استقلالية كاملة للهيئة في أداء مهامها الرقابية دون أي تدخل من الجهات الأخرى، ما يعزز من قدرتها على كشف الفساد واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين.
2. توسيع صلاحيات التحقيق:
منحت الهيئة صلاحيات أوسع للتحقيق في قضايا الفساد، بما في ذلك استدعاء الأشخاص والشهود والحصول على المعلومات والوثائق اللازمة للتحقيق.
3. تفعيل آليات الرقابة الوقائية:
يركز النظام الجديد على تعزيز دور الهيئة في الرقابة الوقائية من خلال تطبيق إجراءات صارمة لمنع حدوث الفساد قبل وقوعه، وذلك عبر مراجعة الأنظمة والإجراءات الداخلية في المؤسسات.
4. التعاون الدولي:
يعزز النظام من قدرة الهيئة على التعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية في مجال مكافحة الفساد، ما يساعد في تبادل الخبرات وأفضل الممارسات وتطوير السياسات المشتركة.
اقرأ أيضاً: منصة الرياض الآمنة لتبادل المعلومات ومكافحة الفساد تتلقى تمويلاً بقيمة 20 مليون دولار
تأثيرات نظام مكافحة الفساد على المجتمع والاقتصاد
من المتوقع أن يسهم النظام الجديد في تعزيز ثقة المواطنين والمستثمرين في مؤسسات الدولة.
كون مكافحة الفساد تعد من العوامل الأساسية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
كما أن الشفافية والنزاهة في الإجراءات الحكومية ستسهم في تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية.
اقرأ أيضاً: ورش عمل فنية وإبداعية في جدة لاكتشاف المواهب
ردود الفعل المحلية والدولية
لقي النظام الجديد إشادة واسعة من قبل العديد من الخبراء والمراقبين، الذين رأوا فيه خطوة ضرورية نحو تحقيق أهداف رؤية 2030.
على سبيل المثال، كتب الإعلامي فهيد بن سالم العجمي في صحيفة الجزيرة أن هذا النظام يعكس التزام القيادة السعودية بـمحاربة الفساد بطريقة صارمة، وأنه جزء أساسي من رؤية 2030 التي تهدف إلى تحقيق الشفافية في كافة القطاعات.
وبين “العجمي” أن هذا النظام ليس مجرد شعار، بل هو سياسة عملية تسعى إلى حماية المال العام ومحاسبة جميع المتورطين دون استثناء.
كما أثنت الأمم المتحدة عبر مكتبها المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) على التزام السعودية بدعم مبادرات مكافحة الفساد العالمية، لا سيما من خلال مبادرة “شبكة GlobE” التي تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفساد عبر توفير منصة آمنة لتبادل المعلومات بين السلطات المعنية.
ودعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) جهود السعودية في تعزيز الإطار القانوني الوطني لمكافحة الفساد، مشيراً إلى التزام السعودية بتحسين امتثالها للمعايير الدولية المتعلقة بمكافحة الرشوة والفساد الدولي.
اقرأ أيضا: واقع ومستقبل توظيف الشباب السعودي في القطاع الخاص
خلاصة
يعد النظام الجديد لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية علامة فارقة في جهود المملكة لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية.
ومن المتوقع أن يسهم هذا النظام في بناء مجتمع أكثر نزاهة وثقة، ما يمهد الطريق لتحقيق التنمية المستدامة في المجالات المختلفة.
اقرأ أيضًا: ضمن المنتدى السياسي للأمم المتحدة.. السعودية تسلط الضوء على إنجازاتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة