قامة عريقة وخبرات عملية مؤثرة في المملكة العربية السعودية واسم بارز في الأسواق الدولية، إنه المهندس ثامر المهيد، الذي صدر أمر من مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) برئاسة الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز بتعيينه رئيساً تنفيذياً للشركة، وذلك ابتداءً من اليوم 1 فبراير 2025م، ليبدأ فصلاً جديداً من الإنجازات والإبداع، فمن هو ثامر المهيد؟
دراسته وعمله
يمتلك المهندس ثامر بن محمد المهيد خلفية أكاديمية متميزة، فهو حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الملك سعود، وماجستير في إدارة الأعمال مع تخصص في استحواذ واندماج الشركات من الجامعة التقنية في فيينا، كما أنه حاصل على ماجستير آخر في إدارة الأعمال مع تركيز على الإدارة العالمية من كلية ثندر بيرد للإدارة العالمية في الولايات المتحدة.
ومع خبرة عملية تمتد لأكثر من 30 عاماً في الأسواق الدولية، يعد المهندس المهيد مثالاً للتميز القيادي، فمنذ عام 2020، شغل منصب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة الكيميائية السعودية القابضة، التي تأسست في عام 1972 وهي شركة استثمارية مساهمة رائدة في مجال صناعة المتفجرات للأغراض المدنية والعسكرية، إضافةً إلى نشاطاتها في قطاع الرعاية الصحية.
ساهم المهيد خلال منصبه هذا في تنفيذ مشروع التحول الاستراتيجي الذي يهدف إلى تعزيز النمو المستدام للشركة، التي تضم خمس شركات تابعة، ثلاثة منها في مجال الأدوية، ولكن في 5 نوفمبر 2024 أعلن مجلس الإدارة عن قبول استقالته من منصب الرئيس التنفيذي، مع استمرار عضويته في المجلس.
اقرأ أيضاً: رحيل رجل المبادرات والسلام الأمير محمد بن فهد آل سعود
وقبل انضمامه إلى الشركة الكيميائية السعودية القابضة، شغل المهيد مجموعة من المناصب المهمة في عدة شركات بارزة، منها شركة المراعي والشركة السعودية للصناعات الأساسية (شركة سابك) وشركة سابك – جنرال الكتريك، كما كانت له إسهامات مهمة في الهيئة الملكية للجبيل وينبع.
إلى جانب ذلك، يتمتع المهيد بعضوية مجلس إدارة العديد من الهيئات الصناعية والحكومية، حيث يشغل منصب عضو في اللجنة التنفيذية لمجلس الأعمال السعودي التايلندي منذ مايو 2023، ومنصب عضو في المجلس الوطني للتنمية الصناعية منذ مايو 2024، وهذه المناصب تجسد خبرته الواسعة في القيادة الدولية والمبادرات الاستراتيجية، إضافة إلى عمليات الدمج والاستحواذ، وقدرته على دفع المؤسسات نحو النجاح وتحقيق نمو مستدام.
الجوائز
اختير المهندس ثامر المهيد ليكون ضمن قائمة أفضل 100 رئيس تنفيذي عربي، وقد حصل على جائزة التميز المهني العربي في حفل جوائز جلوبال العالمية لعام 2024.
كما حقق إنجازاً بارزاً بدخوله المرتبة 67 في قائمة أقوى الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط، التي أصدرتها مجلة فوربس الشرق الأوسط في نفس العام، بعد أن احتل المرتبة 89 في القائمة ذاتها عام 2022.
صُنِّف المهيد كذلك في المرتبة 15 ضمن قائمة فوربس لأقوى قادة الرعاية الصحية لعام 2022، وتأكيداً على رؤيته الابتكارية الملهمة، جاءت شركته أيضاً ضمن قائمة فوربس لأكثر الشركات ابتكاراً بالتعاون مع هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار السعودية.
اقرأ أيضاً: الدكتور ماجد القصبي رجل المهام المتعددة
تحديات ثامر المهيد في منصبه الجديد
والآن، تسلّم المهيد منصب الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات العسكرية، وهي إحدى الشركات الوطنية الرائدة التي تساهم في تطوير وتعزيز الصناعات العسكرية في المملكة العربية السعودية، والتي تأسست عام 2017م بتوجيه من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وبدأت نشاطها الفعلي في عام 2018م.
وفي منصبه الجديد، يواجه ثامر المهيد تحديات متنوعة تتطلب منه رؤية استراتيجية وحلولاً مبتكرة، أبرزها تعزيز قدرات الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) في تصنيع الأسلحة والمعدات الدفاعية محلياً.
كما يتطلب دوره الجديد المساهمة الفعالة في تحقيق رؤية السعودية 2030، إذ تطمح المملكة إلى أن تكون واحدة من أكبر 25 دولة في مجال الصناعات الدفاعية بحلول عام 2030، يتطلب ذلك من المهيد التفكير بشمولية حول كيفية توجيه الجهود والموارد لتحقيق هذه الطموحات.
اقرأ أيضاً: ناصر الداود: الرجل الذي اعتلى سلم الولاء للوطن
التوسع في الشراكات الدولية أيضاً يعد من أولويات المهيد، إذ تحتاج SAMI إلى تعزيز التعاون مع شركات الدفاع العالمية للاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة ونقل الخبرات إلى المملكة، وهذه الشراكات ستساعد في بناء قاعدة صناعية قوية تعزز من قدرة الشركة على المنافسة على المستوى الدولي.
وبالطبع، من الضروري تطوير الكفاءات الوطنية في مجال التصنيع العسكري، ما يتعين عليه وضع خطط فعالة لتدريب المهندسين السعوديين، وتوفير فرص عمل جديدة في الصناعات الدفاعية، للإسهام في بناء جيل جديد من الكفاءات المتخصصة.
وأخيراً، في ظل التطورات السريعة في التكنولوجيا العسكرية، يجب على SAMI الاستثمار في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة والأمن السيبراني، وستكون هذه الاستثمارات أكثر من مجرد خطوات لتحديث القدرات الدفاعية، فهي الأساس لبناء مستقبل آمن ومستدام للمملكة.
ومع دخول SAMI مرحلة جديدة من التطوير والابتكار، يتزايد الأمل في أن يقود المهندس ثامر المهيد الشركة نحو مستقبل أقوى، بينما تبقى السنوات المقبلة كفيلة بكشف مدى نجاحه في تحقيق الأهداف الطموحة للشركة، ولا شكّ أنّ سجلّه الحافل في الإدارة والتخطيط الاستراتيجي يعطي انطباعاً قوياً بأنه الرجل المناسب لهذه المهمة الكبيرة.
اقرأ أيضاً: رحلة نجاح مُلهمة للمهندس المعماري مساعد القفاري