أثمر التعاون الأخير بين هيئة الأزياء السعودية ومجموعة “كرينغ” الفرنسية (Kering)، عن إطلاق جائزة أجيال كيرينغ في المملكة العربية السعودية، والتي ستعمل على اكتشاف المواهب من أصحاب الشركات الناشئة في المملكة، والذين يتخصصون في إنتاج الأزياء المستدامة للحصول على جائزة للشركات الناشئة في القطاع.
ومن المنتظر أن تسلط الجائزة الضوء على الشركات التي تتبنى الابتكار كمنهج أساسي في عملها، وتقديم الدعم اللازم لها حتى تستمر وتتطور في قطاع إنتاج الأزياء المستدامة وصولاً إلى النجاح المطلوب، والذي يعتبر الهدف الرئيس للقائمين على الجائزة.
اقرأ أيضاً: الأزياء السعودية تتجه نحو الاستدامة
ومع افتتاح باب التقديم على الجائزة أصبح بإمكان جميع الشركات التي تضع مقرها الرئيس في المملكة المشاركة في المسابقة والترشح لنيل الجائزة، وسيقع خلال شهر ديسمبر 2024 الاختيار على عشرين شركة ناشئة، حتى تتأهل للمشاركة في جلسة التقييم الأخيرة التي ستنعقد في يناير 2025، بمدينة الرياض.
وتعتمد معايير التقييم في الجلسة النهائية على ثلاثة عناصر رئيسة وهي؛ إشراك العملاء، ومدى اعتماد الاقتصاد الدائري، وتقليل استهلاك المياه، بوصفها جائزة للشركات الناشئة في قطاع الأزياء المستدامة.
وجاء إطلاق الجائزة بعد توقيع مذكرة تفاهيم جمعت الطرفين السعودي والفرنسي بممثليهم الرسميين، وهما هيئة الأزياء السعودية ومجموعة كرينغ، والتي اعتبرت بمثابة شراكة استراتيجية لتحقيق الأهداف المشتركة لدى الجانبين.
ومن المقرر أن يستمر التعاون بين الجانبين في إطار سلسلة من المبادرات والنقاشات التي تخدم تحقيق أهداف قطاع الأزياء في المملكة وعلى رأسها الاستدامة.
وكان السيد “بوراك تشاكماك” الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء السعودية، أكد غير مرة على أهمية الاستدامة، واعتمادها أحد المحاور الأساسية في صياغة رؤية الهيئة لتشكيل مستقبل صناعة الأزياء في المملكة، وأشاد تشاكماك بالشراكة مع كرينغ لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف في تصريح لوسائل الإعلام، بأنّ جائزة “كرينغ جينيريشن برايز” (Kering Generation Prize) تعمل على إبراز الشركات الناشئة العاملة في قطاع الأزياء المستدامة، والتعامل معها بوصفها القائد الابتكاري للجهود المبذولة في مجال إنتاج الأزياء الدائرية، أي المعاد تدويرها والداعمة للبيئة، وتلك التي تعتني بسلامة البيئة.
وجاء المقترح بأن تكون جائزة للشركات الناشئة كنوع من التشجيع لرواد الأعمال الجدد في المجال، والعمل على الأخذ بيدهم نحو الطريق الآمن والميسر، وهو ما أكدت عليه السيدة “ماري كلير ديفو” التي تشغل منصب رئيسة الاستدامة والشؤون المؤسسية في مجموعة كيرينغ، عبر ما وصفته خلال تصريحها لوسائل الإعلام بالابتكار المستدام، والذي أشارت إلى أهميته البالغة في دعم مستقبل الموضة والأزياء في السعودية والعالم.
وفي ذات السياق أكدت على ضرورة التعاون مع المواهب الناشئة، ما سيؤدي إلى توسيع نطاق الجائزة والمستفيدين منها، وبالتالي يتحول إلى رافعة حقيقية لصناعة الأزياء في المملكة العربية السعودية عن طريق هيئة الأزياء، التي ستكون بمثابة الضابط للعملية بأكملها.
من جانب آخر يؤكد إطلاق الجائزة في هذا التوقيت على التزام الهيئة ومن ورائها وزارة الثقافة السعودية بطرح الصعوبات التي تواجه العاملين في القطاع على طاولة النقاش، والعمل على إيجاد الحلول المنطقية لها، الأمر الذي يدعم مستقبل الأزياء والموضة السعودية في قطاع الاستدامة.
ويأتي الدعم الحالي من خلال إيجاد صلة وثيقة مع أصحاب الشركات الناشئة، ورعايتهم وتحريض إبداعهم، وإمدادهم بكل ما يلزم لتطبيق حلولهم الابتكارية ومساندتهم في تجاوز التحديات والصعوبات التي قد تواجههم، لإنجاز خطوط أزياء تدعم إعادة التدوير وتعتني بالبيئة، وهو الهدف الرئيس الذي جمع هيئة الأزياء السعودية ومجموعة كرينغ لتقديم جائزة للشركات الناشئة في السعودية، ما يدعم التحول المستقبلي للصناعة.
اقرأ أيضاً: سعودي فاشن قبلة لمصممي الأزياء الدوليين!
وفي الختام لابد من الإشارة إلى أنّ التعاون الحالي والعمل على دعم الشركات الناشئة، وتحريض الإبداع في مجال الأزياء المستدامة، سيدعم الابتكار ويحرض الإبداع في إطار رؤية المملكة 2030 التي تسعى لرفع جودة حياة المواطن السعودي، وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني والدخل القومي.
أيضاً يأتي دعم الاستدامة في مجال الأزياء كجزء من التوجه العام في دعم الاستدامة بمختلف القطاعات في المملكة، ما يؤكد على أهمية خلق مستقبل أكثر استدامة وتشاركية مع جيل “إكس” (X) السعودي وهي الفئة التي أبصرت النور بين أوائل الستينات وأوائل الثمانينيات، ويمتلكون شركات لازالت في طور النشوء.