نفّذ معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة في جامعة أم القرى مجموعة من الدراسات والبحوث المتخصصة والدورات التدريبية والمبادرات التطوعية، وذلك بالتعاقد مع عدد من الجهات الحكومية منها وزارة الحج والعمرة، وزارة الصحة، وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ممثلة في أمانة العاصمة المقدسة، إضافة إلى المركز الوطني لإدارة النفايات وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن.
أهم مبادرات جامعة أم القرى
وتأتي هذه الدراسات في إطار جهود جامعة أم القرى الرامية إلى تطوير منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والارتقاء بتجربتهم خلال أداء مناسك الحج والعمرة 1446هـ، وقد شملت 17 دراسة متخصصة، شارك في تنفيذها 34 باحثاً وأكثر من 458 جامع بيانات، تنوعت مواضيعها بين مجالات حيوية كإدارة الحشود، والأمن والسلامة، الاستدامة، الإثراء، التقنية والذكاء الاصطناعي، إلى جانب قياس رضا الحجاج بلغات متعددة بلغ عددها 20 لغة، من بينها التركية، الفارسية، الهندية، الروسية، والإنكليزية.
وشهدت منصة وفادة الإلكترونية، المخصصة للتدريب عن بُعد، إقبالاً واسعاً، إذ تجاوز عدد المستفيدين منها 34 ألف مستفيد، كما نفّذ المعهد برنامج رافد الحرمين، الذي أتاح أكثر من 100 ألف فرصة تدريبية عبر 20 حقيبة متنوعة، استفاد منها 3,106 متدربين يمثلون 30 جهة مشاركة.
وفي إطار دعم الابتكار، نظّمت الجامعة خمسة هاكاثونات استقطبت نحو 30,000 مبتكر من التخصصات المختلفة، بهدف تعزيز ريادة الأعمال وابتكار حلول نوعية تسهم في تحسين تجربة الحاج والمعتمر.
أما في مجال الترجمة، فقد أسهم معهد البحوث والدراسات الاستشارية، بالتعاون مع شركة وادي مكة للتقنية والهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، في ترجمة خطب الجمعة والعيدين وخطبة يوم عرفة إلى أكثر من 20 لغة، ليصل عدد المستفيدين إلى نحو 600 مليون شخص حول العالم.
وحققت البرامج التدريبية والاستشارية انتشاراً واسعاً، وتجاوز عدد المستفيدين منها أكثر من 300 ألف مستفيد، وذلك ضمن أكثر من 10 عقود استشارية نوعية، أبرزها برنامج ترخيص وتأهيل العاملين في خدمة ضيوف الرحمن.
وقد وفر هذا البرنامج ما يزيد عن 300 ألف فرصة تدريبية، شملت 20 حقيبة تدريبية مخصصة للعاملين في الميدان، إلى جانب 50 حقيبة موجهة لتوعية وتثقيف الحجاج، تم تقديمها بـ 15 لغة مختلفة، عبر سلسلة من 50 ورشة عمل، في إطار جهود متكاملة تهدف إلى رفع جودة الأداء وتعزيز تجربة الحاج والمعتمر بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030.
اقرأ أيضاً: مشاريع مبتكرة لتيسير مناسك الحج والعمرة
وفي تعليقٍ على الجهود البحثية والتدريبية التي تبذلها جامعة أم القرى، أكد رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور معدي بن محمد آل مذهب، أن الجامعة تسخّر سنوياً جميع طاقاتها البشرية والعلمية والبحثية والإدارية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية ودورها الريادي في دعم منظومة الحج والعمرة.
وأكد آل مذهب أن هذه الجهود تأتي انسجاماً مع توجيهات القيادة الرشيدة وسعياً لتحقيق رؤيتها في الارتقاء بتجربة ضيوف الرحمن، وتقديم أرقى مستويات الخدمة التي تليق بمكانة المملكة ودورها في خدمة الإسلام والمسلمين.
وتسخّر جامعة أم القرى جهودها لدعم وتعزيز العمل التطوعي خلال موسم الحج، من خلال تأهيل المتطوعين وتزويدهم بالمهارات الأساسية، بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، وفي مقدمتها المديرية العامة للدفاع المدني ووزارة الصحة، وقد بلغ عدد المتطوعين من منسوبي الجامعة خلال الموسم الجاري نحو 2,027 متطوعاً.
هذا وتقدم الجامعة سنوياً حزمة من الخدمات اللوجستية التي تشرف عليها إداراتها المختصة، مثل إدارة الأمن الجامعي، إدارة المرافق والخدمات وإدارة الاتصال المؤسسي، حيث يتم تسخير مقرات الجامعة لتكون مراكز للإيواء وعقد الاجتماعات وتنظيم اللقاءات والفعاليات الخاصة بالجهات المشاركة في موسم الحج، وذلك قبل الموسم وأثناءه وبعده.
وتتميز الجامعة على الصعيد الأكاديمي بتقديمها برامج تعليمية متخصصة في كليتي الطب والإدارة والاقتصاد، تهدف إلى تأهيل الطلاب وتدريبهم على مهارات إدارة الحشود والتعامل مع الكوارث، إلى جانب إدارة موسمَي الحج والعمرة، من خلال مقررات دراسية شاملة تغطي الجوانب الإدارية والصحية والمجتمعية، ما يؤكد التزامها بتأهيل كوادر وطنية قادرة على خدمة ضيوف الرحمن بكفاءة.
وبهذه المبادرات المميزة، تواصل جامعة أم القرى ترسيخ مكانتها باعتبارها محوراً فاعلاً في تطوير منظومة الحج والعمرة، من خلال تسخير المعرفة والبحث والابتكار، وتعزيز دور التعليم في خدمة ضيوف الرحمن.
اقرأ أيضاً: كيف تستعد وزارة البيئة لموسم حج 1446 هـ؟