تأسست جامعة عفت في العام 1999 بجدة، مستهلمة الصفات القيادية والاستثنائية من شخصية الملكة عفت الثنيان آل سعود رحمها الله زوجة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، وقامت الجامعة على قيم الريادة والاحترام المتبادل لخدمة قيم العلم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، ونتيجة السعي الدؤوب للقائمين على الجامعة والمنضمين إلى مقاعدها للالتزام بهذه المعايير وصلت الجامعة إلى المحافل الدولية.
واقترن اسم جامعة عفت بالاكتشافات العلمية والابتكار، إلى جانب إثبات الجامعة كفاءتها في ميدان الحلول المجتمعية، لتكون مصنع الإلهام والقادة في آن معاً، ومكان ينطلق منه باحثوا المستقبل.
وتتميز الجامعة بكونها الدافع للمتميزين إذ توفر لهم فرص التقدم على الصعيد المحلي والدولي، عبر برامجها التعليمية الإثرائية، وتصب كافة هذه الجهود في إطار رؤية المملكة 2030 التي تنسجم إلى حد بعيد مع رؤية الجامعة، التي تسعى إلى إرساء نظام حوكمة يطلق عنان الجامعة لتحصل على الاعتمادية لبرامجها التعليمية والابتكارية وتحظى بالتصنيف الدولي.
ومن الجدير بالذكر أنّ الجامعة حازت خلال السنوات الفائتة على مكانة خاصة بين الجامعات السعودية، حتى بات البعض يلقبها بالأيقونة في التعليم الجامعي، لأنها عمدت إلى تخريج خبراء وقادة حتى يكونوا سفراء يحملون إرث الملكة عفت، وتعد الجامعة مؤسسة تعليمية خاصة، لكنها غير ربحية، تتمتع بريادة في مجال التعليم العالي بالمملكة، وتتبع تنظيمياً لمؤسسة الملك فيصل الخيرية.
اقرأ أيضاً: أفضل الجامعات السعودية لدراسة الطب في عام 2024
توفر الجامعة عدد من الخدمات المشتركة التي تضمن لها الاستدامة وتلبية كافة احتياجات الطلاب، إلى جانب تنميتها لمجتمع معرفي يعمل كمحرك للأفكار الإبداعية ومبتكر لها حتى يعين في مراحل قادمة على مواجهة تحديات المستقبل، ولكن حرص الجامعة على خلق مثل هذا الحالة حولها إلى قبلة لأعضاء الهيئة التدريسية والموظفين على حد سواء.
وتتبنى الجامعة مجموعة من القيم على رأسها البحث المستمر، إذ لا يوجد في العلم إجابات نهائية، وتسعى جامعة عفت للتأسيس لنوع من التعليم قائم على النقد والإبداع لخلق كل ما هو ابتكاري وجديد، وفي هذا الإطار يكون الطالب هو المحور في كل الجهود التي تبذلها الجامعة، وعلى الرغم من أهمية الدور الذي يلعبه الأستاذ إلا أنّ الجامعة توجهت في الآونة الأخيرة نحو التحول الرقمي ووضعت له إطاراً زمنياً بين 2022 و2027 عبر توفير كل وسائل وأساليب الاتصال الحديثة للطالب حتى يتمكن من توليد الأفكار النافعة.
اقرأ أيضاً: منحة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة 2025
وتتميز الجامعة بنظرتها الاستثنائية للمجتمع المحيط، فهي تنظر للعلاقة على أنها تبادلية، فعندما تكون الجامعة في خدمة المجتمع سيكون المجتمع أيضاً في خدمتها، وبالتالي يتم تأهيل الكفاءات ضمن أروقة الجامعة حتى تخدم هذه الكفاءات مؤسسات المجتمع، فالعلم وحده غير كافي للانخراط بسوق العمل بل يحتاج الدارس إلى مهارات تواصل والتأسيس للعلاقات وترسيخها، بما ينسجم مع قيم الدين الإسلامي.
وتسعى الجامعة لإعداد جيل قادر على النهوض بمسؤولياته محلياً، وأن يكون قادراً على المشاركة في المحافل الدولية، ضمن إطار استعراض الشخصية العربية السعودية المسلمة، في المحافل الدولية، ومن هنا تجد الإشارة إلى القيم التي تتبناها الجامعة، فهي تعمل على تبني المستحدثات ومواكبة كل ماهو جديد ولكن في ذات الوقت تطلب من خريجيها الالتزام بالثوابت.
من جانب آخر تشجع جامعة عفت حريات الأفراد والحرية الفكرية ولكنها أيضاً تدعو خريجيها للالتزام بتأدية الواجبات، وترى الجامعة أن الإبداع أمر غير محدود وهو يشمل جميع المجالات، لكن على هذا الإبداع كي يصل إلى العقول وربما يحصد القلوب أن يظل مراعياً للأصول في المجتمع السعودي.
وتدعم الجامعة قيم التعاون مع الآخر، والاندماج في إطار المشاريع البحثية، لكنها في الوقت عينه تدعو طلابها وترسخ لديهم قيم احترام الذات، كذكلك تدعو إلى التواصل والانفتاح على الآخر في إطار من الحوار الهادف والبناء لكن دون المساس باحترام الآخر.
وفي الختام لابد من التأكيد على أن برامج جامعة عفت التعليمية ومراكزها البحثية تبشر بنهضة شاملة تجعل خريجيها قادرين على مواكبة كل ماهو جديد ومعاصر، ولكن ميزة البيئة التي تؤمنها الجامعة أنها تحمل أفرادها روح التفاؤل وتحفزهم على التغيير الإيجابي ليس فقط في مجتمعاتهم وإنما في العالم أيضاً، لاسيما أنّ الجامعة تنمي لدى طلابها قيم الإيثار والتضحية وخدمة الآخرين وتقديم مصلحتهم على مصالحهم الشخصية، إلى جانب تأصيل قيم التسامح والمحبة دون التخلي عن الاعتزاز بالذت.
اقرأ أيضاً: التعليم لكل العالم عبر منصة فيزيكسوالا في السعودية