من السياسة والتحالفات وأزمات المنطقة، إلى الاقتصاد والاستثمارات والتعاونات الثنائية، ومن الخدمات والطاقة والبنية التحتية، إلى المبادرات والاتفاقيات الجديدة؛ جدولُ أعمالٍ ممتلئ تصدّر جلسة مجلس الوزراء السعودي الأخيرة.. فما هي القضايا التي تناولها المجلس؟ وما النتائج التي توصل إليها؟
في مستهلّ الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء السعودي، استعرض ولي العهد أمام المجلس تفاصيل لقاءاته مع قادة عدد من الدول الشقيقة والصديقة، مركّزاً على تعزيز العلاقات الثنائية وفرص التعاون، وفي هذا السياق، توقف المجلس عند نتائج الاجتماع الوزاري الثاني للجنة الاقتصاد والاستثمار ضمن مجلس الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والهند، وأشاد بالتقدم المُحرَز في مجالات الصناعة، والبنية التحتية، والتقنية، والزراعة، والأمن الغذائي، والنقل المستدام.
وتطرق المجلس إلى مشاركة السعودية في اجتماعات مجموعة العشرين الأخيرة، إذ عرض جهودها في تعزيز استدامة التعليم، والاستثمار في الابتكار وريادة الأعمال، إلى جانب مساهماتها في مواجهة التحديات الصحية العالمية.
وخلال الجلسة التي ترأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض، تطرق المجلس إلى المستجدات الإقليمية، مشيراً إلى جهود السعودية المستمرة في التواصل مع المجتمع الدولي لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة، وقد تجلّى هذا في استضافتها أول اجتماع للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين بمشاركة 90 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، تأكيداً على دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة، وفي دعوتها لقمة عربية إسلامية مشتركة هذا الشهر لبحث العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية.
اقرا أيضاً: السودان: السعودية قلقة وتطالب بالعودة إلى «إعلان جدة»
هذا وحثّ مجلس الوزراء السعودي، الأطراف المتنازعة في السودان على وقف القتال وإنهاء النزاع، إلى جانب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، مؤكّداً أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، ومجدداً دعوته للالتزام بالاتفاقات التي جرى التوصل إليها في «إعلان جدة» الموقَّع في 11 أيّار/مايو 2023.
وفي الشأن السياحي، أشار المجلس إلى تقدم المملكة 15 مركزاً في تصنيف وجهات إيرادات السياح الدوليين لعام 2023 مقارنة بعام 2019، مما يعكس ريادتها العالمية في هذا القطاع.
واستعرض المجلس أيضاً الموضوعات المطروحة على جدول أعماله، من بينها تلك التي درسها مجلس الشورى، وما توصلت إليه الجهات الحكومية ذات العلاقة، ووافق على انضمام السعودية إلى «مبادرة الإنجاز الشامل في صناعة الإسمنت والخرسانة»، وعلى مذكرة تفاهم للمشاورات السياسية مع إستونيا، واتفاقية مع قطر لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي.
ومن ضمن الموضوعات التي تناولها المجلس، تقارير سنوية صادرة عن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، وصندوق البيئة، وهيئة تطوير الأحساء، والمركز الوطني لإدارة النفايات، وهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، والهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، وقد اتخذ المجلس الإجراءات المناسبة بشأن هذه الموضوعات.
اقرأ أيضاً: غزة تتصدر ملفات اجتماع وزاري سعودي
كما اطّلع على ما انتهى إليه كلٌّ من هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، والشؤون الاقتصادية والتنمية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، وفوَّض المجلس وزير الاقتصاد والتخطيط بالتباحث مع مكتب اليونيسف في السعودية بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المسح العنقودي متعدد المؤشرات، ووافق أيضاً على اتفاقية إطارية مع الولايات المتحدة للتعاون في مجال الملاحة الجوية والفضاء للأغراض السلمية، وعلى مذكرة تفاهم بين المركز الوطني للأرصاد والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
بالإضافة إلى ذلك، أقر المجلس مبدئياً الإطار الوطني للاستثمار الأجنبي المباشر، واعتمد الحسابات الختامية لهيئة الرقابة النووية والإشعاعية ومركز الإسناد والتصفية، كما وافق على ترقيات وظيفية رفيعة، فيما اُختتم المجلس بمراجعة للتقارير السنوية لعدد من الهيئات الحكومية، واتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها.
وعقب الاجتماع، أوضح وزير الإعلام السعودي، سلمان الدوسري، أن المجلس تناول مسارات التعاون الدولي، مشيداً بنتائج الاجتماع الثالث للجنة التنسيق الأمني بين السعودية والبحرين، وبالإنجازات التي تعزز العلاقات الأخوية.
اقرأ أيضاً: اتفاقية ربط كهربائي ما بين السعودية والهند