تمكنت جمعية أسر التوحد أن تصل إلى العالمية في ميدان المسؤولية الاجتماعية، عبر مشروعها التنموي، قافلة طيف عزيز، وفازت بجائزة التميز الدولية للمسؤولية الاجتماعية “سي إس آر” (CSR)، في عاصمة المملكة المتحدة لندن.
وتسلم الجائزة نيابة عن الجمعية الأمير سعود بن عبد العزيز بن فرحان آل سعود، الذي يشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة الجمعية، وكان من بين الحضور في التكريم السيدة أريج المعلم، والتي تشغل منصب أمين عام الجمعية حالياً.
وفي تصريح لوسائل الإعلام عبّر الأمير سعود عن سعادته بإنجاز الجمعية، معتبراً إياه بمثابة إنجاز وطني في مجال المسؤولية الاجتماعية، نظراً لكون جمعية أسر التوحد هي الأولى من نوعها في السعودية، وتقدم خدمة نوعية لذوي التوحد بهدف تحقيق الاستقرار والثبات في النمو المستدام للقطاع بالمملكة.
كما أنه أشاد بالدعم غير المحدود الذي تتلقاه الجمعية من القيادة السعودية، التي وصفها بأنها تتسم بسداد الرؤية والقيادة الرشيدة للقطاع غير الربحي والمتخصص بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكانت جمعية أسر التوحد قد فازت في فبراير الفائت بجائزة ستيفي الدولية (The Stevie Award) عن منطقة الشرق الأوسط، وهي جائزة تحصل عليها أفضل جهات العمل على صعيد إدارة الموارد البشرية، لتفوز اليوم بجائزة المسؤولية المجتمعية في لندن.
اقرأ أيضاً: جائزة للشركات الناشئة في مجال الأزياء المستدامة
وكانت الجمعية تأسست في العام 2018 وضمت مجموعة من الأهالي الذين يعاني أبناؤهم من اضطراب طيف التوحد، أو مجرد أهالي مهتمين بمن يعاني أبناؤهم من المرض، بغرض التأسيس لعمل تكاملي يهدف لدعم الأسر التي يعاني أبناؤها من طيف التوحد، وتوفير الخدمات التي قد يحتاجونها بجودة عالية.
وفي السياق تعمل الجمعية على توفير التدريب اللازم للأسر، إلى جانب الدعم والمساندة المعنوية، والعمل على إيصال صوتهم للمجتمع من حولهم، لرفع الوعي بالمرض وأعراضه والترويج لأفضل السبل في التعامل معه.
ويرى القائمون على جمعية أسر التوحد أنّ العمل الخيري قيمة اجتماعية كبرى، حثّ عليها الشرع والدين الإسلامي، وهي تعمل على تطبيق هذه القيمة بدعم حكومي لافت، إذ حرصت الجمعية المؤسسة على يد الأميرة سميرة الفيصل، على تكريس مبادئ العمل الإنساني باستمرار، وعدم توفير أدنى جهد في رعاية من يعاني من اضطراب طيف التوحد في المجتمع السعودي.
وتحرص الجمعية على الدوام أن تطور مبادئها وأفكارها، من خلال استقبال الأفكار والاقتراحات كافة، التي تجعل أداء الجمعية على الدوام يحظى بالازدهار والتجدد والغنى، وهو عهد اتخذه مؤسسوا جمعية أسر التوحد على أنفسهم بعدم ادخار أي جهد يصب في سبيل تطوير أوضاع الأسر التي يعاني أبناؤها من هذا المرض، والعمل على خدمتهم باستمرار وفق السوية المرجوة.
اقرأ أيضاً: 28 أخصائياً سعودياً ينالون البورد الأمريكي في التوحد
وتهدف جمعية أسر التوحد إلى رفع الوعي المجتمعي بمرض التوحد، والعمل على دعم وتشجيع الأسر التي يعاني أبناؤها من هذا المرض، والعمل على تطوير البنية التنظيمية للجمعية، وصولاً إلى بناء شبكة ضخمة تربط الجهات العاملة في القطاع مع بعضها البعض، ما يساعدهم على العمل المشترك وتحقيق التكامل في الجهود، واقتسام مراحل الرعاية بذوي التوحد.
من جانب آخر تسعى الجمعية إلى دعم جهود البحث العلمي في ميدان التوحد، وتطوير بنية تنظيمية ومؤسسية تدعم تطوير القطاع، وبالتالي تطوير الأشخاص الممتهنين للعمل مع ذوي التوحد، وإطلاعهم على أحدث الأساليب وأكثرها تأثيراً، وتشمل رؤية الجمعية العمل على ربط جميع الأطراف في محيط آمن يجتمع أفراده على الولاء والانتماء.
أيضاً تهدف الجمعية إلى تحسين حياة أسر التوحد، وتقديم الرعاية الشاملة لهم، وتنسيق الجهود بين المستفيدين ومقدمي الخدمة، ونشر الوعي المجتمعي بأفضل الطرق للتعامل مع الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد وذويهم، بما يحقق لهم الاندماج الأمثل، إلى جانب النهوض بقطاع الأعمال المرتبط بهذا المرض.
ومن الخدمات التي تقدمها الجمعية، تأهيل العاملين في المجال، وتقديم هدايا ومساعدات عينية لأسر التوحد المسجلين في الجمعية، وتسهيل عملية تلقي الخدمة، وتقديم خدمات الرعاية الشاملة من إرشاد ودعم بالتعاون مع الجهات المعنية، وتبني البرامج والمبادرات الأفضل التي تخدم ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم بالشكل الأمثل.
وفي ذات السياق، تقدم الجمعية تسهيلات للمنضمين إليها في الدوائر الحكومية، على الأصعدة الصحية والتعليمية والمهنية، إلى جانب مجموعة من الخدمات الرقمية، كالاستشارات وورش العمل عن بعد.