تشكل جمعية خيرات لحفظ النعمة نموذجاً رائداً في التميز المؤسسي المعزز للاستدامة وتشير الأرقام الرسمية التي يوفرها الموقع الإلكتروني للجمعية، إلى بلوغ عدد الأسر المستفيدة من خدمات الجمعية حوالي المليوني أسرة، بواقع تقديم حوالي 12 مليون وجبة غذائية.
ولكن الآلية التي تتبعها الجمعية تعتبر مميزة وهي مقسمة على مجموعة من المشاريع التابعة للجمعية، لعلّ أبرزها مشروعي ثمار خيرات ومشروع أطعموني.
وفي استعراض مختصر للمشروعين، فيختص مشروع ثمار الخيرات، بحفظ الخضار والفاكهة المصادرة من الباعة المخالفين في أسواق النفع بالرياض، ومن ثم حفظها في برادات مخصصة لهذا الغرض بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، وغرفة العمليات المشتركة في أمانة منطقة الرياض، لتكون المرحلة اللاحقة بعد ذلك التوزيع على الأسر والأفراد المسجلين لدى الجمعية.
والهدف من مشروع ثمار الخيرات، التقليل من عمليات الهدر الغذائي والإسهام في تحقيق الاستقرار الأسري عند العائلات المعوزة والمحتاجة، عبر إعانتها في تحقيق أمنها الغذائي الأسبوعي.
إقرأ أيضاً: مؤتمر طب العيون السعودي في جدة
أمّا مشروع أطعموني فهو مشروع متخصص بجمع فائض الطعام من المطاعم والفنادق وصالات الأفراح، شرط أن يكون صالحاً للأكل، ومن ثم حفظه قبل إعادة توزيعه على المحتاجين، وتتم عملية الحفظ عبر مجموعة من السيارات المبردة الجوالة التي تتولى عملية توزيع الفائض على الأسر المسجلة، وهي مهمة يتخصص بها فريق ميداني، يعمل في المرحلة الأولى على جمع الفائض وتحويله لمرحلة التخزين، ومن ثم استلام الفائض المعلب وتوزيعه على المستحقين، من فقراء وآرامل وأيتام وعابري سبيل، وجميع هؤلاء يجب أن يكونوا مسجلين في قوائم الجمعية.
إقرأ أيضاً: الجمعية السعودية للسكر تنظم المؤتمر الدولي لمستجدات السكري
وكانت جمعية خيرات لحفظ النعمة قد تأسست في العام 2015 بصيغة جمعية أهلية غير ربحية، تعمل على توفير وجبات الطعام للفقراء والمحتاجين، من خلال جمع فائض الطعام بالفنادق والمطاعم والقصور والمنازل والاستراحات، ومن ثم العمل على فرز هذا الفائض من الطعام على يد فريق مختص، وبعد أن تتم عملية إعادة ترتيب الوجبات بطريقة لائقة، يعود الفريق الميداني إلى توزيعها على المستحقين بعد جمعها من المحسنين.
وفي ذات السياق حرصت الجمعية في رؤيتها على تحقيق التميز المؤسسي من خلال الحرص على الاستدامة في حفظ النعمة، إلى جانب تقديمها لأفضل معايير الجودة في الأداء والنظافة، وفي نظرة فاحصة للمحرك الأساسي من وراء إنشاء هذه الجمعية، فهو الحد من الهدر في الطعام، والذي ينتشر على نحو واسع في الأوساط ميسورة الحال في الدول كافة، ولكن ميزة الجمعية السعودية أنها كسرت القاعدة ومنحت الميسورين في المملكة ميزة الإحسان بفائض الطعام عبر نقله بطريقة لائقة إلى المحتاجين.
وتعمل الجمعية من خلال نشاطها على نشر ثقافة الحفاظ على النعمة في المجتمع السعودي، وهو ما نجحت فيه إلى حد بعيد عبر التأكيد على مجموعة من الثوابت والاستمرار في نشرها، والتأكيد على ضرورة تخفيف أعباء الحياة على الأسر المعوزة في محاولة للقضاء على الفقر.
إقرأ أيضاً: كيف تستفيد من خدمات جمعية القلب السعودية؟
وفي سياق مواز تعمل جمعية خيرات لحفظ النعمة على خلق فرص عمل في مشاريعها، بالإضافة إلى نشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع، لكنها تبقى محكومة بمجموعة من القيم الرئيسة، ليس أولها الابتكار أو آخرها الجودة، بل تحرص أيضاً في عملها على الاستدامة والمشاركة والتميز، ما جعلها تترك أثراً عميقاً في قطاع العمل الخيري السعودي، وبصمة خاصة تميزها عن بقية الجمعيات الخيرية.
وهو ما شددت عليه الأميرة هيفاء بنت فيصل بن عبد العزيز آل سعود خلال زيارتها الأخيرة لمقر الجمعية، ولقائها بأعضاء مجلس إدارتها، إذ عبرت الأميرة هيفاء في زيارتها عن مدى إعجابها بالدور الذي تلعبة جمعية خيرات، لا سيما في تعزيز الأمن الغذائي للأسر المحتاجة في السعودية، ودفع المجتمع السعودي بأكمله لتبني عادات الحد من هدر الطعام.
وتشغل الأميرة هيفاء منصب رئيس مجلس إدارة جمعية زهرة السعودية، المتخصصة بتقديم المساعدة للنساء المصابات بسرطان الثدي، عبر حملات الكشف المبكر، ومجموعات الدعم النفسي وبرامج تمكين النسوة المتعافيات من المرض، إلى جانب تقديم خدمات التجميل في مراحل لاحقة وغيرها الكثير.
وفي ذات السياق قامت جمعية خيرات بإهداء الأميرة هيفاء درعاً تذكارياً تقديراً لشخصها وجهودها الخيرية، في المقابل أثنت الأميرة على علو همة القائمين على جمعية خيرات واستمرارهم في أداء رسالتهم على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي قد تواجههم.