اختراع فريد ابتكره الأستاذ المشارك الدكتور راكان بن محمد القحطاني، عضو هيئة التدريس البارز في مدينة الملك سعود الطبية وكلية الطب في جامعة الملك سعود، وهو جهاز العزل المحمول، الذي يهدف إلى تعزيز سلامة المرضى والطاقم الطبي في البيئات عالية المخاطر، ويوفر حلاً مبتكراً لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى من انتقال الرذاذ المعدي أثناء الإجراءات الطبية الحساسة، وقد حصل بسبب هذا الإنجاز على براءة اختراع أمريكية.
جهاز العزل المحمول يعد نظاماً متكاملاً وسهل الاستخدام، وهو مصمم لتوفير حماية سريعة حول المريض خلال اللحظات الحرجة، ويهدف تصميمه إلى تقليل خطر العدوى أثناء الإجراءات الطبية ذات المخاطر العالية، مثل الإنعاش القلبي الرئوي وتدخلات العناية المركزة، إضافة إلى حالات الرعاية الطارئة الأخرى.
ويتميز الجهاز بمرونته العالية، إذ يمكنه استيعاب من محترف إلى أربعة محترفين في مجال الرعاية الصحية، وهو مثالي للاستخدام في مختلف البيئات الطبية مع ضمان أقصى درجات الحماية.
اقرأ أيضاً: جامعة عفت مصنع للابتكار والخروج عن المألوف
إحدى السمات الأخرى المهمة للجهاز تكمن في نظامه المبتكر لنقل المعدات الطبية بأمان، مثل القساطر والأنابيب والأدوات الأساسية الأخرى، عبر حاجز العزل، ويضمن هذا النظام لمقدمي الرعاية الصحية القدرة على إجراء التدخلات الحرجة دون المساس بسلامة البيئة أو زيادة خطر التلوث المتبادل.
ويهدف التصميم المدروس للجهاز إلى حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين غالباً ما يتعرضون للأمراض المعدية، بينما يحافظ أيضاً على سلامة المرضى الضعفاء أثناء الإجراءات الطارئة، ويأتي اختراع الدكتور القحطاني في وقت يواجه فيه قطاع الرعاية الصحية تحديات متزايدة في إدارة الأمراض المعدية والحفاظ على معايير السلامة في البيئات الطبية.
ومع تزايد حالات الأمراض المعدية، لا سيما بعد جائحة كورونا، يوفر هذا الجهاز حلاً ملحاً لاحتياج حيوي، فمن خلال تقديم حماية جسدية ووظيفية، يتمتع الجهاز بإمكانية إحداث ثورة في بروتوكولات رعاية المرضى، وتعزيز تدابير السلامة، وتخفيف المخاطر المرتبطة بالإجراءات الطبية المنقذة للحياة.
هذا الاعتراف ببراءة الاختراع الأمريكية يعد شهادة على الابتكار الفريد للدكتور القحطاني وتفانيه في تعزيز سلامة الرعاية الصحية، كما يبين الدور المتنامي للباحثين السعوديين في الإسهام في التقدم الطبي على مستوى العالم، ويعكس التزام المملكة بالابتكار الطبي وسمعتها المتزايدة باعتبارها مركزاً بارزاً للبحث العلمي والتطوير.
اقرأ أيضاً: إنجازات الطلبة السعوديين ومشاركاتهم في ميدان الاختراع
لا بد من الإشارة إلى إنجاز آخر لجامعة الملك سعود، ففي بداية الشهر، حقق الدكتور ناصر بن سالم بن نوح، الاستشاري في كلية طب الأسنان ومستشفى طب الأسنان الجامعي لتخصص جراحة الوجه والفكين، والدكتور محمد بن صلاح، الاستشاري المساعد في عيادات جراحة الوجه والفكين بالمستشفى الجامعي، إنجازاً متميزاً بتسجيل براءة اختراع لدى مكتب براءات الاختراع الأمريكي.
وتتعلق البراءة بإنتاج مادة جديدة من جسيمات الفضة الدائرية المستخلصة من أوراق القراص، باستخدام تقنية النانو وتتميز هذه المادة بخصائصها كمثبط للنزيف العظمي ومضاد للميكروبات، وقد ضم الفريق البحثي كذلك الأستاذ الدكتور محمد الصالحي والدكتور ديفانسن من كلية العلوم بجامعة الملك سعود.
أوضح الدكتور محمد بن صلاح أن هذا الاختراع يمثل مادة مبتكرة تسهم في إيقاف النزيف وتقليل الالتهاب بشكل ملحوظ مقارنةً بالمواد المستخدمة حالياً، مؤكداً أن هذه المادة تتيح إمكانية بناء النسيج العظمي في أي جزء من الجسم، حيث تم إثبات فعاليتها سريرياً من خلال الأشعة المقطعية الدقيقة وتحليل الأنسجة العظمية، وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلات علمية مرموقة ذات تصنيف Q1.
اقرأ أيضاً: إطلاق أول مدرسة ثانوية سعودية متخصصة في التقنية
جدير بالذكر، أن جامعة الملك سعود التي تأسست في عام 1958م هي من الجامعات الرائدة في المملكة العربية السعودية، وتسعى منذ تأسيسها لتحقيق الريادة العالمية في بناء مجتمع المعرفة.
وتتمثل رؤية الجامعة في تقديم تعليم متميز وإنتاج بحوث إبداعية تخدم المجتمع، والمساهمة في بناء اقتصاد المعرفة من خلال خلق بيئة محفزة للتعلم والإبداع الفكري، إضافة إلى التوظيف الأمثل للتقنية وتعزيز الشراكات المحلية والعالمية الفاعلة.
كما تؤمن الجامعة بأهمية الحرية الأكاديمية، وتوفر بيئة تشجع على البحث العلمي والإبداع دون قيود، وتتبنى مبادئ العدالة والنزاهة في جميع عملياتها، كما تعزز ثقافة التعلم المستمر، داعمةً تطوير الذات بين الأفراد، وتعد الأبحاث العلمية أحد أولوياتها الأساسية، سعياً منها لتطوير المعرفة وخدمة المجتمع من خلال هذا المجال.
ومن خلال إنجازاتها الرائدة، مثل جهاز العزل المحمول والمادة المبتكرة التي توقف النزيف وغيرها الكثير، تؤكد جامعة الملك سعود التزامها بدور فعال في بناء مجتمع المعرفة، والسعي بجد نحو التميز والابتكار لتعزيز مكانتها على الساحة المحلية والعالمية.
اقرأ أيضاً: منح بحثية جديدة من هيئة الابتكار السعودية